حملات المقاطعة روجت لأفلام الرذيلة والابتذال



اعتبر نقاد أن الحملات التي انطلقت لمقاطعة الأفلام المبتذلة والتي تتضمن مشاهد ساخنة والإفيهات الجنسية روّجت لهذه النوعية من الأفلام، بل وجعلتها تحقق إيرادات كبيرة.

وشهد موسم عيد الفطر وجود نوعين من الأفلام؛ أحدهما عبارة عن أفلام تحولت فيها مشاهد ثورة 25 يناير إلى تهريج ‮وسخرية؛ بينما النوع الآخر عبارة عن مباراة ساخنة بين الرقص والعُري والإثارة في خلطة فنية مليئة بالإسفاف والابتذال.

وعرض خلال موسم العيد 5 أفلام هي تك تك بوم للفنان محمد سعد ودرة، و شارع الهرم لدينا وسعد الصغير، و أنا بضيع وديع ، و يا أنا يا هو لنضال الشافعى وريم البارودي، وأخيرا فيلم بيبو وبشير لمنة شلبي وآسر ياسين.

وأكد الناقد الفني طارق الشناوي أن حملات المقاطعة التي دعت إلى مقاطعة أفلام الرقص والجنس أدت إلى نتائج عكسية وكانت بمثابة لعبة للتسويق لتلك الأفلام، بحسب صحيفة الوفد المصرية الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2011م.

وأضاف بالنظر لإيرادات أفلام العيد نستطيع ملاحظة أن الذوق والمزاج المصري لم يتغير حتى بعد ثورة يناير، ففي النهاية لا يبدو أن أحدا قد خرج خاسرا من سباق الإيرادات في أفلام العيد، حيث راهن بعض فناني الأفلام الخمسة على نجوميته القديمة أمثال محمد سعد، كما راهن المنتجون على خلطة ناجحة رغم دعوات المقاطعة التي انطلقت ضد بعض الأفلام يجب ألا نغفل على أن جمهور العيد حالة خاصة وليس له علاقة برواد السينما الحقيقيين؛ فكل ما يتمناه من أفلام السينما أغنية ورقصة ونكتة! .

وقال إذا نظرت إلى هذه الأعمال ستجد أن أسلوب السينما الهابطة التي سيطرت مؤخرا لم تتغير؛ فنفس الأجواء والأفكار المتدنية؛ ولكن أعتقد أن هذا سيختفي قريبا وتعود السينما إلى سابق عهدها.

أما الناقد الفني رءوف توفيق فيرى أن الخلطة السرية التي دائما ما يلجأ إليها المنتجون للترويج لأفلامهم هي التي كانت سر نجاح أفلام عيد الفطر.

وأضاف: سيطرت على أفلام عيد الفطر موجة من الإفيهات التي تجمع بين الألفاظ الجنسية والكوميديا السخيفة والتي من الممكن أن نطلق عليها الخلطة السرية التي لجأ إليها عدد من المنتجين خلال هذا الموسم، حيث لم يخلُ فيلم من الأفلام المعروضة حاليا من الألفاظ الخادشة للحياء بجانب الرقص والعري.

واعتبر أن ما تم نشره من قوائم سوداء لم تُحقق نتيجة بل كان عدد منها يروج في حقيقة الأمر لتلك الأفلام، وكان على الجمهور محاربة هذه الأعمال لحماية أنفسهم من السقوط في بئر الابتذال؛ ولكن حدث العكس وأصبحت تلك الأفلام عامل جذب للمشاهد، كما أن الجمهور تعود على هذه البضاعة الفنية الرديئة .

أما محمود المليجي مسئول بسينما رادوبيس فيرى أن المفاجأة الحقيقية كانت في اعتلاء فيلم شارع الهرم لقمة الإيرادات وتحقيقه ما يُقارب إجمالي إيرادات الأفلام الأربعة الأخرى حتى الآن، وهي مفاجأة للكثيرين الذين ظنوا أن المزاج المصري بعد الثورة قد تغير للأحسن، فقد لاحظنا أن جمهور العيد مشتاق لجرعة كبيرة من هز الوسط والصخب والغناء رغم خلو الموسم من نجوم شباك حقيقيين اعتادوا على المنافسة في موسم العيد.

وكان الكثيرون بعد الثورة قد توقعوا أن مستوى الأعمال الفنية التي ستُقدم خلال الفترة القادمة سترتقي للمستوى الذي كان يأمله الجمهور والنقاد الذين لطالما طالبوا بأفلام جيدة تبتعد عن الإسفاف والكوميديا الساذجة والإيفيهات الجنسية؛ إلا أن أفلام موسم العيد جاءت بالعكس.