أحمد فايق يكتب : أجمل 6 أفلام فى العالم من فلسطين إلى كمبوديا
يحلم معظم سينمائيى العالم باللحظة التى يسيرون فيها على السجادة الحمراء لمهرجان كان، ويصل الحلم إلى أقصى درجاته حينما يفوز أحدهم بجائزة فى حفل الختام. هذه الجائزة تتسبب فى تغيير حياة الكثيرين، وبالطبع الأحلام لا تتوقف وتصل إلى الترشح للأوسكار والجولدن جلوب، وربما الفوز بالجائزة. 6 أفلام غير أمريكية حققت هذه الأحلام فى عام واحد، تم عرضها فى مهرجان كان، وحصل بعضها على نسبة تصويت عالية من الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة، ونسبة تصويت كبيرة من الصحفيين الأجانب بهوليوود فى جوائز الجولدن جلوب، فالطريق إلى أوسكار أو الجولدن جلوب يمر عادة بواحد من ثلاثة مهرجانات كبيرة فى العالم وهى «كان» و«برلين» و«فينيسيا»، لكن الجديد هذا العام أن «مهرجان دبى السينمائى الدولي» أصبح أيضاً نافذة جديدة للأوسكار والجولدن جلوب!.. الأفلام الستة التى عُرضت فى مهرجان كان هى «الصورة المفقودة» من كمبوديا فى قسم نظرة ما «مرشح للأوسكار أفضل فيلم أجنبي»، و«عمر» من فلسطين فى قسم نظرة ما مرشح لأوسكار أفضل فيلم ناطق بغير اللغة الأمريكية، و«الماضى» بإنتاج إيران- فرنسا فى المسابقة الرسمية تم ترشيحه فى الجولدن جلوب أفضل فيلم أجنبى.. ومرشح الآن لأوسكار أفضل فيلم أجنبى، وفيلم «الجمال العظيم» من إيطاليا الفائز بجائزة الجولدن جلوب والمرشح القوى للأوسكار، و«الصيد» من الدنمارك، الذى شارك فى مسابقة كان 2012 والذى تم ترشيحه للجولدن جلوب وحاليا مرشح للأوسكار، و«حياة أديل» الفائز بسعفة كان الذهبية، والذى تم ترشيحه للجولدن جلوب. المفاجأة أن «مهرجان دبى السينمائى الدولى» عرض هذا العام أفلام «عمر» و«الماضى» ووثائقى «الميدان» لجيهان نجيم، من مصر، والمرشح لأوسكار أفضل وثائقى، و«الاحتيال الأمريكي» فى عرض أول، و«12 سنة عبداً»، دون أن ننسى أن «كيت بلانشيت» كانت متواجدة شريكة فى «دبى السينمائي»، فى حين كان «كولن فيرث» فى «دبى السينمائي» يوم حصل على أوسكار عن فيلمه «خطاب الملك»، وعرض آنج لى فيلمه «حياة باي» أول مرة فى دبى أيضاً، وحصل على الأوسكار حينها، وكذلك بصدد فيلم «وجدة»، المرشح للأوسكار فى القائمة الطويلة، والمخرجة اليمنية سارا إسحاق المرشحة للأوسكار عن الفيلم القصير، كانت فى دبى السينمائى أيضاً هذا العام. نعود إلى الافلام الستة الكبيرة التى تنوعت فى المدارس التى تنتمى لها، وطرق السرد المختلفة، والبناء ما بين الكلاسيكية وحتى التجريب، حتى العوالم التى أتت منها شديدة التباين، والمشاعر التى تطرحها متنوعة ما بين الخيانة والقهر والملل.. ولا شك فى أن أكثرها جرأة وإثارة للجدل هو فيلم «حياة أديل» الفيلم الفرنسى للمخرج الفرنسى من أصل تونسى عبد اللطيف كشيش، والحائز على سعفة كان الذهبية 2013، وللحكاية خلفية سياسية، فقد حاول الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أن يثبت جدارته كقيادة يسارية وصلت للرئاسة، إذ كان يحمل فى برنامجه مشاريع لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقريب الفروق الهائلة بين الطبقات، وبدأ ولايته بخوض معركة كبيرة مع أقطاب الرأسمالية، لكنه فشل فذهب إلى معركة أخرى لتحقيق الحريات، فقدم مشروع قانون بفرض ضريبة تصل إلى 70 بالمائة من دخل من تتجاوز أجورهم مليون يورو شهرياً، وهم يدفعون ضريبة تقدر بخمسين بالمائة. أراد هولاند أن تصل الضريبة إلى 70 بالمائة ويتم تطبيقها على نسبة 4 بالمائة فقط من الفرنسيين، لذا حصل على تأييد شعبى كبير من البقية، لكن الأربعة بالمائة قوة لا يستهان بها، فهم يتحكمون فى كل شىء، التليفزيونات والصحف ومؤسسات الضغط وتمويل الحملات الانتخابية، والرشاوى أيضا، مر قانون هولاند على ثلاث مراحل دستورية بنجاح، لكنه فشل فى المرحلة الرابعة ورفضته المحكمة الدستورية العليا الفرنسية لتنتصر نسبة الأربعة بالمائة ضد بقية الفرنسيين، وهذا ما أثار امتعاض الناس فى الشارع، وتستطيع أن ترى ذلك بنفسك فى الشارع الفرنسى. المعركة الثانية التى خاضها هولاند هى تمرير قانون يبيح للمثليين جنسيا الزواج، وقامت معركة كبيرة بين اليمين واليسار الفرنسى، وهى المعركة التى دعمتها جماعات الدفاع عن المصالح الرأسمالية لصرف الانتباه عن معركة الفقراء الأصلية، وتم إقرار القانون من الجمعية الوطنية الفرنسية، وحتى افتتاح مهرجان كان 2013 ظلت المناظرات الفكرية ومبارزات الصحف ووسائل الإعلام بين مؤيدين ومعارضين. ورغم أن عبد اللطيف كشيش بدأ فى الإعداد لهذا الفيلم منذ عامين، وقبل مشروع الفيلم بوقت كبير، إلا أنه خرج فى الوقت المناسب، وحصل على السعفة الذهبية للمهرجان، فى رأيى الشخصى الفيلم جميل، لكنه ليس الأفضل ولجنة التحكيم انحازت له فكرياً وظلمت أفلامًا أخرى فنياً كانت تستحق السعفة، ربما كان هذا السبب فى عدم حصوله على جائزة الجولدن جلوب، والاكتفاء بترشيحه فقط، وربما استبعاده من جوائز الأوسكار. هل تعرف معنى «أديل» بالعربية؟، هى تعنى عدل، وهى صفة العدل وليس الاسم فقط، هذه الجملة قالها أحد أبطال الفيلم فى مشهد يوضح لك وجهة النظر التى تبناها المخرج منذ البداية، وهى أن علاقة المثليين جنسياً يجب أن تكون مشروعة وأمام الجميع، فهذا هو العدل. «أديل» هى بطلة الفيلم، طالبة فى المدرسة الثانوية تبحث عن نفسها، ولديها مشكلة فى الهوية الجنسية، فحينما تدخل فى علاقة عابرة مع أحد الشباب تشعر بالحزن، لأنها لا تجد نفسها مع الرجال، فهى دائماً تحلم بممارسة الجنس مع سيدة أخرى. هذه الإشكالية جعلت علاقتها متوترة بصديقاتها فى المدرسة، فهن دائماً يسألن عن أدقّ تفاصيل علاقتها مع هذا الشاب اللاتى يرينه مثالياً. تقترب «أديل» أكثر من شاب مثلى زميلها فى المدرسة، وتقرر أن تذهب معه إلى أحد النوادى الليلية للمثليين جنسياً، كنوع من التغيير وتجربة العالم الآخر، فى النادى تقابل «إيمي» الفنانة التشكيلية ذات الشعر الأزرق، وترتبطان بعلاقة عاطفية وجنسية، تكاد تقترب من الزواج. العلاقة هنا شديدة التعقيد، فإيمى ليست فقط عاشقة، إنما نافذة لأديل كى تتعرف على عوالم أخرى، وتزداد معها ثقافتها، فالفارق الثقافى بين الاثنتين كبير. الفنانة التشكيلية تعرف الكثير من الأمور فى الحياة ومثقفة، و«أديل» فتاة مراهقة مقبلة على الحياة وسطحية. يأخذنا الفيلم فى اتجاهين، الخط الأول العاطفى بين إيمى وأديل، الذى يحمل قصة حب رومانسية ومشاهد جنس طويلة مليئة بالرغبة (مشاهد تدفع المشاهد لحب هذا النوع من العلاقات المثلية)، حيث وصل مجموع المشاهد الجنسية عشرة دقائق كاملة، وتحمل العلاقة بينهما أيضاً الخيانة، وكل التفاصيل التى تدور فى العلاقات بين الرجال والنساء دون اختلاف، لكن العاطفة هنا أكثر قوة وتأججاً من العلاقات بين الرجال والنساء. الخط الثاني: هو رؤية المخرج للمجتمع الفرنسى من خلال تقدم العمر بأديل، ومرورها بمراحل مختلفة، تستطيع من خلال هذه الرؤية أن تعرف أن العرب أصبحوا جزءاً أصيلاً من المجتمع الفرنسى، فلا يوجد مشهد فيه مجموعة كبيرة إلا بينهما فرنسى أو فرنسية من أصل عربى، فقد أصبحوا تكويناً مهمًا فى التركيبة السكانية بعاداتهم وتقاليدهم، وتلك الثقافة المزدوجة بين الشرق والغرب، نرى أيضا هذا الشاب العربى الذى يتمنى أن يصبح ممثلاً كبيراً فى هوليوود، الذى ينتقد الصورة النمطية للعربى فى الأفلام الأمريكية قائلاً فى جملة حوار: «يريدون منا أن نقف أمام الكاميرا ونقول «الله أكبر» بصوت عالٍ. ويتعرض الفيلم للحياة البيروقراطية فى فرنسا، وهذا النمط الروتينى الذى تعيشه «أديل» فى العمل، فهى تقرر ألا تكمل تعليمها بالجامعة، وتكتفى بالثانوية العامة لتصبح مدرسة أطفال، ومن خلال بعض المشاهد نستطيع أن نكتشف بأنها مدرسة ذكية تتعامل مع الأطفال بشكل جيد، وتتقن عملها، ولكنها فى نفس الوقت تشعر بالكآبة والملل من الروتين الفرنسى، وطريقة التعليم الكلاسيكية. نقد المجتمع أيضاً ظهر حينما تحول موقف صديقات «أديل» تجاهها بشكل كبير حينما اكتشفن أنها مثلية، رغم أنهن كن يمرحن معها ويتعاملن معها بشكل طبيعى، وبعد ذلك تشاجرن معها ووصفنها بأبشع الاتهامات والألفاظ، ليؤكد هذا نظرة المجتمع الفرنسى المحافظة للمثليين. الفيلم فنياً فيه شيء مختلف، رغم طول مدته التى تصل إلى ثلاث ساعات، غلب فيها تكرار بعض المشاهد وتطويلها، التى تؤكد ما هو مؤكد بالفعل، منها مشاهد «أديل» فى المدرسة، والمشاهد الجنسية بينها وإيمى، وكان يستطيع المخرج قص نصف ساعة من الفيلم على الأقل، دون أن يحدث به أى خلل درامى، فالسينما لغة التكثيف والتعبير عن المشاعر، بإيقاع يحترم المشاهد، لكن أهم ما يميز المخرج هو اختيار الممثلين، وطريقة تعامل الكاميرا مع وجوههم التى تجعلك تتورط معهم فى الدراما كمشاهد، بالإضافة إلى البساطة فى حركة الكاميرا، لدرجة تشعرك أنك تعيش مع الشخصيات، وليس هناك مخرج يحول بينك وبينهم.
الفيلم الفلسطينى «عمر» للمخرج هانى أبوأسعد الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم من كان، مرشح الآن للأوسكار، وبالطبع ليس سهلاً أن يمنح فيلم فلسطينى فى أوروبا جائزة، وهو يطرح حلاً فى مشهد النهاية بقتل الضابط الإسرائيلى والخائن فى فلسطين، فعادة يخشون من اللوبى الصهيونى فى أوروبا والعالم ومطاردتهم لهم، وفيلم «عمر» يستحق الجائزة لأنه فنياً كان واحداً من أفضل أفلام قسم نظرة خاصة، وإن لم يكن بجمال الفيلم الأول لمخرجه «الجنة الآن». هم ثلاثة أصدقاء عمر وأمجد وطارق، يرأس طارق إحدى كتائب المقاومة المهمة ضد إسرائيل، انضم إليه عمر وأمجد. عمر يحب نادية شقيقة طارق، وهى تبادله نفس الشعور، وفى مشاهد متعاقبة توضح لك المعاناة بسبب الجدار العنصرى العازل بين الضفة الغربية وفلسطين 48، يتسلق عمر الجدار مستخدماً الحبل حتى يعبر الجهة الأخرى، ليحصل على لقاء عابر مع نادية لا يتجاوز بضع ثوان ويعود مرة أخرى معرضاً حياته للخطر، أثناء عملية العبور يطلق عليه النار، لكنه ينجو لتصطاده دورية عسكرية إسرائيلية ويتعرض لعملية إذلال غير إنسانية. السينما الفلسطينية تعاملت بطرق مختلفة مع الجدار العنصرى، كان أجملها مشهد فى فيلم «الزمن المتبقى الماضى والحاضر» لإيليا سليمان وهو يقفز فوق الجدار مستخدماً الدانة بشكل فانتازى يضحكك ويبكيك فى نفس الوقت. العلاقة بين عمر وأمجد وطارق قوية فى بداية الفيلم، ويمهد المخرج لخلل ما سيحدث حينما يجتمع الثلاثة فى عملية واحدة لقنص جندى إسرائيلى، يتردد أمجد فى الإمساك بالبندقية لكنه يضطر لقتل الجندى بعد ضغط من طارق، ومن خلال هذه العلاقة الثلاثية يوضح الفيلم أن فلسطين تعانى من شيئين، الأول الخيانة والثانى الاحتلال الإسرائيلى، فالأحداث تكشف لك أن أمجد خائن، وطارق يتعرض لجميع أنواع التعذيب النفسى والبدنى والضغط حتى يتحول إلى جاسوس لهم. لقد أغلقت كل الطرق أمام عمر ولم يعد له طريق مفتوح سوى الخيانة، ورغم ذلك لم يفعلها، فقد دمر أمجد حياة الجميع، طارق وعمر ونادية. ويضع الفيلم فى النهاية حلاً للأزمة الفلسطينية بقتل الاحتلال متمثلاً فى شخصية الضابط، وقتل الخونة متمثلاً فى شخصية أمجد. لقد نجح الفيلم فى كشف المشاعر المرتبطة بالمعاناة الفلسطينية، وجعل الجمهور يصفق له عشر دقائق متواصلة متعاطفين مع شخوصه، ليثبت أن الفن أقوى أسلحة المقاومة بعيداً عن المتاجرين بالقضية الفلسطينية، فهذا الفيلم وحده سينجح فى حشد آلاف من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، من جميع أنحاء العالم. فى فيلم «الماضي» للمخرج أصغر فرهادى لا تستطيع أن تراه وحده دون أن ترى فيلم «انفصال»، للمخرج نفسه. علاقات إنسانية معقدة ومركبة تدفع أى مخرج فى العالم أن يخلق معها حالة من الصخب والضجيج، لكن فرهادى يقدمها لك بسلاسة وبساطة أكثر مما تتخيل. إنه من الأكثر الأفلام حيادية التى قد تراها فى حياتك، لم ينحز السيناريو لأى شخصية، وجعلك متفرجاً وحكماً بحق، فقد أحب الفيلم جميع شخوصه، ووقع فى غرامها، وبهدوء، دون أيّ صخب أو ضجيج. تتفاجأ فى كل مشهد بطبيعة العلاقات بين الشخصيات ومدى تسامحها وتعايشها مع بعضها البعض رغم كل شىء، ففى المشاهد الأولى نرى تلك السيدة التى تنتظر شخصًا ما فى المطار يبدو أنه على علاقة حميمة وقوية معها، كأنه مشهد عادى لزوجين يتقابلان، لكن بعد قليل ستكتشف أنها تنتظره لإنهاء إجراءات الطلاق، وبعد قليل ستكتشف أنه تركها لسنوات دون أى يسأل عنها، لتظل كل دقيقة تكتشف شيئاً جديداً فى هذه العلاقات الإنسانية المركبة، لكن كرة الثلج يصغر حجمها، كل دقيقة رغم أنها معقدة جداً. حينما تذهب إلى مهرجان كان تستطيع أن تسمع هذه الجملة كثيراً «لقد دخلت فى النظام الرأسمالى المتوحش». التناقضات تستطيع أن تراها فى أكبر مهرجان سينمائى فى العالم، فكل مظاهر الرأسمالية تجدها داخل وخارج قصر المهرجان. أحدث أنواع السيارات تتجول فى المدينة، ومليارات الدولارات تسير على هيئة بشر فى الكروازيت، فهى مدينة الأثرياء والقصور الفخمة واليخوت الخيالية، ووطن لجميلات العالم. فى هذا التوقيت من العام تعرض «شوبار» أحدث وأغلى خطوط الموضة فى العالم، وفى الوقت نفسه تصنع السعفة الذهبية لمهرجان كان، التى لا يتجاوز سعرها 15 ألف يورو. وفى داخل القاعات تجد تلك الافلام التى تنتقد كل هذا النظام، ومنها «الجمال العظيم»، الفيلم الإيطالى الحاصل على جائزة الجولدن جلوب. هذا الفيلم الذى تنافس مع «حياة أديل» على سعفة كان الذهبية، ليعود وينتزع الجولدن جلوب من «أديل». باولو سارنتينو فى «الجمال العظيم» يتجول معك من خلال كاتب فى السهرات الرومانية البورجوازية، قصور قديمة، لوحات رائعة، مدينة جميلة، لكنها فى نفس الوقت كئيبة ومملة، فالرأسماليون يبحثون عن المظاهر، ينظمون أمسيات فاشلة. مجتمع ثرثار ونمام يعانى من الفراغ. لكن تبقى الأفلام السابقة تحمل بناءً تقليدياً وحبكة عادية، ليس فيها أىّ نوع من التجريب أو التجديد فى السرد، مثل الفيلم الكمبودى «الصورة المفقودة» الذى يكسر كل القواعد منتصراً للسينما الجديدة.. ولهذا الفيلم تحديداً حديث آخر.