محمد جودة يكتب: الصفقة لن تنهي الحرب
في ظل عدم تكافؤ ميزان القوة على الأرض وقلة حيلة الوسطاء والطريقة التى تدير بها إسرائيل الحرب على غزة، فإن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماااس هدنة صغيرة بتنازلات كبيرة.
إن أي حديث من قبل أي طرف عن صفقة تنهي الحرب، تعكس صراحة حالة العته والسفاهة السياسية والفكرية بكل تجلياتها وتهدف لصرف الأنظار عن كل ما يجري في الواقع من إبادة جماعية للبشر وتدميرية لكل مناحي الحياة في قطاع غزة.
أعتقد أن من يقرء ويحلل تصريحات قادة الاحتلال وسلوك جيشه في القطاع يدرك حجم الكارثة والمصيبة التي وقعت فيها غزة، وأن فكرة إنهاء الحرب لمجرد صفقة هي درب من الخيال والجنون، وأن ما تريده إسرائيل حاليا هو صفقة صغيرة لا أكثر لإطلاق سراح أكبر عدد من رهائنها الأحياء في غزة ومن ثم ستعيد هجومها على القطاع بشكل أعنف وأوسع.
لذلك برأيي أن ما هو مطروح الآن قد يفضي لهدنة مرهونة بسقف زمني وإن كان التسويق والترويج لهذه الصفقة يتحدث عن مراحل، فهذا فقط لدس السم في العسل ومجرد أكاذيب إسرائيلية تهدف للتمكين واسترداد اكبر قدر من الرهائن ولن يكون هناك لا مرحلة ثانية ولا ثالثة على الإطلاق.
ما يجب على حماس إدراكه أن محاولات كسب الوقت والمراهنة على المتغيرات في الميدان وفي الداخل الإسرائيلي هي مراهنات خاسرة، لاسيما مع تدهور الأوضاع أكثر في قطاع غزة وبالتالي سيكون الثمن والكلفة أعلى، خاصة كلما اقتربنا من موعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
ختاما أقول أننا لا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات، كي تصبح هدفا، بل نريد حلاً وطنيا ومسؤولا، يعيد للفلسطينيين كرامتهم ووحدتهم ووقوفهم على قلب رجل واحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الوقت الحالي، حلاً بتوافقات فلسطينية وبأولويات واضحة ومحددة، توقف هذه الحرب المسعورة وهذا الذبح النازي.