نشاط زلزالي متزايد في إثيوبيا: هل يشكل تهديدًا لسد النهضة؟
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ العلوم المائية بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا شهدت صباح اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2024، نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق، حيث ضربت المنطقة سلسلة من 7 زلازل قوية وصلت قوتها إلى 5.1 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كم.
وكان موقع الزلازل على بُعد 500 إلى 600 كم من سد النهضة، و100 إلى 150 كم من العاصمة أديس أبابا.
في وقت سابق، صرح المدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي، إيجارا تسفاي، بأن سد النهضة لا يواجه أي تهديد من الزلازل الحالية. وأكدت وكالة الأنباء الإثيوبية أن المنطقة المحيطة بسد النهضة لم تشهد أي زلازل خلال الخمسين عامًا الماضية.
لكن الدكتور شراقي أشار إلى أن منطقة سد النهضة تقع على بُعد 500 كم من الأخدود الأفريقي داخل إثيوبيا، وهي منطقة بها نشاط زلزالي أقل من الأخدود نفسه.
ورغم ذلك، فإن هذه المنطقة ليست خالية تمامًا من الزلازل التاريخية، حيث توجد بها العديد من الفوالق والتشققات الكبيرة التي أثرت في شكل بحيرة سد النهضة.
وأضاف شراقي أن سد النهضة شهد زلزالًا يوم 8 مايو 2023 بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر على عمق 9.8 كم، وكان مركزه يبعد 100 كم فقط شمال شرق السد.
وأوضح شراقي أن تسرب المياه من بحيرة سد النهضة عبر هذه التشققات يمكن أن يعزز حركة الصخور ويزيد من النشاط الزلزالي في المنطقة.
كما ذكر أن الزلازل قد تتأثر بشكل أكبر في المستقبل إذا ازدادت قوتها واقتربت من السد، خاصة بعد اكتمال تخزين 60 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد.
وشدد شراقي على أن تأثير الزلازل قد يكون محدودًا في الوقت الحالي، ولكن مع مرور الوقت وزيادة الحجم الزلزالي، قد يصبح الوضع أكثر خطورة.
وأشار إلى أن السد نفسه يمكن أن يتسبب في حدوث زلازل نتيجة وزن السد الرئيسي وسرج السد الذي يقدر بنحو 150 مليون طن، بالإضافة إلى وزن البحيرة التي تحتوي على 60 مليار طن من المياه.
التوصيات والاحتياطات
مع استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة، يظل القلق حول تأثير الزلازل على سد النهضة قائمًا، ويجب متابعة الوضع عن كثب في المستقبل لضمان عدم حدوث تأثيرات سلبية على السد أو المنطقة المحيطة به.