ارتفاع الأسعار يهدد "احتفالات رأس السنة".. احتفال متواضع رغم الغلاء

تقارير وحوارات

احتفالات رأس السنة
احتفالات رأس السنة

بعد قرار البنك المركزي في مارس 2022 بتحرير سعر الصرف، أصبح شعار المصريين الجديد "على القد" معبرًا عن المرحلة الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

وتحوّلت هذه العبارة إلى سمة تميز احتفالاتهم، حيث باتت المناسبات السعيدة مثل احتفالات رأس السنة تحت شعار "فرحة على القد". 

ورغم التحديات الاقتصادية، تحاول العديد من الأسر الحفاظ على البسمة في حياتهم، حتى وإن كانت الفرحة تأتي بتكلفة أقل.

التحديات الاقتصادية وتأثيرها على احتفالات رأس السنة

في الأيام الأخيرة من عام 2024، قابلت "المصري اليوم" العديد من الأسر المصرية التي تواجه تحديات الغلاء وتأثيره على احتفالاتها، خاصة مع اقتراب ليلة رأس السنة.

فقد أظهرت شيماء أحمد، أم لطفلتين في حي فيصل، كيف أنها اضطرت لتغيير تقاليدها السنوية بسبب زيادة الأسعار، تقول شيماء: "كانت التورتة التي اشتريتها العام الماضي بـ180 جنيهًا، أما الآن فقد ارتفع سعرها إلى 450 جنيهًا، لذا قررت استبدالها بالكيك البيتي".

 كما أن الزينة التي كانت تكلف 50 جنيهًا أصبحت الآن أكثر تكلفة، مما جعل احتفالاتها أقل تكلفًا هذا العام.

احتفالات رأس السنة بتكلفة أقل

وقالت منى محمود، أم لطفلين من حي وسط البلد: "سعر الزينة والكرات ارتفع بشكل كبير، وعبوة الزينة التي كانت تباع بـ30 جنيهًا أصبحت بـ40 جنيهًا، كما أن سعر شجرة الكريسماس ارتفع بنسبة 30% هذا العام".

وأضافت أنها كانت تخرج مع أسرتها لتناول العشاء في أحد المطاعم، لكن هذه المرة كان عليهم البقاء في المنزل بسبب ارتفاع تكلفة الوجبات.

 لتعويض ذلك، قررت منى شراء شجرة صغيرة وزينة محدودة وتحضير بعض الكيك والتسالي، بالإضافة إلى إعطاء كل طفل 100 جنيه كهدية بديلة عن الخروج.

تراجع المبيعات بسبب الغلاء

تأثر تجار الزينة والتسالي بشكل كبير بسبب ارتفاع الأسعار. ففي منطقة السيدة زينب، أكد محمد ياسين، صاحب أحد محال التسالي، أن الإقبال على المكسرات تراجع بنسبة 50%.

وأضاف أن المواطنين أصبحوا يفضلون شراء كميات أقل من التسالي بسبب ضغوط الأسعار، حيث تراجعت مشترياتهم من "كيلو" إلى "نصف كيلو" أو حتى "ربع كيلو".

 وتابع قائلًا: "الناس أصبحوا يشترون بأسعار محدودة تناسب ميزانياتهم، مع التركيز على الأساسيات."

ارتفاع أسعار الزينة والألعاب

ومن جهة أخرى، أكد بركات صفا، عضو مجلس إدارة شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال، أن أسعار الزينة وألعاب الأطفال شهدت زيادة كبيرة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بعام 2023. 

ويرجع صفا هذا الارتفاع إلى زيادة سعر الدولار والضريبة الجديدة على الواردات، حيث تراجعت مبيعات الزينة والألعاب بنسبة 25% هذا العام بسبب التضخم.

التأثير على أولويات المواطنين

وفيما يتعلق بأولوية الشراء، أشار مصطفى السيد، صاحب أحد محال التسالي، إلى أن الأسر أصبحت تختار بعناية ما يشترونه، حيث تقتصر مشترياتهم على الضروريات، "الناس لم تعد تشترى ما كانوا يشترونه سابقًا، بل أصبحوا يقتصرون على شراء التسالي بكميات محدودة ومحددة الميزانية."