ثقافة الشيوخ توصي بإدراج محافظة المنيا على الخريطة السياحية
ناقشت لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشيوخ، الاقتراح برغبة المقدم من النائب حسانين توفيق، بشأن وضع محافظة المنيا على الخريطة السياحية، حيث استعرض النائب حسانين توفيق، عضو مجلس الشيوخ، الاقتراح برغبة المقدم منه بشأن وضع المنيا على الخريطة السياحية، مشددا على أهمية أن يكون هناك اهتمام بهذا القطاع لما يمثله من أهمية كبيرة في جلب العملة الصعبة.
وأكد النائب أن محافظة المنيا لها ميزة نسبية لو تم استغلالها بالشكل الأمثل، حيث تمتلك تنوعا فى الآثار، قائلا: «لا أبالغ لو قلت إنه لا يوجد في مكان آخر على مستوى العالم مثل المنيا»، مشيرا إلى أنه «بالرغم من ذلك إلا أنها مهملة تماما في خطة الحكومة لوضعها على الخريطة السياحية».
وأوضح أن المنيا تتنوع فيها الآثار بداية من الفرعونية وصولا إلى الإسلامية مرورا بالرومانية والمسيحية في أماكن متفرقة بطول المحافظة وعرضها، مشيراً إلى أن منطقة تل العمارنة من أهم المناطق التاريخية والأثرية والتي كانت عاصمة لمصر القديمة، والتي أقامها الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي، وكذلك مقابر بني حسن الأثرية هي منطقة يُقارب عمرها الـ4000 سنة، وتضم 39 مقبرة من مقابر عهد الدولة الوسطى، ومنقوش على جدرانها عشرات الألعاب المختلفة التي انطلقت منها إلى العالم أجمع مثل «الهوكي وكرة اليد، والجمباز والسباحة».
كما أشار إلى المتحف الآتوني، قائلا إنه أحد أكبر المتاحف المصرية، على مساحة 25 فدانا، والذي يحكي فترة الملك إخناتون، وفترة التوحيد لسرد قصة مدينة «أخت آتون» تل العمارنة لكونها جزءا من محافظة المنيا، وعاصمة مصر في ذلك الوقت.
وأوضح أن المتحف الآتوني يضم 14 قاعة عرض، ومسرحا، وتحكى القاعة الرئيسية تاريخ مدينة المنيا عبر العصور المختلفة، أما باقي القاعات تحتوي قطعا أثرية تسرد تاريخ و فن الفترة الأتونية، إضافة إلى مسرح وسينما وقاعة مؤتمرات تسع حوالى 800 فرد ومكتبة أثرية ومنطقة بازارات بها 19 بازارا، و5 بحيرات صناعية تطل على النيل، وعددا من الكافيتريات، إضافة إلى مبنى إدارى به مركز لتدريب العاملين وآخر لإحياء الصناعات والحرف التراثية.
واستشهد النائب بمتحف ملوي والذي تم إنشاؤه فى 1962 وافتتح للزيارة في عام 1963 في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ويضم قطعا أثرية من تونا الجبل وتل العمارنة والأشمونين، وبه قاعة للمحاضرات ومعمل ترميم للآثار، بالإضافة إلى منطقة تونا الجبل، والتي تُعد بمثابة الجبانة المتأخرة لقرية الأشمونين، وتضم الكثير من الآثار التي يرجع معظمها إلى العصور الفرعونية المتأخرة والعصرين اليوناني والروماني، ويوجد بها سراديب الغموض والإثارة، وهو من أبرز الأسباب التي تجذب السائحين حتى الآن.
وأشار حسانين توفيق إلى الآثار المسيحية في المنيا، مؤكدا أنها نقطة مهمة لمسار العائلة المقدسة، فضلا عن منطقة البهنسا، والتي تحوي العديد من المعالم الدينية الإسلامية، وتُعد متحفًا مفتوحًا، ويوجد بها مقابر لمئات من التابعين والصحابة، ويذكر الأثريون أنها مدفون بها 70 صحابيًا ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال حسانين توفيق: المنيا بها الكورنيش الأفضل والأطول على نهر النيل بطول 1823 مترا وبمساحة تصل إلى 66 ألف متر مربع، وهو لمن لا يعلم الكورنيش الأفضل في مصر، متابعاً: «بالرغم مما تتمتع به محافظة المنيا من كنوز أثرية، إلا أنه لا يوجد فيها فنادق لائقة أو قادرة على استقبال السائحين».
وطالب عضو مجلس الشيوخ، الحكومة ممثلة في وزارة السياحة والآثار بدراسة مستفيضة هدفها وضع المنيا على الخريطة السياحية، من خلال توفير الدعم اللازم لإنشاء الفنادق والمؤسسات السياحية التى تكون مصدر جذب وإقامة لائقة للسائحين.
وطالب الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أعضاء اللجنة بمراجعة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن التوصيات التي أصدرتها اللجنة، بناء على طلبات المناقشة والاقتراحات برغبة التي جرى مناقشتها على مدار الأربع سنوات الماضية.
وقال مسلم، خلال اجتماع اللجنة البرلمانية اليوم: «لا نقبل أن تكون توصيات اللجنة حبر على ورق، ودور النواب هو متابعة التوصيات التي أقرتها اللجنة ولم تنفذ».
واستطرد قائلا: «لن نقبل تجاهل المسؤولين لتوصيات اللجنة، لأننا نقوم بمهمة برلمانية وعلى الحكومة أن تستجيب طالما وعدت»، مؤكداً أنه سبق وتم التطرق لقضية المواقع الأثرية في محافظة المنيا، وغياب الاهتمام به، مشيراً إلى أهمية قطاع السياحة في مصر بشكل عام، لما تمثله من أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني.
وفي هذا الصدد أكدت النائبة هيام فاروق، عضو مجلس الشيوخ، أن المتحف الآتوني بالرغم من بدء العمل فيه منذ ما يقرب من 20 سنة، وتمت التوصية بضرورة وضعه على الخريطة الاستثمارية للانتهاء منه.
وفي نهاية الاجتماع، أوصى الدكتور محمود مسلم، بضرورة الاهتمام بالسياحة في المنيا، وإدراجها على الخريطة السياحية، بما يليق بها لما تضمه من آثار مختلفة، مشدداً على الحكومة بوجه عام، ووزارة الآثار بوجه خاص على تنفيذ توصيات اللجنة بشأن المتحف الآتوني.