الجانب الإسرائيلي: لدينا شروط صارمة
المفاوضات في مراحلها النهائية.. تفاصيل تأكيد الخارجية الأمريكية اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تشهد الساحة الدولية تطورات مهمة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تصريحات متفائلة من الجانب الأمريكي وتحفظات إسرائيلية، في وقت أكدت فيه حركة حماس استعدادها للاتفاق بشروط محددة.
الخارجية الأمريكية: المفاوضات مثمرة وقريبة من النجاح
صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، بأن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد تقدمًا ملحوظًا، مؤكدًا أن الوصول إلى اتفاق أصبح قريب المنال. وقال ميلر:
"المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة مثمرة، ونؤمن بإمكانية التوصل إلى صفقة".
من جهة أخرى، أوضح ميلر أن الولايات المتحدة لا تملك أي وفود أو منظمات حكومية على الأرض في سوريا، لكنها تواصل التواصل مع مجموعات مختلفة في المنطقة.
البيت الأبيض: تفاؤل حذر بشأن قرب الاتفاق
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن طرفي الصراع في غزة يقتربان من إبرام اتفاق. وأوضح كيربي:
"نعتقد -وقال الإسرائيليون ذلك- أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق، لكننا نتحلى بالحذر في تفاؤلنا، فقد وصلنا إلى مراحل مشابهة من قبل ولم نتمكن من بلوغ خط النهاية".
حماس: الوصول إلى اتفاق مشروط بوقف الشروط الإسرائيلية الجديدة
من جانبها، أكدت حركة حماس، الثلاثاء، أن الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار ممكن إذا امتنعت إسرائيل عن فرض شروط جديدة. وقالت الحركة في بيان لها:
"الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".
وأشارت حماس إلى أن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية الوسطاء القطريين والمصريين، تتسم بالجدية والإيجابية، مع وجود خطوات واضحة لسد الفجوات المتبقية.
الموقف الإسرائيلي: اتفاق وشيك ولكن بشروط صارمة
في تطور آخر، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، أن المفاوضين الإسرائيليين أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وقال كاتس:
"نحن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن منذ الاتفاق السابق الذي تمّ التوصل إليه في نوفمبر 2023".
ومع ذلك، شدد كاتس على أن إسرائيل لن تعود إلى الوضع الأمني السابق قبل هجوم 7 أكتوبر، مؤكدًا فرض السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية. وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"موقفي واضح. بعد القضاء على القوة العسكرية والسياسية لحماس، ستضمن إسرائيل سيطرتها الأمنية على القطاع، تمامًا كما هو الحال في الضفة الغربية".
الوسطاء ودور الدوحة في تقريب وجهات النظر
يواصل الوسطاء القطريون والمصريون جهودهم المكثفة لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، خاصة فيما يتعلق بمسألة تبادل الأسرى والرهائن. وتركز المحادثات الحالية على النقاط العالقة في الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو الماضي.
وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل التأكيد على ضرورة حماية أمنها الوطني ورفضها السماح بعودة "تهديدات إرهابية" من قطاع غزة. وأكد كاتس أن إسرائيل لن تفرض حكمًا مدنيًا على القطاع أو تقيم مستوطنات جديدة داخله، مشيرًا إلى أن مستقبل القطاع لا يزال قيد النقاش.
أجواء حذرة رغم التفاؤل
على الرغم من التصريحات الإيجابية من كافة الأطراف حول التقدم في المفاوضات، فإن التفاؤل يبقى حذرًا نظرًا للتجارب السابقة التي توقفت عند مراحل متقدمة دون الوصول إلى اتفاق نهائي. وبينما تستمر الجهود الدولية للوصول إلى وقف إطلاق النار، يبقى مستقبل قطاع غزة ومصير الاتفاق مرهونًا بمدى التزام الأطراف بتقديم تنازلات متبادلة.