بايدن يؤكد دعم واشنطن للتحالف مع كوريا الجنوبية في مواجهة الأزمة السياسية ويدعم سيادة القانون
في ظل الأوضاع السياسية الدقيقة التي تمر بها كوريا الجنوبية، أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن التأكيد على قوة التحالف الاستراتيجي بين بلاده وكوريا الجنوبية، مشيدًا بالديمقراطية الكورية الجنوبية في مواجهتها للأزمات، جاء هذا التأكيد في اتصال هاتفي جرى بين بايدن والقائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، هان دوك سو، في أعقاب الأزمة السياسية التي شهدت عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول من قبل البرلمان، إثر تزايد التوترات الداخلية في البلاد.
في هذا الاتصال، الذي يعد الأول من نوعه بين بايدن وهان منذ تولي الأخير منصب الرئيس بالإنابة، عبر الرئيس الأمريكي عن تقديره العميق لصمود كوريا الجنوبية في الحفاظ على سيادة القانون ودمقرطة المؤسسات السياسية، موجهًا إشادة خاصة لما وصفه بـ "القدرة الاستثنائية على الحفاظ على استقرار النظام الديمقراطي".
وأكد بايدن أن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يمثل "ركيزة أساسية للسلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وهو ما يعد تأكيدًا على التزام واشنطن العميق تجاه حليفها الإستراتيجي في المنطقة.
وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن الاتصال تطرق إلى التقدم الذي حققته العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى التعاون المتزايد في مختلف المجالات، من الأمن إلى الاقتصاد.
كما أكد بايدن على أن التحالف بين الدولتين سيظل أساسًا لتحقيق الازدهار المشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تضع ثقتها في القيادة الكورية الجنوبية خلال الفترة الانتقالية.
أما بالنسبة للأزمة السياسية التي تشهدها كوريا الجنوبية، فقد بدأت عندما قرر الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية لفترة قصيرة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية وأدى إلى تصعيد الوضع إلى حد مطالبة البرلمان بعزله.
وبعد تصويت البرلمان الكوري الجنوبي لصالح عزل الرئيس يون بأغلبية 204 أصوات مقابل 85، تم تعيين هان دوك سو، رئيس الحكومة السابق وأحد كبار التكنوقراط، رئيسًا بالإنابة لحين البت في قرار العزل من قبل المحكمة الدستورية.
وعلى الرغم من أن حزب "سلطة الشعب" الحاكم، الذي ينتمي إليه الرئيس المعزول، عارض قرار العزل، فقد أظهر التصويت انقسامًا داخليًا داخل الحزب، حيث خالف 12 من أعضائه تعليمات الحزب وصوتوا لصالح العزل، ما يعكس التوترات العميقة في المشهد السياسي الكوري الجنوبي.
كما أشار البيان إلى أن هذا التصويت جاء بعد 11 يومًا من إعلان الرئيس يون الأحكام العرفية، وهي خطوة اعتبرت غير مسبوقة في تاريخ كوريا الجنوبية الحديث.
إثر عزل الرئيس، تولى هان دوك سو مسؤوليات الرئيس بالإنابة، وهو ما سيستمر حتى يتم البت في القرار من قبل المحكمة الدستورية. ويعتبر هذا الانتقال في السلطة مرحلة حساسة من الناحية السياسية، إذ يتعين على كوريا الجنوبية الحفاظ على استقرارها الداخلي وتجنب مزيد من التصعيد بين الأحزاب السياسية المختلفة.
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة على أن موقفها الثابت من دعم كوريا الجنوبية لن يتغير، معبرة عن أملها في أن تتمكن القيادة الجديدة من المضي قدمًا في تعزيز العلاقات الثنائية واستمرار التعاون الوثيق في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن الإقليمي والتجارة والتكنولوجيا.
هذه الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية، التي تعكس التحديات التي تواجه الديمقراطيات في أنحاء مختلفة من العالم، لا تقتصر تداعياتها على السياسة الداخلية فحسب، بل قد يكون لها أيضًا تأثيرات على العلاقات الدولية.
ومع ذلك، يظل التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي حجر الزاوية في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وهو ما أشار إليه بايدن في حديثه، مؤكدًا أن التحالف سيستمر في لعب دور محوري في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.