بعد ذهاب القوات الروسية إليها في سوريا.. ماذا تعرف عن اللاذقية؟
بعد تداول أنباء إعلامية تكشف أن روسيا حصلت على ضمانات من أجل نقل قواتها من دمشق إلى اللاذقية، لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول تلك المدينة.
مدينة اللاذقية
هي واحدة من أبرز المدن السورية، وتحتل المرتبة الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، تقع المدينة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، على بعد نحو 335 كم شمال غرب العاصمة دمشق، مما يجعلها المنفذ البحري الرئيسي لسوريا والحاضنة لأكبر مرافئها.
يتميز موقعها الاستراتيجي بجذب الاستثمارات والمرافق الحيوية التي ساهمت في تنامي أهميتها الاقتصادية والصناعية.
تاريخ غني وحضارة ممتدة
اللاذقية ليست مجرد مدينة ساحلية بل هي موقع حضاري ذو جذور تاريخية تعود إلى العصر الحجري.
ارتبط اسمها بمدن عريقة كأوغاريت التي شهدت ميلاد أول أبجدية في العالم، عبر العصور، ازدهرت المدينة تحت حكم السلوقيين والرومان، وكانت مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا هامًا.
لكن الأوضاع السياسية والطبيعية، بما فيها الزلازل والكوارث، أدت إلى تراجع مكانتها في بعض المراحل التاريخية، خصوصًا خلال الحكم العثماني.
ومع بداية القرن العشرين، عادت المدينة لتستعيد دورها الريادي كمركز تجاري وصناعي وسياحي.
اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، الواقعة على بعد 30 كم منها، كواحدة من مواقع التراث العالمي المحمية من قبل منظمة اليونسكو، ما أضاف بُعدًا ثقافيًا وسياحيًا للمدينة.
تنوع سكاني وثقافة غنية
تضم اللاذقية نحو 650،000 نسمة حسب إحصاءات عام 2009، مع مجتمع متنوع طائفيًا وعرقيًا، المسلمون العلويون والسنة يشكلون غالبية السكان إلى جانب المسيحيين، خصوصًا من طائفة الروم الأرثوذكس، بالإضافة إلى أقليات أرمنية وتركمانية؛ يتميز سكان المدينة بمستوى تعليمي عالٍ، حيث تبلغ نسبة الأمية 9% فقط، وهي أقل من المعدل الوطني.
اقتصاد متنوع ومكانة تجارية
يعتمد اقتصاد اللاذقية بشكل رئيسي على التجارة البحرية وخدمات الاستيراد والتصدير، إلى جانب الصناعات المتنوعة مثل السجاد والألمنيوم والإسفلت.
كما تلعب السياحة دورًا محوريًا في اقتصاد المدينة بفضل موقعها الساحلي ومعالمها الأثرية والمناخ المعتدل.
أصل التسمية وألقاب المدينة
مرّت تسمية اللاذقية بتغيرات عديدة على مر التاريخ، أطلق الفينيقيون عليها اسم "أوغاريت"، بينما سماها الإمبراطور سلوقس نيكاتور "لاوديكيا" تكريمًا لوالدته.
لاحقًا، حُرّف الاسم ليصبح "اللاذقية"، وهو الاسم الذي ظل شائعًا حتى اليوم. تُلقب المدينة بـ "عروس الساحل" نظرًا لجمالها وموقعها المميز، فيما يحمل شعارها الذي اعتمد عام 1975 رمزية عميقة تعبر عن تاريخها البحري، حيث يتضمن مرساة ودلفينين.
مركز سياحي بارز
بفضل شواطئها الجميلة ومواقعها الأثرية مثل قلعة صلاح الدين، أصبحت اللاذقية وجهة سياحية هامة تستقطب ما يقارب نصف مليون زائر سنويًا.
يجمع تاريخها الطويل بين عبق الماضي وألق الحاضر، مما يجعلها واحدة من أبرز المدن السورية التي تمزج بين التراث والحداثة.