إغلاق أبواب اللجوء.. أوروبا تعلق استقبال اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام الأسد

تقارير وحوارات

سوريا
سوريا

 

عاد الجدل حول قضية اللاجئين السوريين إلى الواجهة في أوروبا بعد إعلان عدد من الدول تعليق استقبال طلبات اللجوء للسوريين، جاء هذا القرار عقب الأحداث المتسارعة في سوريا وخصوصًا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ما أثار العديد من التساؤلات حول مصير اللاجئين ومستقبلهم في دول الاتحاد الأوروبي.

ففي خطوة لافتة، أعلنت عدة دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك والنرويج وبلجيكا وسويسرا، عن تجميد طلبات اللجوء للسوريين.

ولم يمضي وقت طويل حتى انضمت إيطاليا إلى هذه القائمة تحت قيادة حكومة جورجيا ميلوني اليمينية، التي تتابع عن كثب التطورات في سوريا.

حيث جاء القرار الأوروبي في وقت حساس، في ظل الانتصارات الكبيرة التي حققتها الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات الأخيرة في أوروبا، وتصاعدت الأصوات المطالبة بتشديد السياسات المتعلقة باللجوء، في محاولة للحد من تدفق اللاجئين السوريين.

ففي ألمانيا، التي تعتبر الدولة الأوروبية الأكثر استقبالًا للاجئين السوريين، تم تعليق البت في العديد من طلبات اللجوء للسوريين.

فقد استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة السورية، معظمهم وصلوا خلال الأعوام 2015 و2016 في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.

ووزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أكدت أن قرار تعليق طلبات اللجوء جاء بسبب "عدم وضوح الوضع" في سوريا بعد سقوط النظام، وأضافت أن العديد من اللاجئين السوريين الذين وجدوا الحماية في ألمانيا يعبرون عن أملهم في العودة إلى وطنهم لإعادة بناء بلادهم، ولكن الوضع الحالي لا يتيح التنبؤ بتوقيت العودة.

أما في النمسا، التي تستضيف نحو 100 ألف لاجئ سوري، قررت الحكومة تعليق طلبات اللجوء المفتوحة، وأعلنت عن مراجعة جميع الحالات التي تم منحها حق اللجوء سابقًا.

وشددت وزيرة الداخلية النمساوية، غيرهارد كارنر، على ضرورة اتخاذ خطوات لمراجعة الحالات، فيما أضافت الحكومة أنها بصدد إعداد برنامج لترحيل اللاجئين السوريين بشكل منظم.

أما في فرنسا، فقد قالت الوكالة المسؤولة عن دراسة طلبات اللجوء (أوفبرا) إنها تراقب الوضع في سوريا بشكل دقيق، مشيرة إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تعليق اتخاذ القرار بشأن بعض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين.

ومن جانب آخر، في المملكة المتحدة، تم تعليق البت في طلبات اللجوء للسوريين مؤقتًا حتى يتم تقييم الوضع الراهن في سوريا بعد سقوط الأسد.

والقرار الأوروبي يعكس تحولًا في المواقف تجاه قضية اللاجئين السوريين، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية كبيرة، ولكن رغم تشديد السياسات، فإن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دعت إلى التحلي بالصبر واليقظة في التعامل مع قضية عودة اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر ولا يمكن التنبؤ بمستقبل العودة بشكل دقيق.

في السياق نفسه، تواصل الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في فبراير 2025، حيث طرح النائب المحافظ ينس سبان فكرة تقديم 1000 يورو لكل من يرغب في العودة إلى سوريا، بالإضافة إلى استئجار طائرات لإعادة اللاجئين.

بينما دعا فردريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلى عقد مؤتمر دولي في بداية عام 2025 لإعادة إعمار سوريا وتنظيم العودة الطوعية للاجئين.

ولا تزال القضية محط جدل واسع في الدول الأوروبية التي تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين، ففي الوقت الذي يطالب فيه البعض بعودة اللاجئين إلى بلادهم للمساهمة في إعادة بناء سوريا، لا يزال الوضع في البلد يعكس حالة من عدم اليقين.