"جامعة القاهرة تنظم مؤتمرًا حول اضطراب طيف التوحد: بين البحث العلمي والتأهيل التربوي"

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

تعد اضطرابات طيف التوحد إحدى القضايا الحيوية التي تتطلب اهتمامًا متزايدًا من قبل المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية نظرًا لتأثيرها العميق على الأفراد والأسر والمجتمع ككل. 
وفي هذا السياق، نظمت أمس السبت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة مؤتمرها الأول لقسم التربية الخاصة تحت عنوان: "اضطراب طيف التوحد بين البحث العلمي والتأهيل التربوي الميداني". 
يأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الجامعة لتعزيز البحث العلمي وتطبيقاته العملية، خاصة في مجال التربية الخاصة، بهدف تمكين الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة وضمان دمجهم الكامل في المجتمع.

انعقد المؤتمر تحت رعاية نخبة من قيادات جامعة القاهرة، وعلى رأسهم الدكتور محمد سامي عبد الصادق،  رئيس جامعة القاهرة  والدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة أحمد عبد الباري، القائم بعمل نائب رئيس الجامعة  لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية، والدكتور أشرف بهجات عبد القوي، وكيل الكلية للدراسات العليا.

استهدف المؤتمر مناقشة أحدث ما توصل إليه البحث العلمي في مجال التوحد، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه تأهيل الأفراد المصابين، مع عرض نماذج ميدانية ناجحة للتعامل مع هذه الاضطرابات. 


شهد الحدث حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم العقيد رشا أحمد توفيق، مدير مركز الإشراف الطبي، والأستاذ حسن صلاح الدين إسماعيل، مؤسس ومدير شركة مهارات التدريب والتأهيل، والأستاذ مجدي محمد داود، مؤسس ورئيس مجلس إدارة بيت إتقان التعليمي، مما أضفى على المؤتمر بعدًا عمليًا ومجتمعيًا مميزًا.

وإضافة الدكتور ايمان هريدي إلى أن  المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على قدرات أطفال التوحد، وضرورة دعمهم في المجتمع.

الدكتور ايمان هريدي

وأشارت  د. إيمان ان  التوحد ليس مرضًا، بل اختلاف يجعل كل طفل يرى العالم بطرق فريدة. هؤلاء الأطفال يمتلكون مهارات وقدرات مميزة تحتاج إلى فهم وتقدير. قد يشعرون بما لا يشعر به الآخرون، ويرون ما لا نراه نحن، ويفضلون الألوان والأنماط بطرق تعبر عن شخصياتهم الفريدة. التوحد هو اضطراب نفسي وليس عائقًا، بل دعوة لنا جميعًا لفهمهم وتقديم الدعم المناسب لهم.

وفي ذات السياق اكدت هريدي ان بدأ العمل لدعم أطفال التوحد في مصر منذ عام 1995، بهدف إعداد معلمين متخصصين قادرين على التعامل مع احتياجاتهم. وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ازداد الاهتمام بهم من خلال مبادرات تهدف إلى تعزيز دور المؤسسات التعليمية والمجتمعية.

وفي سياق متصل  إضافة  عميدة كلية  الدرسات العليا للتربيه رسالة المؤتمر واضحة: داخل كل طفل توحدي كنز يحتاج إلى اكتشاف. إذا وفرنا لهؤلاء الأطفال البيئة المناسبة، يمكنهم أن يصبحوا جزءًا فعالًا ومؤثرًا في المجتمع. وعلينا أن نتذكر أن شخصيات عالمية مثل أينشتاين ونيوتن كانوا على طيف التوحد، وهو ما يدعونا للتفاؤل بما يمكن أن يحققه هؤلاء الأطفال إذا حصلوا على الدعم اللازم،معًا نصنع الأمل ونكتشف الإبداع في أطفال التوحد.

وأشار  الدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس جامعة الزقازيق وأستاذ التربية الخاصة، والعميد الأسبق لكلية علوم ذوي الإعاقة، على أهمية تعزيز الجهود المبذولة لتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، خاصة المصابين بالتوحد، باستخدام أحدث التقنيات والتوجيهات العالمية. جاء ذلك خلال كلمته في إطار احتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أوضح أن هذا اليوم يمثل فرصة للتعبير عن حقوق هذه الفئة، والعمل على تعزيز دمجهم داخل المجتمع.

وأضاف  الدكتور الببلاوي إلى أن الاهتمام بتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة لا يجب أن يكون مرتبطًا فقط بالمناسبات الاحتفالية، بل ينبغي أن يصبح جزءًا من المنظومة المجتمعية بشكل دائم. وأكد أن استخدام التقنيات الحديثة وأساليب التأهيل المتطورة يعكس التزام الدول برفع مستوى الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من تحقيق كامل إمكاناتهم والمساهمة بفعالية في المجتمع.

و في ذات السايق أكد  د. الببلاوي أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات يعزز من الوعي المجتمعي بأهمية دعم الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، ويوفر منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين والمهتمين بمجال التربية الخاصة. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية استمرار العمل الجماعي لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود، متمنيًا للجميع التوفيق في تحقيق أهداف هذا المؤتمر والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للأطفال ذوي الإعاقة.

واكد الدكتور أشرف بهجات، وكيل كلية الدراسات العليا للتربية  جامعة القاعرة ومقرر المؤتمر، أن المؤتمر يعقد تحت شعار التأهيل الشامل للأطفال، بهدف تحقيق نتائج مثمرة تسهم في تطوير العملية التعليمية والتربوية. وأكد أن الكلية تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى إعداد برامج نوعية تهدف إلى تعزيز قدرات الأطفال وإعدادهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.

الدكتور أشرف بهجات

وأشار الدكتور بهجات إلى أن المؤتمر يتناول مجموعة من القضايا الحيوية المتعلقة بتربية الأطفال، بما في ذلك التحديات التي تواجههم في البيئة الأسرية والمدرسية، وكيفية التغلب على هذه المشكلات بأساليب علمية حديثة. وأضاف أن هناك توجهًا واضحًا نحو تقديم حلول متكاملة تتماشى مع المستجدات المحلية والدولية، ما يعكس اهتمام الكلية بالمساهمة في معالجة القضايا التربوية ليس فقط على المستوى الداخلي، وإنما أيضًا في الإطار الخارجي.

ويهدف المؤتمر إلى تحقيق تواصل فعال بين الباحثين والخبراء في مجال التربية، لطرح أفكار ورؤى جديدة تسهم في تحسين جودة التعليم وخلق بيئة داعمة لنمو الأطفال نفسيًا واجتماعيًا. وأعرب الدكتور بهجات عن أمله في أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لتطوير برامج تربوية مبتكرة تتماشى مع احتياجات المجتمع ومتطلبات العصر.

واضافة  العقيد رشا توفيق، أمين عام المؤتمر ومدير مركز الإشراف الطبي، أعربت عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث المميز الذي يجمع نخبة من العلماء والخبراء والشركاء. 

العقيد رشا توفيق

وأكدت في كلمتها أن الإعاقة ليست سوى جزء من التنوع الإنساني في المجتمع، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال العمل الإنساني الموجه نحو تأهيل الأطفال وتحسين فرصهم في الاندماج المجتمعي. وأوضحت أن مركز الإشراف الطبي يسعى جاهدًا لحل المشكلات التي تواجه عملية التأهيل، عبر توفير أفضل الممارسات والبرامج المبتكرة التي تلبي احتياجات الأطفال وأسرهم. ودعت الجميع إلى التعاون من أجل تعزيز قيم الإنسانية والتكافل الاجتماعي.

وفي ذات السايق أكد. أ. مجدي محمد داومت، منسق المؤتمر ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بيت إتقان التعليم، أن المؤتمر العلمي الذي نظمته المؤسسة يهدف إلى تغيير المفاهيم السائدة حول الإعاقة في المجتمع، وذلك من خلال التركيز على أهمية التعليم كأداة أساسية للتعامل مع هذه القضية. ولفت إلى أن المؤتمر يعزز التعاون بين مختلف شركاء النجاح، من أكاديميين وباحثين، لتسليط الضوء على ضرورة تعديل النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والدول العربية.

واشار مجدي عن أهمية التعليم الشامل والداعم لأطفال ذوي الإعاقة في إطار التربية الخاصة، وأوضح أن المبادرة التي أطلقها المؤتمر استفاد منها العديد من الباحثين في مجال التعليم.

كما أكد مجدي،  على دور المجتمع في تغيير الفكر التقليدي حول الإعاقة، مشيرة إلى ضرورة مشاركته الفاعلة في إيجاد حلول عملية لتحسين وضع ذوي الإعاقة. 
وأضافت أن تأكيد العدالة الاجتماعية يتطلب إشراك المجتمع ككل في دعم هذه الفئة وتعليمها بشكل يساهم في دمجهم وتقديم فرص متساوية لهم في جميع جوانب الحياة."