ما علاقة الأوضاع الداخلية الإسرائيلية بالتصعيد في غزة ؟

عربي ودولي

ما علاقة الأوضاع
ما علاقة الأوضاع الداخلية الإسرائيلية بالتصعيد في غزة ؟


شهدت غزة في الاونة الاخيرة تصعيد اسرائيلي تحول من ضرب الاراضي الفارغة الى اهداف محسوبة ادعت اسرائيل فيها وحسب التصريحات التي وردت على لسان قادة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية انها حرب باتت موجهة لمطلقي الصواريخ على البلدات الاسرائيلية ,الامر الذي حذر منه مسبقا في لقاء مع دنيا الوطن د.سفيان ابو زايدة مشيرا الى ان الذي بات يزعزع امن اسرائيل هم مطلقي الصواريخ .

اسرائيل وعلى مستوى الائتلاف الحكومي باتت تشهد انقسامات داخلية بشأن تأجيج الوضع فهل سيغامر الليكود الاسرائيل الذي يتزعم الائتلاف بحرب يقدم من خلالها الفلسطينيين قربانا من اجل ارضاء حلفائه في الائتلاف وهل أي عدوان على قطاع غزة سيؤثر على المفاوضات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة مع ايران من اجل انهاء الملف النووي الايراني, وهل اسرائيل ادارت ظهرها للتحركات الاقليمية العربية والشعوب العربية في ظل الدعوات التي تطلق بين الحين والاخر للاحتفال بثورة 25 يناير المصرية واعلان الجماهير البحرينية بالخروج في 25 يناير كانطلاق لثورة جديدة من ثورات الربيع العربي قد تشهدها المنطقة .

دنيا الوطن ناقشت الوضع القائم مع عدد من المحللين والخبراء في الشأن الاسرائيلي والدولي حول ما ستؤول اليه الاوضاع القائمة والتصعيد الاسرائيلي وعلاقته بما يجري على الساحة السياسية الاقليمية والدولية.

حول التصعيد الاسرائيلي ومدى تطوراته منذ بدايته توقع الكاتب والحلل السياسي والمختص في الشأن الاسرائيلي سفيان ابو زايدة في اتصال سابق مع دنيا الوطن ان تتحول الاهداف الاسرائيلية من استهداف الاراضي الفارغة الى ملاحقة من تدعي بانهم مطلقي الصواريخ على البلدات الاسرائيلية ,مشيرا الى الذي بات يزعج اسرائيل هو اطلاق الصواريخ وسقوطها في الاماكن المحيطة بالتجمعات السكنية ,كما رهن أي تصعيد قادم بمدى وصول صواريخ المقاومة الى الاماكن الحساسة التي تستفز الكيان الاسرائيلي.

بيما اعتبر المحلل السياسي والكاتب المختص بالشأن الاسرائيلي ناجي البطة ان المرحلة الحالية تشهد تسخين اعلامي اكثر من ان يرتقي الى حالة حرب حقيقية ,مشيرا الى ان اسرائيل تعيش حالة مستعصية من المشاكل الداخلية والملفات الدولية العالقة والتي بدورها تجعلها في حالة غير مستقرة وغير جاهزة لفتح جبهات للحرب على أي صعيد وخصوصا مع غزة.

كما اشار البطة الى ان المنطقة برمتها تعيش حالة توتر كبيرة وهي على حافة حرب وان اسرائيل باتت تشعر بأنها عبء على المجتمع الامريكي والاوروبي وان أي اشارة بالحرب على غزة سيكون مرهون بالتصعيد الفدائي ومدى حساسيته بالنسبة للامن الاسرائيلي .

واضاف: ان أي تصعيد اسرائيلي على غزة سيكون لا تقدم عليه اسرائيل دون اخذ الضوء الاخضر من الولايات المتحدة الامريكية او اوروبا منوها الى ان الاوضاع الاقليمية والعربية غير مستقرة ,وان أي حرب على غزة في هذه الفترة بالتأكيد سوف تأخذ ابعادا عربية في ظل الحراكات التي تشهدها المنطقة العربية برمتها.

ونوه الى ان الليكود الاسرائيلي لن يخاطر بحرب من شأنها ان تمنيه مزيدا من الخسارة وما شهده التاريخ من انقسامات وبروز احزاب وتشكلات جديدة في اسرائيل كان على حساب خساراتها في الحروب كما حدث في حرب تموز 2006.

ومن جهته اشار الباحث والمختص في شؤون الشرق الاوسط الباحث حسن عبدو الى ان الائتلاف الحكومي الاسرائيلي مكون من اليمين المتطرف وكبار المستوطنين وان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الذي هدد اكثر من مرة بحرب على غزة هو بالاساس مدعوم من نتنياهو ولربما تهديداته تعزز قوة الليكود الاسرائيلي الحاكم في هذه الفترة بالذات التي تشهدها المنطقة من حراكا اقليميا على الساحة الدولية.

وبدوره نوه الى ان زيادة حدة التوتر ورفع مدى التصعيد الاسرائيلي ضد غزة مرهون بمدى وصول صواريخ المقاومة الى الاماكن الحساسة في العمق الاسرائيلي .

واستبعد ان يؤثر ملف غزة على الحراك الاقليمي وما يدور على الساحة السياسية من مباحثات جارية بين الولايات المتحدة وايران او بالنسبة للملف السوري وملف حزب الله ,مشيرا الى ان اسرائيل تعتبر ملف غزة ثانويا بالنسبة للقضايا الدولية التي تهمها في الوقت الراهن.

وحول ربط ملف غزة بما يجري على الساحة الدولية اوضح عبدو ان المقاومة الفلسطينية لم تعول يوما على اطراف خارجية ,وانما تعول دائما على مدى انجازاتها وامكانياتها ,ولم يكن هناك في أي يوم من الايام نجدة عسكرية اقليمية للمقاومة الفلسطينية من أي طرف عربي او اقليمي ,موضحا ان الاطراف الاقليمية تتدخل فقط لتثبيت التهدئة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل كالدور الذي يقوم به الراعي المصري لتثبيت التهدئة بين الجانبين.

وبالاشارة الى الملفات الاقليمية وتأثيرها على أي عدوان محتمل على غزة اوضح الكاتب والباحث والمختص في الشأن الاسرائيلي د.عدنان ابو عامر ان ملف غزة يعتبر ملفا داخليا بالنسبة لاسرائيل ,موضحا ان اسرائيل ركنته جانبا من اجل التفرغ الى الملفات الدولية ,وان أي حديث عن حرب في الوقت الراهن مرهون بانجاز الملفات الدولية كالملف الايراني والسوري .

واعتبر ابو عامر ان ملف غزة هامشيا بالنسبة لما يدور داخل المطبخ السياسي الاسرائيلي ,مشيرا الى ان اسرائيل في مواجهة مع عدة جهات ولاكثر من سبب لذلك تأجل النظر في ملف غزة الى حين استكمال انجازات الملفات الاقليمية الاخرى ,وان التصعيد مرهون برد على مدى حساسية اطلاق الصواريخ ووصولها الى العمق الاسرائيلي.

يشار الى ان التصعيد الاسرائيلي بلغ ذروته في الآونة الاخيرة بعد موجة شد وجذب بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل ولكن توقعات المراقبين والمحللين السياسيين بان الامور ستبقى في محصوة في زاورية الرد الاسرائيلي واستهداف من تدعي اسرائيل بأنهم مطلقي الصواريخ وكما اشار صباح اليوم رئيس الاستخبارات العسكرية بان استهداف الزعانين كان نتيجة اطلاقه للصواريخ اثناء تشييع ارئيل شارون .