حمص في قلب الأزمة السورية.. تحديات الاستقرار والمصالحة في ظل الصراع المستمر
تتسارع التطورات العسكرية في سوريا، حيث حققت الفصائل المسلحة تقدمًا ملحوظًا في مناطق حيوية، أبرزها مدينة حمص التي باتت على شفا تحوّل حاسم في الصراع المستمر.
أهمية استراتيجية كبيرة لحمص
تعد مدينة حمص، التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 1.4 مليون نسمة، واحدة من النقاط الاستراتيجية الأساسية في سوريا.
حيث تقع المدينة في موقع محوري، حيث تربط بين دمشق والساحل السوري، وهو ما يجعلها نقطة وصل حيوية بين مناطق سيطرة الحكومة والفصائل المسلحة.
إضافة إلى ذلك، تقع حمص على الطريق السريع "إم 5" الذي يربط بين دمشق والشمال السوري، مما يعزز من أهميتها في أي صراع قادم.
وبحسب تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، فإن سقوط حمص يعني قطع التواصل بين دمشق والساحل السوري، وهو ما سيؤدي إلى فصل مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى قسمين، وبالتالي سيكون لذلك تأثير بالغ على المعركة في سوريا.
التقدم السريع للفصائل المسلحة
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، عن تحقيق تقدم سريع في محيط حمص، حيث سيطرت على عدة قرى متاخمة للمدينة.
وأشارت التقارير إلى أن الفصائل قد تكون على وشك الوصول إلى حمص بعد أن استطاعت السيطرة على مناطق رئيسية مثل حماة.
وعلى الرغم من تصريحات الجيش السوري التي نفت انسحاب قواته من المدينة، إلا أن المصادر العسكرية أشارت إلى أن بعض المناطق في ريف حمص الشمالي شهدت عمليات عسكرية للجيش السوري بهدف التصدي للهجمات المسلحة.
وفي سياق متصل، أكدت هيئة تحرير الشام أنها سيطرت على بلدتين شمالي حمص، مما يوضح أن التقدم في المنطقة مستمر.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا التقدم جاء بعد أن تمكنت الفصائل المسلحة من إضعاف قوات النظام في بعض المناطق الحيوية.
الرد العسكري من الحكومة السورية
على الرغم من التقدم السريع للفصائل المسلحة، فإن الجيش السوري يواصل إجراء عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة في ريف حمص الشمالي.
وتقول التقارير الرسمية إن الجيش السوري مستعد لمواجهة الهجوم، مستخدمًا غطاء جويًا من الطيران السوري والروسي، إضافة إلى الهجمات البرية باستخدام الأسلحة الثقيلة والمركبات المدرعة.
وأكد الجيش أن هذه العمليات قد أسفرت عن قتل العشرات من عناصر التنظيمات المسلحة.
ماذا بعد حمص
إذا نجحت الفصائل المسلحة في السيطرة على حمص، فإن ذلك سيشكل نقطة تحول هامة في مسار الحرب السورية، وسيعني ذلك تهديدًا أكبر للعاصمة دمشق، حيث تسعى هذه الفصائل للوصول إليها في إطار خطتها للسيطرة على مناطق جديدة، وفي ظل هذا التصعيد يزداد القلق الدولي من التصعيد العسكري والإنساني الذي قد يتسبب في مزيد من النزوح والدمار في مناطق جديدة من سوريا.