بعد استقبال اليوم.. كل ما تريد معرفته عن تاريخ العلاقات المصرية الجابونية
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، رئيس جمهورية الجابون في قصر الاتحادية، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
تناول اللقاء بحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.
العلاقات السياسية
بدأت العلاقات الرسمية بين مصر والجابون عام 1975، مع افتتاح السفارة المصرية في ليبرفيل. ومنذ ذلك الوقت، شهدت العلاقات السياسية بين البلدين تواصلًا مستمرًا، حيث قام الرئيس الجابوني الراحل عمر بونجو بأول زيارة رسمية إلى مصر عام 1973.
وفي فبراير 2016، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الجابوني علي بونجو في القاهرة، حيث ناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما عُقدت لقاءات بين كبار المسؤولين من البلدين، أبرزها زيارة بول بيوغ مبا، نائب رئيس الوزراء الجابوني، لمصر في يناير 2016، لبحث التعاون في مجالات الصحة والتنمية الاجتماعية.
التعاون الاقتصادي
شهد التعاون الاقتصادي بين مصر والجابون تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة. ووفقًا لوزارة التجارة والصناعة المصرية، سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين قفزة ملحوظة.
وفي هذا السياق، تم توقيع بروتوكولات واتفاقيات عدة، تشمل التعاون في مجالات الزراعة، الصحة، الطاقة، والبنية التحتية.
من أبرز المشاريع المشتركة، إنشاء المركز الطبي المصري الجابوني في ليبرفيل، الذي يقدّم خدمات طبية متطورة بدعم من الصندوق المصري للتعاون مع إفريقيا.
كما ناقش الطرفان إمكانية إنشاء مصنع مصري للأخشاب في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالجابون، للاستفادة من ثرواتها الطبيعية.
الزيارات الدبلوماسية
في أغسطس 2024، عقد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي لقاءً مع نظيره الجابوني ريجيس أونانجا ندياي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تم خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المشتركة، إضافة إلى تنسيق المواقف في القضايا الأفريقية والدولية.
العلاقات الثقافية والتعليمية
تلعب مصر دورًا مهمًا في نشر اللغة العربية والشريعة الإسلامية في الجابون من خلال البعثات الأزهرية، بالإضافة إلى تقديم منح دراسية سنوية للجالية المسلمة الجابونية. كما تساهم البعثات التعليمية المصرية في تدريس العلوم والرياضيات، مع تقديم منح دراسية لدعم التعليم في الجابون.
وشهدت العلاقات الثقافية تطورًا ملحوظًا، حيث استقبل الرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا في 2 مايو 2022 وفدًا من شيوخ الأزهر الموفدين للجابون.
كما تبادل الجانبان الهدايا الثقافية في مناسبات متعددة، من أبرزها لقاء وزيرة ثقافة الجابون مع وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في 2016 لتعزيز التعاون في مجالات التدريب، الترجمة، والحرف التقليدية.
الإطار التعاقدي للشراكة
شهدت العلاقات المصرية الجابونية توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، الثقافي، والتجاري، منها:
اتفاقية تجارية لتنمية العلاقات الاقتصادية (2017).
بروتوكول توأمة بين الإسكندرية وليبرفيل (2017).
اتفاقيات في مجالات التعليم، الصحة، والصناعات الدوائية (2016).
مذكرات تفاهم في الإعلام، التعليم العالي، السياحة، والشباب.
التعاون الصحي والتنموي
كان القطاع الصحي محورًا مهمًا في التعاون المصري الجابوني، حيث افتتح المستشفى المصري الجابوني في ليبرفيل عام 2009 بدعم من مصر.
وتواصل الحكومة المصرية تقديم الدعم من خلال إمداد المستشفى بالمعدات الطبية والكوادر البشرية، كما قدمت في يونيو 2022 شحنة مساعدات طبية تشمل أجهزة حديثة لدعم الخدمات الصحية بالجابون.
وفي لقاء جمع وزير الصحة المصري أحمد عماد بنظيره الجابوني في 2016، ناقش الطرفان تطوير التعاون في مجالات الإخلاء الطبي، مكافحة الملاريا، وإقامة مستشفيات ومصانع أدوية.
التعاون عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية
تلعب الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية دورًا فاعلًا في دعم الجابون، من خلال تنظيم دورات تدريبية لمتدربين جابونيين في مجالات السلم والتنمية المستدامة، وتقديم منح تعليمية لطلاب الجابون بالجامعات المصرية.