ضمانات أمنية وعودة الأراضي المحتلة.. زيلينسكي يوضح شروط أوكرانيا لوقف الحرب
في وقت تزداد فيه حدة الصراع المستمر منذ أكثر من عامين بين روسيا وأوكرانيا، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة عاجلة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمنح أوكرانيا ضمانات حماية لأراضيها التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الضمانات قد تكون المخرج الوحيد لوقف "المرحلة الساخنة" من الحرب، مما قد يسمح لأوكرانيا بالتركيز على استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا بطريقة دبلوماسية في المستقبل، يأتي هذا في وقت حساس، في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية المتعلقة بالصراع، ووسط التحولات السياسية في الولايات المتحدة التي أفرزت فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
تفاصيل الدعوة الأوكرانية
في تصريحاته الأخيرة، دعا زيلينسكي حلف الناتو إلى تمديد حماية الأراضي الأوكرانية التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في كييف، بما في ذلك مناطقها الشرقية والجنوبية، وهو ما يراه خطوة حاسمة لإيقاف التصعيد العسكري.
وأكد أن تقديم ضمانات ناتو لأراضي أوكرانيا قد يسهم في تحقيق استقرار أمني يسمح للبلاد باستعادة بقية أراضيها المحتلة عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة للانتظار لفترة أطول لاستعادة نحو 20% من أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، إذا ما تم ضمان حماية ما تبقى من أراضيها.
تصاعد التوترات العسكرية
وقد شهدت الساحة العسكرية تصعيدًا كبيرًا من قبل روسيا التي هددت بقصف منشآت حكومية في العاصمة كييف، ونفذت هجومًا جويًا واسعًا على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.
وردت أوكرانيا على الهجوم الروسي بإطلاق صواريخ متطورة تحملها الولايات المتحدة وبريطانيا على الأراضي الروسية، هذا التصعيد العسكري يضاف إلى سلسلة من التهديدات المتبادلة بين الطرفين، حيث أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن بلاده قد تستخدم صواريخها الجديدة ضد كييف في حال استمرار الهجمات الأوكرانية.
التوجهات الأمريكية وتأثير ترامب
وفي سياق متصل، طفت على السطح موجة من الجدل السياسي بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن احتمالية وقف إطلاق النار قد تتوقف على ضمانات قوية تمنع روسيا من العودة لتهديد أوكرانيا مجددًا.
وترامب، الذي عارض سابقًا الدعم العسكري الأمريكي الكبير لأوكرانيا، قال إنه قادر على إنهاء الحرب في غضون ساعات إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك، هذا التصريح أثار تساؤلات حول مدى تأثير السياسة الأمريكية المستقبلية في دعم أوكرانيا في حال تسلم ترامب السلطة.
دور حلف الناتو والدول الغربية
وعلى الصعيد الدولي، أكمل زيلينسكي سلسلة من المكالمات مع القادة الغربيين، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وتشير هذه اللقاءات إلى تحركات دبلوماسية مكثفة لتعزيز الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي.
من جانبها، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مواصلة دعمها لكييف، ما يشمل شحن المزيد من الأسلحة المتطورة وأذونات باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.
ومع استمرار الحرب وتصاعد التوترات في شرق أوروبا، يبقى السؤال الأبرز هو مدى قدرة الناتو على تقديم ضمانات ملموسة لأوكرانيا، سواء على صعيد الحماية العسكرية أو تحقيق تقدم دبلوماسي لإنهاء النزاع.
وفي ظل هذه التحديات، يتزايد الضغط على جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة من شأنها الحد من الخسائر البشرية والمادية المتزايدة في المنطقة.