حريف انتخابات وسط أزمة متوطنة.. فماذا سيفعل؟

هاني أبو ريدة "وحيد القرن في الكرة المصرية" الفائز بالتزكية.. لماذا لم يترشح أحد ضده؟ وما مصير الجبلاية مع قائمته "الكاچول"؟ (تحقيق)

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

بينما تظل المنافسة سمة أساسية للمشهد الديمقراطي في أي مجال، يبدو أن كرة القدم المصرية قررت أن تسلك مسارًا مختلفًا، حيث انتُخب هاني أبو ريدة رئيسًا للاتحاد المصري لكرة القدم بالتزكية، في مشهد أثار العديد من التساؤلات حول المشهد الرياضي داخل أروقة اللعبة الشعبية الأولى.

فلماذا هاني أبو ريدة؟ وكيف استطاع أن يُحكم قبضته على مقاليد الاتحاد دون أن يجد منافسًا يقف أمامه؟ وكيف اختار قائمته دون لاعب كرة قدم سابق؟ وهل يعكس هذا الواقع قوة استثنائية لشخصيته وقدرته على توحيد الأطراف أم أن هناك عوامل خفية ساهمت في غياب المنافسة؟

في هذا التحقيق، يكشف "الفجر الرياضي" العديد من الكواليس وإجابات الأسئلة الحائرة، بمشاركة أستاذة النقد الرياضي وعدد من المسؤولين والإعلاميين، ونجوم الكرة المصرية.

في البداية، تحوم الأسئلة لدى الجميع كيف كون هاني أبو ريدة شخصيته التي نستطيع أن نلقبها بـ "وحيد القرن"؟، رمز القوة والتفرد في الكرة المصرية، بعد مسيرته الطويلة داخل الاتحاد المصري والأفريقي والدولي، وكيف تمكن من الحفاظ على مكانته وسط التحديات؟ وما تداعيات انتخابه بالتزكية على مستقبل الكرة المصرية؟ بين مؤيد يراه شخصية لا غنى عنها لقيادة اللعبة، ومعارض يتساءل عن صحة المسار الديمقراطي للانتخابات.. هل استحقت الكرة المصرية أن تكون بلا منافسين؟ أم أن أبو ريدة استحق أن يكون بلا منافسين؟

طارق رمضان: الكبار رفضوا الترشح وفكر أبو ريدة سيكون المسيطر  

شارك طارق رمضان الناقد الرياضي بالأهرام في تحقيق "الفجر الرياضي"، قائلًا: "هاني أبو ريدة فاز بالتزكية لما له من مكانة عند الأمدية وتحديدًا لدى الجمعية العمومية".

وتابع: "لا يوجد أحد من الأسماء المرموقة قبل الترشح فمحمود طاهر رئيس الأهلي السابق، رفض الترشح.. وعمرو الجنايني رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم السابق، ارتابه القلق والخوف بسبب الرفض من الجمهور والجمعية العمومية".

وأردف: "القائمة المغلقة أيضًا سببًا رئيسيًا في عدم ترشح أحد أمام أبو ريدة، حيث تحتاج إلى إعداد وإقناع من الجميع، ولا بد أن يكون له أرضية في الجمعية العمومية".

وحول قائمة أبو ريدة المختارة، اختتم رمضان قائلًا: "الغالبية في القائمة لا نعرف شخصياتهم الإدارية في كرة القدم، خاصة مسيرتهم في الأندية وقراراتهم فهم ليس لهم إنجازات في هذه الأندية، لم نسمع عن هذه الأندية سوى ناد واحد، فسيكون الوضع فكر واحد فقط هو فكر هاني أبو ريدة الذي لديه أفكارًا لتطوير الكرة المصرية منذ عام ٢٠١٩، واعتقد أن الفرصة أمامه لتنفيذ أفكاره ومواجهة تحديات الاستثمار والتزوير ووضع برامج طبية لكل الأندية، ومعايير للمنتخبات وتنظيم المسابقات بشكل متميز، ويحاول إفادة الكرة المصرية بخبراته وعلاقاته".

الطويلة: أبو ريدة لديه القدرة على تغيير الكرة المصرية لـ٢٠ سنة قادمة 

شارك محمد الطويلة رئيس مجلسإدارة نادي النجوم، في تحقيق “الفجر الرياضي”، كاشفًا عن سبب نجاح هاني أبو ريدة كرئيس للاتحاد المصري لكرة القدم بالتزكية، وعدم ترشح أحد أمامه بسبب عدم الجرأة على خوض الانتخابات.

وقال: “الأمر ليس مرتبطًا بالكفاءة فقط، لكن ابو ريدة لديه علاقات في الكرة وخارجها ويستطيع تغيير الكرة المصرية لـ٢٠ سنة قادمة”.

وتابع: “اتحاد الكرة يحتاج إلى مدير تنفيذي قوي، وأرى أن أحمد مجاهد الأنسب -رغم خلافي معه-، لكن لو استغل أبو ريدة كل الخبرات، أعتقد أن فرصته ستكون كبيرة لتغيير السلبيات ووضع الكرة المصرية في مسارها الصحيح".

وعن عدم وجود أي لاعب أو حكم في قائمة أبو ريدة، اختتم الطويلة، قائلًا: “عدم وجود لاعب كرة أو حكم في القائمة لن يؤثر في أي شيء”.

أمير هشام: مهمة أبو ريدة هذه المرة مختلفة 

يرى الإعلامي أمير هشام، أن نجاح أبو ريدة بالتزكية لم يكن صدفة، حيث يبدو أن كل الأطراف اتفقت عليه، في هذه المرحلة تحديدًا التي تعاني فيها الكرة المصرية من تخبط واضح.

وشارك هشام في تحقيق “الفجر الرياضي”، قائلًا: “أبو ريدة هو الأقوى حاليًا، ولم يترشح أحد لأنهم يروا أنه الأنسب حاليًا”.

وأكمل: “أعتقد أن مهمة أبو ريدة هذه المرة ستكون مختلفة، لأنه يريد إصلاح العديد من الأزمات الذي يعاني منها الوسط الكروي في مصر”.


رامي رجب: أبو ريدة حريف انتخابات

شارك رامي رجب الناقد الرياضي بالدستور، في تحقيق "الفجر الرياضي"، قائلًا: "هاني أبوريدة حريف انتخابات وتربطه علاقات قوية بكل اعضاء الجمعية العمومية، تجعله الرئيس القادم لاتحاد الكرة وفرص نجاحه تتخطى الـ90 في المائة، حال دخول أي قائمة ضده، وبالتالي من الصعب على قائمة منافسته في الانتخابات".

واستطرد: "أعتقد أن المهندس هاني أبوريدة بخبراته الإدارية الطويلة، سواء فى الكاف أو فيفا تجعله قادرًا على تعديل الأمور داخل اتحاد الكرة، والحد من المشاكل التي واجهت المجلس الحالي، سواء من مشاكل التحكيم أو التخبط فى بعض القرارات التي أدت إلى مشاكل بالجملة".

حسن السعدني: غياب الكوادر الإدارية أزمة متوطنة في الكرة المصرية

شارك حسن السعدني الناقد الرياضي باليوم السابع في تحقيق "الفجر الرياضي"، قائلًا: "لم يترشح أحد ضد أبو ريدة لأن الساحة خلت من الكوادر الإدارية القادرة على قيادة منظومة الكرة في مصر، وهو خطأ سيستمر معنا لسنوات قادمة، ووقعت فيه قائمة أبو ريدة نفسها التي خلت من أي عنصر له علاقة وطيدة بكرة القدم سواء لاعبا أو حكما أو مدربا، ويجعلنا نسبق الزمن لنسأل وماذا بعد أبو ريدة؟".

وواصل: "في الحقيقة غياب الكوادر الإدارية أزمة متوطنة في الكرة المصرية، وكنت أتمنى أن يتواجد نجوم بحجم محمد فضل ووائل جمعة وحسام غالي واحمد عبد الله، في قائمة أبو ريدة لتجهيز خليفته وخلق وتأهيل نماذج ناجحة".

وأتم السعدني قائلًا: "أما التحديات التي تنتظر أبو ريدة فهي كثيرة، منها تقليص عدد منتخبات الشباب والناشئين وحسم مصير المنتخب الأول وحل أزمات التحكيم وتحديد مصير رابطة الأندية وانتظام المسابقات وعودة المنتخبات لمنصات التتويج، وتوفير موارد مالية وسداد مديونات الاتحاد وضبط منظومة الإعلام، وغيرها من التحديات".

محمد القاضي: أبو ريدة أقوي "CV" في الكرة المصرية

شارك محمد القاضي الناقد الرياضي في تحقيق "الفجر الرياضي"، قائلًا: "المنافسة مع أبو ريدة صعبة، ولا بد بعد جمال علام سيكون هناك رئيس اتحاد قوي يحاول تطوير الكرة المصرية".

وتابع: "لا أحد في مصر يقارن بالسيرة الذاتية لأبو ريدة، سواء خبراته في الكرة المصرية أو الاتحاد الافريقي والدولي".

وأكمل: "الدخول بالقائمة الكاملة، صعب التوافق عليها.. لذا لم يترشح أحد ضد هاني أبو ريدة، ولكن لا بد من تقديم وجوه جديدة وكوادر إدارية، وهو ما فعله أبو ريدة في هذه القائمة".

وعن التحديات المقبلة، اختتم القاضي موضحًا: "ملف منتخب مصر مع حسام حسن، خاصة أن الأخير له تصريحات سابقة ضد هاني أبو ريدة.. وهناك ملحوظة مهمة أن منتخب مصر في كأس العالم ٢٠١٨ كان أبو ريدة رئيسًا لاتحاد الكرة، وفي كأس العالم ٢٠٢٦ سيكون هو أيضًا رئيس اتحاد الكرة".

حازم الكاديكي: سمعة أبو ريدة صعبت المهمة على المنافسين ولكن أمامه تحدي

شارك المعلق والإعلامي الرياضي حازم الكاديكي، برأيه في تحقيق “الفجر الرياضي”، قائلًا: “فوز هاني أبو ريدة في اتحاد الكرة المصري بالتزكية يعكس علامات حقيقية في السجل الكروي المصري للمهندس هاني، فمن الواضح أن مكانته وخبرته الدولية والإدارية صعبت المهمة على أي منافس للترشح ضده، خاصا له علاقات دولية واسعة و يمتلك سجلًا مميزًا على المستوى المحلي”.

وتابع: “أبو ريدة من أبرز الشخصيات المتخصصة في هذا المجال، حيث  مهمته في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الأفريقي (CAF)، هذه المكانة تُضفي عليه ثقة كبيرة”.

واختتم الكاديكي: “بالرغم من الانتقادات التي طالت أبو ريدة من البعض، بسبب عمله إلا أن مكانته الدولية ودعم الدولة له من أجل المحافظة على الوجود المصري في الفيفا والكاف، يُعطيه الأفضلية لديها الكثير.. ولكن سيكون أمامه تحدي كبير من أجل إعادة الثقة له من قبل الشارع الكروي المصري”.


الرجل الذي لا يُنافس

اتفق المشاركون على أن هاني أبو ريدة، ليس اسمًا عابرًا في عالم كرة القدم المصرية والدولية.. فالرجل الذي بدأ مسيرته الرياضية كلاعب في النادي المصري البورسعيدي، سرعان ما أصبح واحدًا من أبرز الأسماء المؤثرة في إدارة كرة القدم، يشغل عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الإفريقي (الكاف) لسنوات، وكان دائمًا رقمًا صعبًا في كل معادلات الانتخابات الكروية.

لكن ما يثير التساؤل هو غياب أي منافسين أمامه في الانتخابات الأخيرة.. فهل يُعزى ذلك إلى قوته ونفوذه داخل المنظومة، أم إلى طبيعة المشهد الانتخابي الذي لا يشجع المنافسة؟

في النهاية، انتخاب هاني أبو ريدة بالتزكية يفتح باب النقاش حول طبيعة المشهد الرياضي في مصر.. هل نحن أمام حالة استثنائية لرجل قادر على قيادة الاتحاد بلا منافس؟ أم أن الكرة المصرية تعاني حالة من الجمود تمنع ظهور وجوه جديدة؟ أسئلة تظل مطروحة مع كل فترة انتخابية، في انتظار إجابة ربما لا تأتي قريبًا!.