بعد تحذيرات موسكو.. ماذا يحدث في أبخازيا؟
شهدت العاصمة الأبخازية سوخومي، الجمعة، مظاهرات غاضبة أمام مبنى البرلمان، رفضًا لاتفاقية استثمارية أبرمتها السلطات مع روسيا، وُصفت بأنها تهدد السيادة الاقتصادية للمنطقة. الاحتجاجات التي تطورت إلى أعمال عنف، دفعت البرلمان إلى إلغاء جلسة التصديق على الاتفاقية، فيما طالب المحتجون بإقالة الرئيس أصلان بجانيا وتعليق الاتفاقية المثيرة للجدل.
تفاصيل الاحتجاجات وأسبابها
تجمع مئات المحتجين أمام البرلمان في سوخومي احتجاجًا على اتفاقية وقعها وزير الاقتصاد الروسي مكسيم ريشتنيكوف ونظيرته الأبخازية كريستينا أوزجان، تتيح للكيانات الروسية تنفيذ مشاريع استثمارية داخل أبخازيا. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها وكالة تاس محاولات المتظاهرين اقتحام البرلمان باستخدام شاحنة لإسقاط البوابات، إضافة إلى محاولات ربط البوابات المعدنية بالحبال لإزاحتها.
تتهم المعارضة الأبخازية الاتفاقية بالتفريط في السيادة الاقتصادية للمنطقة، مشيرةً إلى أنها تمنح روسيا نفوذًا كبيرًا على الموارد المحلية. ووسط تصاعد الاحتجاجات، استخدمت قوات الأمن القنابل الدخانية لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
إلغاء جلسة التصديق وتصعيد المطالب
على خلفية الاحتجاجات، أعلن رئيس البرلمان لاشا أشوبا إلغاء الجلسة المخصصة للتصديق على الاتفاقية بعد فشل النواب في اعتماد جدول أعمالها. وأفاد أشوبا بأن 21 نائبًا فقط من أصل 35 حضروا الجلسة، في ظل الضغوط الشديدة من الشارع.
من جانبها، دعت المعارضة، ممثلة بشخصيات بارزة مثل النائبة السابقة ناتالي سمير والمعارض غاري كوكايا، إلى استمرار الاعتصام حتى الاستجابة لمطالب الشعب. وأكدت سمير أن الاتفاقية "غير شرعية ولا تمثل مصالح الشعب"، مطالبة بفرض وقف مؤقت عليها وإقالة الرئيس بجانيا.
روسيا تعرب عن قلقها
أعربت روسيا عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوترات السياسية في منطقة أبخازيا، وذلك في أعقاب الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها العاصمة سوخومي، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
وأكدت موسكو أنها تتابع تطورات الأوضاع عن كثب، وسط مخاوف من تداعيات الاحتجاجات الرافضة لاتفاقية استثمارية أبرمتها الحكومة الأبخازية مع روسيا. وتأتي هذه التصريحات بعد أن شهد البرلمان الأبخازي محاولات اقتحام من المحتجين الذين طالبوا بإقالة الرئيس أصلان بجانيا وتعليق الاتفاقية التي يرون أنها تهدد السيادة الاقتصادية للمنطقة.
وتعتبر روسيا من أبرز الداعمين لأبخازيا منذ انفصالها عن جورجيا في تسعينيات القرن الماضي، ما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة بالنسبة لموسكو.
نبذة عن أبخازيا
أبخازيا هي منطقة انفصالية تقع في شمال غرب جورجيا على البحر الأسود. انفصلت عن جورجيا عقب حروب دموية في التسعينيات، وأعلنت استقلالها بدعم روسي في 2008، رغم أن معظم دول العالم لا تعترف بها كدولة مستقلة. تتمتع أبخازيا بحكم ذاتي، لكنها تعتمد اقتصاديًا وأمنيًا بشكل كبير على روسيا، التي ترى فيها منطقة نفوذ استراتيجي.
تظل أبخازيا واحدة من أبرز النقاط الساخنة في منطقة القوقاز، حيث تتداخل فيها التوترات المحلية مع الأبعاد الإقليمية، مما يجعل مستقبلها مرهونًا بالتوازنات الجيوسياسية في المنطقة.