مذيع فوكس نيوز بيت هيغسيت وزيرًا للدفاع: قرار ترامب الذي يُثير جدلًا واسعًا

تقارير وحوارات

مذيع فوكس نيوز بيت
مذيع فوكس نيوز بيت هيغسيت وزيرًا للدفاع: قرار يُثير جدلًا

أعلنت وكالة رويترز مؤخرًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر تعيين المذيع الشهير في قناة فوكس نيوز بيت هيغسيت، البالغ من العمر 44 عامًا، في منصب وزير الدفاع ضمن تشكيلته الحكومية الجديدة. هذا القرار أثار جدلًا واسعًا، حيث يُتوقع أن يؤدي إلى صدامات محتملة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال سي كيو براون. ويعود سبب هذا التوتر المتوقع إلى انتقادات هيغسيت اللاذعة للجنرال براون، إذ يرى أن الأخير يتبع "مواقف متعاطفة مع اليسار السياسي"، وهو ما قد يعكس اختلافًا في التوجهات والسياسات الدفاعية المقبلة.

خلفية عسكرية ودعم لسياسة "أمريكا أولًا"

يتمتع بيت هيغسيت بخبرة عسكرية طويلة، حيث خدم سابقًا في الحرس الوطني الأمريكي وشارك في عمليات عسكرية في أفغانستان والعراق، كما عمل في قاعدة غوانتانامو في كوبا. وعلى الصعيد الإعلامي، يُعرف هيغسيت بدعمه الثابت لسياسة "أمريكا أولًا"، ويعتبر أحد أبرز المؤيدين لإعادة التركيز على القضايا الوطنية وتعزيز قوة الولايات المتحدة عالميًا. وبهذا الصدد، صرّح الرئيس ترامب في بيان صحفي عند إعلان قراره، قائلاً: "بيت هيغسيت قائد يتمتع بالقوة والشجاعة، وهو يؤمن حقًا بأولوية أمريكا. إن توليه قيادة وزارة الدفاع سيعيد للولايات المتحدة هيبتها، وسنتأكد من أن أعداءنا تحت المراقبة الدائمة".

تداعيات تعيين هيغسيت على السياسة الدفاعية

اختيار هيغسيت يأتي في فترة تشهد فيها الولايات المتحدة تحديات أمنية متزايدة وتوترات على الساحة الدولية، خاصةً مع تصاعد النفوذ العسكري الصيني. وقد سبق لهيغسيت، في تصريحاته العلنية، أن حذّر من "التهديد الصيني"، مشيرًا إلى أن الصين تعمل على بناء جيش "مكرَّس لهزيمة الولايات المتحدة". هذه التصريحات أثارت تكهنات حول سياسة وزارة الدفاع تحت قيادته، حيث من المتوقع أن تتبنى الوزارة توجهًا أكثر تشددًا لمواجهة التحديات العسكرية على المستوى العالمي، مما يثير مخاوف من تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى، لاسيما الصين.

صدام محتمل مع هيئة الأركان المشتركة

تعيين هيغسيت يُحتمل أن يؤدي إلى خلافات ملحوظة مع القيادة العسكرية العليا، وخاصة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون. تأتي هذه التوقعات بسبب الانتقادات المتكررة التي وجهها هيغسيت للجنرال براون، معتبرًا أن الأخير يظهر تعاطفًا مع المواقف اليسارية، وهو ما يتعارض مع قناعات هيغسيت المتمثلة في تعزيز سياسة "أمريكا أولًا". هذه الاختلافات الفكرية قد تخلق توترًا في اتخاذ القرارات الدفاعية المهمة، ما ينعكس بشكل مباشر على الاستراتيجيات العسكرية والخطط الدفاعية التي تتبناها الولايات المتحدة في المستقبل القريب.

السياسة الدفاعية في مرحلة حساسة

يأتي هذا التعيين في وقت حساس يتزامن مع الانتخابات الأمريكية وزيادة التوترات مع الصين. وقد تعهد هيغسيت في تصريحاته العلنية الأخيرة بأن يعزز القوة العسكرية الأمريكية ويعيد ترتيب أولويات الدفاع الوطني. هذه السياسات قد تضع الإدارة الجديدة في مواجهة مع العديد من القوى العالمية وتثير تساؤلات حول استراتيجيات الدفاع المقبلة، ومدى تأثيرها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.