الجدل حول فيديوهات الطبيبة وسام شعيب: توعية مجتمعية أم انتهاك للخصوصية؟
أثارت الدكتورة وسام شعيب، أخصائية النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها لمقاطع فيديو تناقش فيها قضايا تتعلق بحالات حمل غير شرعي بين المريضات.
جاء الفيديو تحت عنوان "التوعية الاجتماعية" واعتبرته الطبيبة وسيلة للتنبيه على ظواهر تزايدت في المجتمع، حسب قولها، وأرادت من خلاله تحذير الأهل حول المخاطر الاجتماعية الناجمة عن غياب التوعية الأسرية.
دوافع الطبيبة وردود الفعل الاجتماعية
أوضحت وسام شعيب أن غرضها من الفيديو لم يكن السعي وراء الشهرة أو جذب المتابعين، بل دق ناقوس الخطر بشأن قصص تراها متكررة، وأشارت إلى رفضها عروضًا إعلامية وصحفية عديدة بعد انتشار الفيديو، إذ فضلت توجيه رسالتها مباشرة إلى الأهل.
رغم الانتقادات، أكدت الطبيبة أن هناك ردود فعل إيجابية، حيث أبدى بعض المتابعين استعدادهم للمساهمة في رعاية الأطفال الذين ولدوا في ظروف غير شرعية.
الاتهامات بانتهاك الخصوصية وأخلاقيات المهنة
ورغم دفاعها عن هدفها في التوعية، واجهت وسام اتهامات عدة بانتهاك خصوصية مرضاها، حيث قال معارضوها إنها استخدمت معلومات حساسة لأغراض اجتماعية عامة.
في حين أكدت الطبيبة أنها لم تكشف عن أي معلومات شخصية تحدد هوية الحالات، وأنها تحدثت عن أمثلة عامة كالمعروض في البرامج الطبية القانونية.
التحرك الأمني والتحقيقات الرسمية
فيما تصاعدت حدة الجدل، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الدكتورة وسام شعيب ووجهت إليها اتهامات بنشر محتوى قد يشكل انتهاكًا للخصوصية الطبية وإثارة الرأي العام.
من جهتها، أصدرت النيابة الإدارية بيانًا أكدت فيه أنها بصدد التحقيق مع الطبيبة، مشيرة إلى ضرورة التأكد من الالتزام بأخلاقيات مهنة الطب وحفظ حقوق المريضات.
دور نقابة الأطباء في القضية
استجابة للجدل، أعلنت نقابة الأطباء تلقيها شكاوى من جهات متعددة تتهم الطبيبة بالتشهير بالمريضات، وأكدت النقابة أنها ستقوم بتحقيق رسمي عبر لجنة آداب المهنة، مؤكدة أن أي تجاوز لأخلاقيات مهنة الطب سيواجه بإجراءات صارمة، قد تصل إلى شطب الطبيبة من النقابة.
ردود دينية واجتماعية
أثارت الواقعة ردود فعل من بعض رجال الدين، حيث علقت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، محذرة من استغلال القضايا الشخصية لتحقيق الشهرة.
من جانبها، ردت وسام شعيب على الانتقادات الدينية بتأكيدها على التزامها بتعاليم الإسلام، موضحة أن هدفها هو حماية الأطفال الذين قد يجدون أنفسهم في ظروف قاسية نتيجة هذه القضايا.
حذف الفيديو والقرارات المستقبلية
في ظل تصاعد الانتقادات، قررت الطبيبة حذف الفيديو من حسابها على "فيسبوك"، موضحة أن رسالتها وصلت وأن هدفها كان رفع الوعي المجتمعي.
ورغم اعتقادها بأن الفيديو يخدم المجتمع، فقد استجابت لموجة الانتقادات وأعادت النظر في طريقة إيصال رسالتها.