"استدعاء ولي أمر".. عرض مسرحي يعزز الوعي بقضايا العنف الأسري وأثرها الاجتماعي فى الإسكندرية   

محافظات

جانب من العرض
جانب من العرض

قُدم ضمن فعاليات مهرجان الحرية المسرحي في دورته العاشرة، والذي يحمل اسم المخرج المسرحي خالد جلال، عرضًا مسرحيًا بليلته الخامسة  بعنوان استدعاء ولي أمر من تأليف الكاتب  محمد السوري.

 

 وتناول العرض  قضية العنف الأسري، مسلطًا الضوء على تأثيره المدمر على الأسرة والمجتمع، ويهدف إلى تعزيز الوعي الاجتماعي حول هذه الظاهرة المدمرة

وتدور أحداث العرض حول شخصية "رؤوف" الأب المتسلط، وهو رجل يستخف بحياة أسرته، ويتعامل مع زوجته وأبنائه بأبشع صور العنف النفسي والجسدي من خلال الأسلوب القاسي، ممارسًا كافة أشكال التنمر والإهانة والضرب، مما يؤدي إلى خلق جو من التوتر المستمر والعنف المتزايد في الأسرة ويتأثر الأبناء بشكل خاص بذلك.

ويجسد  "يحيى" بطل العرض، الضحية  الأساسية، فيعاني من اضطرابات نفسية تصل به إلى حافة الانهيار النفسي منتخبًا به المطاف بأحد المستشفيات النفسية  ومن ثم يُتهم يحيى بقتل والده، بينما في سيناريو آخر، ينتهي به الحال إلى الانتحار نتيجة للضغوط النفسية التي تعرض لها من والده.

لا يقتصر العرض على استعراض مشكلة الأب، بل يُسلط الضوء أيضًا على معاناة الأم التي تعيش في ظل بيئة من العنف المستمر، وتأثير ذلك على شخصيتها وعلاقاتها الاجتماعية كما يبرز مشاكل الأبنة التي تقع ضحية لتربية عنيفة تؤثر في اختياراتها الحياتية وعلاقاتها الاجتماعية المستقبلية.

وكشف عرض "استدعاء ولي أمر"  عن طبيعة العنف الأسري كدورة متواصلة تتوارثها الأجيال حيث  يبدأ العنف مع الأب الذي يعيد تكراره مع أبنائه، وصولًا إلى الابن "يحيى" الذي يمارس العنف بدوره على من حوله فأراد  المخرج أحمد علاء علي أن  يقدم رؤية درامية  تُظهر كيف أن التربية في بيئة عنيفة تخلق شخصيات نفسية مضطربة، مؤكدًا أن العنف الأسري ليس مجرد حادث فردي، بل حلقة مستمرة تؤثر على المجتمع.

وقالت الدكتور رحمة أحمد أحد حضور العرض، وأخصائية فى مجال حماية الطفل وتعمل بوزارة التضامن الاجتماعى ومنظمة اليونيسيف "أن العنف الأسرى مشكلة خطيرة على المرأة وعلى الطفل لأنه ينتج عنه أشخاص لديهم اضطرابات نفسية غير واثقين بأنفسهم  يشعرون بالدونية وعدم الأمان ويبحثون عن الحب والاهتمام والاحتواء خارج الأسرة لأنهم مفتقدينه داخلها فيبحثون فى مزبله العلاقات عن كلمه حب تشبع احتياجاتهم النفسية".

واضافت أن ذلك يجعلهم يقعون فى مشكلات كثيرة وهذا يتضح فى شخصيه الأبنه والتى قامت بمحاولات كثير لجذب الاهتمام  من أى شخص بأى وسيلة لتشعر بالحب والاهتمام لأنها مفتقداه داخل الأسرة، كما أن الأبناء الذين يقع عليهم العنف يمكن أن يكون لديهم اضطرابات نفسيه ويكونوا مرضى نفسيين نتيجة ما وقع عليهم من عنف نفسى وبدني وهذا ما وضح فى نهاية المسرحية.

وأشارت إلى نهاية العنف بالعرض كانت  إما قتل الأبوين دون وعى أو الانتحار ليستريح الابن من حياته وينهى ما يقع عليه من عنف وينهى حياته التى يعيشها فى جحيم 
كذلك قد يكون ما وقع عليهم العنف يقومون بإسقاط  ويكونون نفس الأشخاص الذين تم  العنف من خلالهم عليهم وهذا ما سنلاحظه فى إسقاط الابن يحيى على الفتاة التى كانت معه والتى كان يعاملها نفس معاملة والده  لأمه  فيوضح العنف هنا أنه سلسه يجب إدراكها ووقفها حتى لا تصبح مستمرة عبر الأجيال