(جولة الفجر الرياضي).. فليك يرسخ بصمته ولا عزاء " للهجاصين "

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

نجح الألماني هانز فليك المدير الفني لفريق الكرة الأول بنادي برشلونة الاسباني في كسب رهانه الذي لطالما اعتمد عليه منذ تولي المسؤولية الفنية لتدريب البلوجرانا منذ بداية الموسم الجاري.

وخلال جولة الفجر الرياضي نأخذكم خلال السطور التالية لتوضيح كيف رسخ فليك بصمته ونجح في تلقين أنشيلوتي درسًا قاسيًا لا يُنسى.

أفكار فليك تنتصر رغم الأنتقادات

البداية كانت بتولي فليك المسؤولية خلفًا للاسباني تشافي هيرنانديز ومن هنا بدأت الجماهير تتوقع مسير البلوجرانا مع مدربهم الجديد منهم ما هو متفائل بعد النتائج التي قدمها مع العملاق البافاري بايرن ميونخ والبعض الآخر متخوف من تجربته الأخيرة مع المانشافت.

ومنذ توليه المهمة بدأ فليك في الأعتماد على افكاره التي كانت تعتمد على بناء مصيدة تسلل قوية والهجوم بخط الوسط والهجوم مع افتكاك الكرة من الخصم بعد فترة لا تتعدى الـ10 ثواني وهو ما جعل البعض يتخوف من حجم المخاطرة التي قد تؤدي لخسارة بعض المباريات.

وبالفعل تلقى فليك خسارته الأولى في الليجا على يد أوساسونا بنتيجة 4-2 وكذلك مُني بهزيمة أوروبية من موناكو بهدف مقابل هدفين وهو ما جعل الانتقادات تطوله لكن سرعان ما أثبت للجميع أنه قادر على ترسيخ أفكاره.

الفوز بالكلاسيكو الأول بنفس الأفكار 

 

جاءت ليلة الكلاسيكو الأولى بعد الفوز على العملاق البافاري بايرن ميونخ بنتيجة 4-1 في دوري أبطال أوروبا وسط تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان فليك سيقوم بتغيير خطته خوفًا من هروب فينيسيوس ومبابي من مصيدة التسلل وتسجيل الكثير من الأهداف.

لكن ما حدث كان مغاير تمامًا حيث نصب الألماني مصيدة التسلل لنجوم الملكي اثنتي عشر مرة كاملة خلال أطوار اللقاء وهو ما حد من خطورة ثنائي هجوم الملكي على الرغم من تسجيل الدولي الفرنسي كيليان مبابي هدفين قبل أن يتم الغاءهم بداعي التسلل.

وما كان من انشيلوتي لمجابهة تلك الطريقة التي تعتمد على الدفاع المتقدم وقوة وسط الملعب الكتالوني إلا أن يدفع بأربعة لاعبين في الوسط بوجود فالفيردي وتشواميني مع كامافينجا وبيلينجهام لكن الفجوة كانت واضحة بين ثنائي قلب الدفاع روديجر وميلياتو ولم تظهر أي خطورة للثنائي فاسكيز وميندي.

وعلى الرغم من سيطرة الريال في الشوط الأول إلا أن فليك قد نجح في قراءة المشهد جيدًا ودفع في بداية الشوط الثاني بالهولندي فرينكي دي يونج على حساب فيرمين لوبيز بجوار بيدري وكاسادو في محاولة لأخذ المبادرة وارباك قوام الملكي وهو ما نجح بالفعل.

حيث ظهر الثلاثي بخفة حركية كبيرة في الضغط وبناء الهجمات واستغلال الفجوة بين قلبي دفاع الملكي وهو ما سمح لثلاثي الهجوم ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا بالتحرك بين الخطوط وكسر مصيدة التسلل.

وبأقل عدد من التمريرات وجد فليك نفسه متقدم بهدف عن طريق ليفاندوفسكي بعد تمريرة ساحرة من كاسادو وبعدها بأقل من دقيقتين نجح البولندي في تسجيل ثنائيته الشخصية مستغلًا عرضية من اليخاندرو بالدي وسط ذهول جميع المتواجدين في سانتياجو بيرنابيو.

بعد تسجيل برشلونة لهدفين بدا انشيلوتي قليل الحيلة غير قادر على الأستعانة بدكة البدلاء التي تخلو من العناصر القادرة على صناعة الفارق وعلى الرغم من الزج بلوكا مودريتش على حساب تشواميني ظنًا من الايطالي بأن الأمير الكرواتي قادر على إحكام السيطرة والظفر بمعركة وسط الملعب ظل فليك على رهانه وتمسك به.

حيث نجح ثلاثي وسط ملعب برشلونة في الظهور بشكل مميز لتستمر مصيدة التسلل في الإيقاع بفينيسوس ومبابي الذي سجل فشل في تسجيل هدف تقليص الفارق بعد تمريرة سحرية من مودريتش ضرب بها دفاعات البلوجرانا لكنه وجد امامه حائط صد يسمى اينياكي بينيا.

ورغم محاولات الريال العديدة لتسجيل هدف حفظ ماء الوجه وجد اندريه لونين نفسه امام لامين يامال المنفرد بالمرمى يسكن الكرة بيمينه في الشباك وبعدها اختتم رافينيا الرباعية في ليلة لن تنتساها جماهير برشلونة.

من هنا نجد أن فليك على الرغم من صعوبة وقوة مباراتي البايرن والريال نجح في ترسيخ فكرته التي تتمثل في الضغط العالي واللعب على مصيدة التسلل ولم يغير من طريقته خشية السرعة الخاصة بمهاجمي الخصم.

ارقام من كلاسيكو الأرض

قبل مباراة الكلاسيكو نجح برشلونة في نصب مصيدة التسلل بنجاح امام منافسيه في 65 مناسبة وبنهاية اللقاء ارتفع العدد لـ77 مرة. 

ولإثبات العمل الذي قام به فليك مع برشلونة نجد أن الريال احتسب ضده خلال الجولات الـ10 الأولى من الليجا 12 تسلل وهو نفس العدد الذي تعرض له هجوم الملكي في الكلاسيكو أمام برشلونة منهم 8 مرات فقط في الشوط الأول.

مباراة الكلاسيكو كانت ستشهد معادلة الريال للرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية بلا خسارة في الليجا وهو الذي كان مسجلًا بإسم برشلونة بـ43 مباراة تحت قيادة مدربه السابق ارنستو فالفيردي قبل أن ينجح فليك في حماية الرقم المسجل بإسم رفقاء ليفاندوفسكي.