د.حماد عبدالله يكتب: الشفافيــة المفقـــودة …

مقالات الرأي

بوابة الفجر



أفة جديدة قديمة أصابت مجتمع المحروسة، وهى "عدم الشفافية" وأصبحت كلمة الشفافية عار على من يستخدمها.

فحينما تطلب الشفافية فى التصرفات الإدارية، وكأننا وجهنا "سبًا وقذفًا" فى حق المسئول !!.
فمن المفترض الثقة العمياء فى كل تصرفات المسئول !! وكأن الشفافية هى "تجريح" لكرامة سيادته!! وحينما نطلب الشفافية فى مناقصات عامة، أو محدودة، يكون الرد يعنى إيه؟؟  "إنته ما عندكش ثقة فينا " !؟ " وتواجه بأسئلة، إجابة على سؤالك عن الشفافية " وكأن المجتمع لا يجب عليه أن يعلم ماذا يحدث فى الإجتماعات المغلقة والتى تناقش أمرًا يهمه، بل ربما يهم مستقبله، أو يهم المصلحة العامة وهى مصلحة الأمة.

إن الشفافية أيها السادة هى حق دستورى للناس، إن الشفافية هى لغة الله على الأرض أمام عبيده من الناس!!.

إن الشفافية هى لغة العصر فى المجتمعات التى ترغب فى التقدم والإزدهار، وعدم الإلتفاف إلى "القيل والقال"!!.

 

إن الشفافية واجب مقدس على كل مسئول أمام من يتولى مسئولية إدارة مصالحهم،هى مسئولية أستاذ الجامعة أمام طلابه، وهى مسئولية القاضى أمام رعاياه، وهى مسئولية الوزير فى وزارته.
ومسئولية رئيس الدولة أمام شعبه !!
الشفافية فى اتخاذ قرار، ومعاييره، ومبرراته، أساس من أسس الحكم العادل فى المجتمع.وهى أهم أسس الحكم الرشيد !!

والسؤال الآن … هل توجد لدينا شفافية فيما نتناوله فى حياتنا اليومية ؟؟؟ 
سواء كان على مستوى المدرسة والجامعة إلى أعلى مستوى "الدولة".

هذا السؤال يحتاج إلى كثير من إعادة النظر فى إسلوب تناولنا لمبدأ الشفافية وفصلها عن الكرامة … فلا رابط بينهما على الإطلاق!.
الشفافية التى للأسف الشديد تحتل "مصر" فى تصنيفة الدول إلى رقم متأخر جدًا، وهذا دليل على "الفساد"، ودليل على أن لا أمل للنمو أو إستجلاب إستثمار مباشر للدولة، فى وقت نحتل مركز متأخر جدًا فى جدول الشفافية الدولية، فنحن نسبق "نيجيريا" فى هذا التصنيف للأسف الشديد، هل من مجيب ؟ أنا متأكد "لا" لايوجد إجابة من احد !!