إنتاج دقيق الكاسافا مشروع مصري هولندي على أرض المنوفية
يعتبر محصول الكاسافا من المحاصيل الهامة في معظم دول إفريقيا حيث يتم الاعتماد عليه في إنتاج الدقيق الذي يتم استهلاكه في تصنيع العديد من المخبوزات الأساسية، كذلك يستخدم نشا الكاسافا في مصانع الأغذية في صناعة المربات ومن خلال المشروع البحثى المصرى الهولندي بين جامعة مدينة السادات ممثلة في معهد الدراسات والبحوث البيئية وجامعة مستر للإدارة بهولندا والذي استمر لمدة أربعة سنوات تحت عنوان: "استخدام طرق الرى الحديثة لتوفير الأمن المائي والغذائي حيث تم تطبيق العمل على المحاصيل التصديرية الهامة التي تشارك بقوة في الدخل القومي وزيادة الصادرات المصرية منها البطاطس والفاصوليا الخضراء بالإضافة إلى زراعة محصول الكاسافا كأحد المحاصيل الجديدة ذات الفائدة الاقتصادية والصحية، كان لبوابة الفجر جولة فى مصنع الكسافا بجامعة السادات بالمنوفية.
فى البداية قالت الدكتورة شادن معاوية رئيس جامعة مدينة السادات بمحافظة المنوفية وجود خط انتاج دقيق من نبات الكسافا هي تجربة مصرية هولاندية ناجحة، مشروع رائد وواعد يستفاد منه الجميع والمثابرة والإصرار توصلنا إلى هذا الإنتاج الجيد.
مراحل انتاج دقيق الكسافا فى مصنع بجامعة السادات
كما أضافت الاستاذة الدكتورة عايدة محمد علام الباحث الرئيسي للمشروع أنه تم عن تجربة زراعة عُقل الكاسافا التي تم إستيرادها من نيجيريا في جنوب إفريقيا في مزرعة معهد الدراسات والبحوث البيئية بمدينة السادات لمدة ثلاثة أعوام متتالية، حتى تم أقلمة النبات بدرجة ۱۰۰% على الظروف البيئية من تربة ومناخ ونوع المياه في أرض المزرعة بمدينة السادات والتي تعتبر الظهير الصحراوى لمحافظة المنوفية ولا تحتاج الكاسافا للعناية الشديدة أثناء زراعتها حيث أنها تنجح في الأراضي الصحراوية ولا تحتاج لتسميد مكثف أو عناية مركزة وبعد نجاح الزراعة في مساحة فدان بدأنا بالتوسع في المساحة وبدأنا التفكير في الحصول على الدقيق من درنات المحصول.. وبدأ الحلم خطواته الأولى نحو التحقيق حيث تم تتبع مراحل تحضير الدقيق بداية من تقليع الدرنات وحتى الوصول للدقيق والنشا، وحيث أنه لا يوجد بمصرنا مثل هذه الماكينات ولا مصانع تجهيز دقيق الكاسافا، أتجهنا لتصنيع الماكينات، محليا ومن أجود أنواع الأسستيل.
تمر الدرنات ب ٦ خطوات فتم تصنيع الماكينات الستة التقشير ثم التقطيع ثم الفرم ثم الكبس والتجفيف والطحن.
كما أشارت الباحثة فى مشروع دقيق الكتسافا أنه تم تصميم نموذج لهذا المصنع Proto type واستغرقت المحاولات في التصنيع والتشغيل والتعديل مدة تقرب من السنة حتى تم الوصول للمراد وتحقيق الحلم وأصبح حقيقة، مضيفة أن الاهتمام بالمحصول الجديد الكاسافا نابع من أهمية منتجها من الدقيق والخالي من الجلوتين والذى يستخدم في حل مشكلة صحية هي حساسية الجلوتين عند بعض أفراد المجتمع وخاصة الأطفال وكبار السن.
الأهمية الاقتصادية لدقيق الكاسافا
كما أردفت عن أن الأهمية الاقتصادية لها دور كبير حيث يباع كيلو الدقيق بنحو ٥٠٠ إلى ۱۲۰۰ جنيها ويتم استيراده، مقارنة بدقيق القمح والذى لا يتعدى سعر الكيلو ل ٣٠ جنيها، ويمكن لدقيق الكاسافا تدعيم دقيق القمح بنسب مختلفة وإنتاج العديد من المخبوزات لهذه الفئة التي تعانى صحيا من الجلوتين حيث تم تصنيع العديد من المنتجات مثل البسكوتات والكوكيز والخبز والفطير بخلط دقيق القمح مع دقيق الكاسافا بنسب ٣٠ ٪و٥٠% أو استخدام الدقيق بنسبة ۱۰۰% دون إضافة دقيق القمح ومن خلال التجارب الناجحة التي توصل إليها أعضاء الفريق البحثى تم توقيع بروتوكول تعاون مع "الشركة المصرية السورية للصناعات الغذائية" وتم تفعيل البروتوكول وإمداد الشركة بكمية من دقيق الكاسافا لتصنيع أنواع البسكوتات المختلفة للأطفال ذوى الحساسية للجلوتين.
كذلك تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة " الدوار " بفروعها الثلاث ( تصنيع الماكينات والمعدات - تصنيع المخبوزات - توزيع المنتجات الغذائية ).
كما أكدت علام أن هذا الإنجاز خطوة هامة جدا لبلدنا الحبيب سواء من الناحية الاقتصادية للتقليل من استيراد القمح وطرح مثل هذه المنتجات الناتجة من خلط دقيق الكاسافا مع دقيق القمح، وكذلك من قدرتهم صحيا على استخدام منتجات دقيق القمح الناحية الصحية حل مشكلة حساسية الأطفال وكبار السن للجلوتين.
ويعتبر هذا العمل والوصول إلى النتائج المرضية هذه في جامعة مدينة السادات الأولى على مستوى الجامعات المصرية على نطاق نموذج مصنع متكامل وليس على النطاق البحثى المعملى.. ولكنه نطاق تطبيقى نطمه إن شاء الله في توسعته وتعميمه على مستوى محافظة المنوفية والنطاق الجغرافى المحيط كخدمة مجتمعية وتطبيقية للبحث العلمي المتميز بجامعة مدينة السادات بمعهد الدراسات والبحوث البيئية.