عاجل - مخاوف إسرائيل تتصاعد:.. هل تنتقم حركة حماس لـ يحيى السنوار بقتل الرهائن؟
بعد استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، خلال غارة إسرائيلية، تصاعدت المخاوف الإسرائيلية بشأن مصير الرهائن المحتجزين لدى حماس، وجاءت هذه المخاوف بعد تصريحات متعددة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أبدت قلقًا عميقًا من أن حماس قد تستخدم الرهائن كورقة ضغط للانتقام من اغتيال قائدها.
اغتيال السنوار وتداعياته على الوضع الميداني
استشهاد يحيى السنوار يشكل ضربة موجعة لحماس، التي لطالما اعتبرت قيادتها رمزًا للصمود والمقاومة، ويحيى السنوار لم يكن مجرد قائد سياسي؛ بل كان يمثل قلب الحركة العسكري والاستراتيجي، إذ لعب دورًا حاسمًا في بناء قوة حماس، وتحديد استراتيجياتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومن المحتمل أن يُنظر إلى استشهاده داخل الحركة على أنه تطور يستدعي رد فعل حاسم، سواء على الصعيد العسكري أو من خلال استخدام الرهائن.
هل تتخذ حماس خطوة غير مسبوقة؟
تعتبر إسرائيل أن حماس قد تقدم على خطوة تصعيدية من خلال قتل الرهائن، في حال استمرار الضغوط العسكرية والاغتيالات التي تستهدف قياداتها، ورغم أن هذه المخاوف قائمة، إلا أن حماس لم تصدر أي بيان رسمي يهدد بذلك بشكل مباشر، ولكن تصريحات سابقة لقادة في حماس أشارت إلى أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرت إسرائيل في عمليات الاغتيال والقصف على غزة.
موقف حماس في مواجهة الرهائن
حماس تمتلك تاريخًا في استخدام الرهائن كأداة ضغط على إسرائيل لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وأشهر تلك الحوادث كانت عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، والتي انتهت بصفقة "وفاء الأحرار" التي تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، وقد أظهرت هذه الصفقة قدرة حماس على استخدام الرهائن لتحقيق مكاسب كبيرة، مما يعزز من المخاوف الإسرائيلية الحالية.
إسرائيل في حالة استنفار
تعيش إسرائيل حالة من الاستنفار والترقب، مع تزايد القلق من أن حماس قد تقدم على اتخاذ خطوات انتقامية شديدة في الأيام المقبلة، ووسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مصادر عسكرية تعبيرها عن القلق البالغ من أن الحركة قد تستخدم الرهائن كوسيلة انتقامية في حال عدم وجود حل سريع للصراع المتصاعد. في المقابل، تتعالى أصوات داخل المجتمع الدولي تدعو لضبط النفس والتهدئة، خوفًا من تفاقم الأوضاع أكثر في قطاع غزة.
هل يُعد انتقام حماس خيارًا استراتيجيًا؟
ومن غير المرجح أن تقوم حماس بقتل الرهائن، لأسباب استراتيجية عدة:
- أولًا: الحركة تسعى إلى الحفاظ على تأييد الشارع الفلسطيني والعربي، الذي قد يتأثر سلبًا في حال اللجوء إلى قتل المدنيين.
- ثانيًا: الحركة تدرك أن قتل الرهائن قد يزيد من الضغوط الدولية ويؤدي إلى عمليات عسكرية أكبر من الجانب الإسرائيلي.
ويمكن لحماس أن تواصل استخدام الرهائن كوسيلة ضغط للحصول على تنازلات سياسية أو عسكرية، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة، والتصعيد العسكري والمواجهة المفتوحة ضد إسرائيل دائمًا ما كانت خيارًا لحماس، لكن مع وجود الرهائن، تمتلك الحركة ورقة تفاوضية قوية تجعلها قادرة على الحصول على مكاسب دون تصعيد كبير قد يكلفها خسائر فادحة.
حماس وتحدي الصمود بعد اغتيال قيادتها
يجب أن يُنظر إلى استشهاد يحيى السنوار في سياق أوسع من مجرد فقدان قائد، وحماس لطالما أظهرت قدرة على الاستمرار والمرونة في مواجهة اغتيالات قياداتها، وعملية اغتيال يحيى السنوار قد تدفع حماس إلى تعزيز صفوفها بقيادات جديدة تحمل الراية، وتواصل النهج الذي رسمه السنوار في مواجهة الاحتلال.
إسرائيل تدرك أن أي تصعيد قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع في غزة، ما قد يعرض حياة الرهائن للخطر، وهو السيناريو الذي ترغب تل أبيب في تجنبه بأي ثمن، وقد نشهد في الأيام المقبلة مساعي مكثفة لوقف التصعيد وإيجاد حلول دبلوماسية لتفادي الكارثة.