عاجل - محمد السنوار.. هل سيكون العقل المدبر الجديد لحماس خلفا لشقيقه الشهيد؟

عربي ودولي

يحيى السنوار وشقيقه
يحيى السنوار وشقيقه محمد

مع استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، أصبحت الأنظار متجهة نحو شقيقه الأصغر محمد السنوار، الذي يلعب دورًا محوريًا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، ويعتبر محمد السنوار من أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، ومن المرجح أن يصبح خليفة لشقيقه في قيادة الحركة، مما يضعه في صدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة الحرجة.

محمد السنوار.. العقل العسكري الصامت

محمد السنوار، المعروف بصمته الإعلامي وظهوره النادر، هو أحد قادة كتائب القسام الذين يشرفون على العمليات العسكرية في غزة، واشتهر بتطوير شبكة الأنفاق التي أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجية حماس العسكرية، وهذه الأنفاق التي صُممت للتحرك بحرية تحت الأرض والقيام بعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، لعبت دورًا حاسمًا في معارك حماس مع الاحتلال.

وفي ظل الظروف الحالية، يبدو أن محمد السنوار سيواصل نهج شقيقه في الصمود والمواجهة، معتمدًا على خبراته العسكرية العميقة وقيادته لكتائب القسام، ما يجعله واحدًا من أكثر الأسماء المحتملة لخلافة يحيى في قيادة الحركة.

المواقف المتشددة ومحاولات الاغتيال

تُعرف عائلة السنوار بمواقفها المتشددة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعكسه محمد السنوار في قيادته العسكرية، ولعب دورًا محوريًا في عملية أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط عام 2006، وهي العملية التي عززت موقعه داخل الحركة وأظهرت قدراته القيادية والتكتيكية.

مثل شقيقه، تعرض محمد السنوار للعديد من محاولات الاغتيال الإسرائيلية، كان آخرها في عام 2021، ما يعكس خطورته في أعين الاحتلال، ومع ذلك، نجح في النجاة من تلك المحاولات، مما زاد من هالته كقائد لا يمكن استهدافه بسهولة، وشكل عاملًا مهمًا في رفع معنويات المقاومة.

تحديات القيادة الجديدة

بوفاة يحيى السنوار، تواجه حركة حماس تحديات كبيرة، تتمثل في ضرورة الحفاظ على تماسكها العسكري والسياسي وسط التصعيد الإسرائيلي المستمر، ومحمد السنوار سيكون أمام مسؤولية كبيرة في توجيه الحركة والاستمرار في سياسة المقاومة، وخاصة مع الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة لوقف الأعمال العسكرية.

ويعتبر المجتمع الدولي شخصية محمد السنوار أقل قبولًا للمفاوضات مقارنة بشقيقه يحيى السنوار، حيث يُعرف بتبنيه نهجًا أكثر تشددًا في التعامل مع إسرائيل، وإذا تولى محمد السنوار القيادة، فقد يشكل ذلك عقبة كبيرة أمام أي محاولات مستقبلية للتفاوض مع إسرائيل.

الدور المستقبلي لمحمد السنوار

ومن المتوقع أن يلعب محمد السنوار دورًا حاسمًا في المرحلة المقبلة، سواء كقائد سياسي أو عسكري، وتاريخه في العمل العسكري ضمن كتائب القسام يجعل منه خيارًا قويًا لتولي قيادة الحركة، خاصة في ظل الظروف الأمنية المعقدة والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها حماس، كما أن ارتباطه الوثيق بشبكة الأنفاق يعزز من قدرته على مواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل، التي تعتبر هذه الشبكة أحد أبرز التحديات الأمنية.