عاجل- دماء السنوار تشعل الصراع: حماس تتوعد بالانتقام وملف الأسرى يزداد تعقيدًا
استشهاد يحيى السنوار، القائد البارز في حركة حماس، يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فالسنوار لم يكن مجرد قائد عسكري؛ بل كان رمزًا للمقاومة و"العقل المدبر" للعديد من العمليات الكبيرة.
مع رحيله، أعلنت حماس أنها لن تترك دمه يذهب هباء، متوعدة بالانتقام، في وقت يزداد فيه تعقيد ملف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
استشهاد السنوار: شرارة جديدة في الصراع
يحيى السنوار كان شخصية قيادية محورية في حماس، وقاد العديد من العمليات النوعية ضد إسرائيل. استشهاده يعد ضربة قاسية للحركة، ولكنه في الوقت ذاته يشعل شرارة جديدة من الغضب والانتقام، حماس أعلنت في أكثر من مناسبة أن دماء السنوار لن تمر دون رد، مما ينذر بتصعيد خطير في الميدان.
هذا الرد قد يأتي على شكل عمليات عسكرية واسعة النطاق أو هجمات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، وهو ما يعزز من احتمالات وقوع تصعيد كبير قد يمتد لفترات طويلة، مثل هذه الخطوات ستكون محاولة من حماس لإثبات قوتها وصمودها أمام الضربات الإسرائيلية، خاصة في ظل الرغبة في الانتقام لدماء قائدها.
تأثير رحيل السنوار على ملف الأسرى
إلى جانب الجانب العسكري، كان السنوار يلعب دورًا مهمًا في ملف الأسرى الفلسطينيين فهو قاد العديد من المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى، وكانت له قدرة كبيرة على المناورة والتفاوض مع إسرائيل في هذا الملف الحساس مع استشهاده، تزداد تعقيدات هذا الملف بشكل كبير.
إسرائيل لطالما رأت في السنوار خصمًا قويًا وقادرًا على إدارة المفاوضات بشكل يجعلها في موقف حرج، ومع غيابه، قد يتعقد مسار التفاوض أكثر من جهة أخرى، قد تجد القيادة الجديدة لحماس صعوبة في استئناف مفاوضات التبادل بنفس الديناميكية التي كان السنوار يديرها.
تعقيدات المفاوضات: ماذا سيحدث لملف الأسرى؟
حماس تمتلك العديد من الأسرى الإسرائيليين، الذين تعتبرهم أوراق ضغط رئيسية في مفاوضاتها مع إسرائيل ومع تصاعد التوتر بعد استشهاد السنوار، قد تصبح هذه الأوراق أكثر حساسية، حيث من المرجح أن تتخذ الحركة موقفًا أكثر صرامة في المفاوضات القادمة.
إسرائيل، من جانبها، قد تتجه نحو تشديد مواقفها أيضًا، في ظل الضغوط الداخلية والسياسية التي تواجهها أي محاولة للتهدئة أو تقديم تنازلات في هذا الملف قد تعتبرها القيادة الإسرائيلية ضعفا في مواجهة حماس، وهو ما يعقد فرص التوصل إلى اتفاقات جديدة بشأن تبادل الأسرى.
سيناريوهات الرد: التصعيد أم المفاوضات؟
بينما تلوح حماس بالانتقام لاستشهاد السنوار، يبقى السؤال الأهم: هل سنشهد تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق أم محاولات للتهدئة؟ الرد المتوقع من حماس قد يتخذ عدة أشكال، بدءًا من العمليات العسكرية المباشرة ضد أهداف إسرائيلية، وصولًا إلى تكثيف الهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية.
في المقابل، قد يكون لدى بعض الأطراف داخل حماس خيار اللجوء إلى الدبلوماسية والتفاوض، سعيًا لتجنب المزيد من الخسائر والدمار. لكن مع رحيل السنوار، الشخصية التي كانت توازن بين الخطابين العسكري والسياسي، قد تصبح هذه الخيارات محدودة.
التداعيات الإقليمية والدولية
استشهاد يحيى السنوار لا يؤثر فقط على الصراع بين حماس وإسرائيل، بل يمتد تأثيره إلى الساحة الإقليمية والدولية. الدول الداعمة لحماس، مثل إيران وقطر، قد تعزز دعمها للحركة في هذه المرحلة الحرجة، بينما قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة ضغوط دولية لوقف التصعيد أو تقديم حلول سياسية.
على الصعيد الدولي، قد تؤدي هذه التطورات إلى تدخل أطراف دولية وإقليمية للضغط على الطرفين من أجل التهدئة، لكن مع تصاعد نبرة الانتقام لدى حماس، واستمرار الهجمات الإسرائيلية، يبدو أن التوصل إلى حل سياسي قد يكون بعيد المنال في الوقت الراهن.
مستقبل الصراع بعد السنوار
رحيل يحيى السنوار يمثل منعطفًا حاسمًا في تاريخ حماس والصراع مع إسرائيل دماؤه قد تشعل مرحلة جديدة من التصعيد والمواجهة، في وقت يزداد فيه تعقيد ملف الأسرى والمفاوضات، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل حماس مع هذا الفراغ القيادي الكبير؟ وهل ستتمكن من تحقيق انتقامها في ظل الضغوط الداخلية والخارجية؟ أم أن الصراع سيأخذ مسارات جديدة تؤدي إلى مزيد من التصعيد؟