د.حماد عبدالله يكتب: النصب بكلمة "مبروك " !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



يفاجئك تليفونك المحمول بصوت قادم من بعيد وعادة مايكون الصوت نسائى يحمل رنين الفرح والبهجة بخبر يحمله إليك – بادئا بكلمة مبروك – وقع الإختيار على شخصكم الكريم لنيل جهاز (دوكودر ) مجاناَ – أو نيلكم عضوية نادى أو إشتراك فى أحد الفنادق الخمس نجوم لكى تحصل على نسبة خصم أو إختياركم للقيام برحلة لمدة ليلتين وثلاث أيام وتذاكر ذهاب وإياب إلى إحدى منتجعات المحروسة مع رفيق تختاره سيادتك ! 
وفور قبولك هذا العرض – موافقتك على الهدية وإستحسانك للمكالمة الطيبة – ونسيانك بأن تسأل من أين أتوا برقم موبايلك – ولماذا إختارو شخصكم الكريم.. بمجرد قبولك للدعوة – تبدأ شباك المصيدة – بأن يحدد عنوانك – وإسمك ورقم حسابك لوكنت تمتلك ( كارد إئتمان ) فيزا أو ماستر – وهم يفضلون أصحاب الكروت البلاستيكية ومن ثم – يحدد لك موعد أنت وحرمكم المصون – فى حالة الدعوة لرحلة – لزيارة مكتب العلاقات العامة لمن أتصلوا بك !! 
وهناك سوف يعرض عليك الإشتراك فى تايم شير أو شراء وحدة تحت الإنشاء فى منتجع ومع تقديم السخن والبارد وبعض ( الباتيهات أو البتى فور ) – تسحب قدميك وأصابعك ! لتوقع إستمارة أو مايسمى ( أبلكيشن ) ! ومع حرمك – تحدد المساحة أو النوعية من الإشتراكات المتعددة الأوجة – ويؤخذ رقم الفيزا – وكل شىء سهل وسوف يتم بالراحة – ( مثل شكة الدبوس ) !!وياويلك حينما توافق على كل هذه الإغراءات ففى اليوم التالى يتم خصم المبالغ المفروضة من حسابك فقط برقم الكارت المنقول دون توقيع واضح منك ودون موافقة كتابية على أن يتم الخصم – وهكذا ببساطة – وتصبح أنت الساعى دائماَ للسؤال متى يأتى دورك فى السفر أو دورك فى الحجز – شىء من النصب الحديث – وحينما تسعى لإسترداد نقودك – كل سنة وحضرتك وحرمكم المصون طيبون – وتعيشوا وتأخذوا غيرها !! 
وفى موجة جديدة هذه الأيام مع أنتشار شبكات الفضائيات وإحتكار إذاعة الماتشات العالمية والإقليمية – ونشاط قسم البيع فى تلك الفضائيات نسمع عن كلمة مبروك- "دوكودر "مجاناَ – ويأتيك شاب حاملاَ الدوكودر ويوقعك على ورقة بالإستلام – وسرعان مايتم الخصم من حسابك ويتم ذلك شهرياَ – دون مراجعتك أو سؤالك هل إستخدمت الدوكودر أم لا – المهم أن الخصم يتم شهرياَ.."الخصم أيضًا حصريًا".
ولعل ماتم معى شخصياَ – أننى وقعت فى نفس المأزق مع أكبر شركة فضائيات تعمل فى العالم العربى ومصر – وإذا بكل أسبوع يأتينى الصوت الرخيم مبروك – إختارناك    لتفوز "بدوكودر" مجاناَ أى أعفاء من مبلغ مائتين وخمسون جنيهاَ تأمين الجهاز – وكالعادة ولأننى أحب هذه الشبكة – أشكر المتحدثة أو المتحدث – ويأتى لمكتبى حامل "الدوكودر" ويتركه فى المكتب وهكذا حتى تكون عندى أكثر من خمسة 
"دوكودر" فى شهر واحد – وأصبحت أسأل الموظفين هل أحد محتاج لهذه الخدمة الفضائية وبالقطع قبل البعض – وإذا بكشف حسابى منذ أكثر من عام يخصم منه شهرياَ فوق الألفى جنيهاَ بواقع 400 جنيهاَ عن كل "دوكودر" هدية.
ألف مبروك جالك ولد.. شىء من الوهم !!  
  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد