كيف تكبَّد الجيش الإسرائيلي هذا الحدمن الخسائر على أيادي حزب الله في هجوم واحد؟
في تحول دراماتيكي للصراع القائم بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، شهدت يوم الأحد 13 أكتوبر 2024، أكبر خسارة بشرية للجيش الإسرائيلي في هجوم واحد منذ بداية حرب غزة. حيث أسفر الهجوم الذي نفذته طائرة مسيرة انتحارية عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة عسكرية جنوب مدينة حيفا، مما يعكس تصاعد حدة التوترات بين الطرفين.
خلفية التصعيد العسكري
تبدأ القصة منذ الثامن من أكتوبر 2023، حين بدأ تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. هذا التصعيد سرعان ما تحول إلى عمليات عسكرية برية داخل الأراضي اللبنانية، حيث قام الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية مكثفة، مستهدفًا مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد اعتبر الهجوم الأخير بمثابة رد قوي من حزب الله على العمليات الإسرائيلية المتزايدة.
الاستراتيجية العسكرية لحزب الله
في بيان رسمي، أعلن حزب الله أن الهجوم على حيفا كان "عملية نوعية ومركبة". حيث استهدفت الجماعة المسلحة عدة أهداف بواسطة "عشرات الصواريخ" في مناطق نهاريا وعكا، بهدف تشتيت انتباه الدفاعات الجوية الإسرائيلية. بالتزامن، أطلقت مجموعة من الطائرات المسيرة، والتي تم استخدامها للمرة الأولى، مستهدفةً معسكر تدريب لواء غولاني في منطقة بنيامينا، جنوب حيفا.
الخسائر والتداعيات
حسب فرانس 24، أدت الهجمات إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة سبعة آخرين بجروح خطيرة. وقد جاء هذا الهجوم بعد يومين من دخول طائرتين مسيرتين إسرائيليتين إلى الأراضي المحتلة قادمتين من لبنان، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين. وأعلن حزب الله أن هذا الهجوم هو رد على الاعتداءات الإسرائيلية، خاصةً على المناطق المدنية في بيروت والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا على الأقل.
التوترات المتزايدة
شهدت الأشهر الماضية تصاعدًا في التوتر بين حزب الله وإسرائيل، حيث تجاوزت الخسائر البشرية من الجانبين الأعداد المعروفة، مع مقتل نحو 1300 شخص في لبنان منذ بدء التصعيد في 23 سبتمبر. واستمر القصف المتبادل عبر الحدود، مما أثر بشكل كبير على الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة.
يمثل الهجوم الذي نفذه حزب الله على قاعدة عسكرية إسرائيلية تحولًا مهمًا في سير العمليات العسكرية بين الطرفين. ومع استمرار الضغوط والتوترات، يبقى الوضع الأمني في المنطقة مهددًا بمزيد من التصعيد. تسعى الأطراف المختلفة إلى تحقيق أهدافها، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويشدد على الحاجة إلى حلول سياسية دائمة.