كل ما تريد معرفته عن نظام ثاد الدفاعية
نظام الدفاع الجوي "ثاد".. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما كشفت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم نظام الدفاع الجوي "ثاد" من أجل الدفاع عن إسرائيل.
نظام الدفاع الجوي "ثاد"
يعد نظام "ثاد" (THAAD)، أو نظام الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية ضد الصواريخ الباليستية (Terminal High Altitude Area Defense)، أحد أكثر الأنظمة الدفاعية فعالية في التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. طورته شركة "لوكهيد مارتن" لصالح الجيش الأمريكي، ويهدف هذا النظام إلى حماية المناطق الاستراتيجية والمدنية من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الهجمات المحتملة على نطاقات واسعة.
مكونات نظام "ثاد"
يتكون نظام "ثاد" من عدة أجزاء رئيسية تعمل معًا بشكل متكامل لتوفير حماية دفاعية قوية:
1. الصواريخ الاعتراضية: هذه الصواريخ مصممة لتدمير الصواريخ الباليستية في الجو عبر "الاصطدام المباشر"، حيث يعتمد النظام على تدمير الهدف من خلال الطاقة الحركية، دون الحاجة إلى استخدام رأس حربي متفجر.
2. رادار الكشف AN/TPY-2: هو رادار قوي قادر على اكتشاف الصواريخ الباليستية وتتبعها منذ لحظة إطلاقها وحتى قرب دخولها المجال الجوي للمنطقة المستهدفة.
3. نظام التحكم والقيادة: وهو عبارة عن شبكة من أجهزة التحكم والاتصالات التي تربط الوحدات ببعضها البعض، وتسمح بتوجيه الصواريخ بدقة نحو أهدافها.
4. نظام الإطلاق: يتم تركيب منصات الإطلاق على عربات متحركة، مما يتيح سهولة نقل النظام إلى مواقع مختلفة وفق الحاجة.
آلية عمل النظام
عندما يتم رصد إطلاق صاروخ باليستي، يقوم الرادار بتعقب مساره وتحليله لتحديد الوجهة المستهدفة. يتم إرسال هذه البيانات إلى نظام التحكم الذي يقوم بتقييم مدى الخطر واتخاذ قرار حول اعتراض الصاروخ. إذا كان الصاروخ يهدد منطقة مأهولة أو موقعًا استراتيجيًا، يتم إطلاق صواريخ "ثاد" الاعتراضية من المنصات المتحركة لتدمير الصاروخ الباليستي خارج الغلاف الجوي أو في مراحله الأخيرة من الهبوط.
مميزات نظام "ثاد"
1. الدقة العالية: يعتمد "ثاد" على مبدأ "القتل الصادم" (hit-to-kill)، حيث يقوم بتدمير الصواريخ المهاجمة عن طريق الاصطدام المباشر، ما يجعله دقيقًا وفعالًا في التصدي للتهديدات الباليستية.
2. التغطية الشاملة: يوفر النظام حماية شاملة على نطاق واسع، مما يجعله مناسبًا لحماية المدن الكبرى والمواقع الاستراتيجية.
3. قابلية النقل: المنصات المتحركة تجعل النظام قابلًا للنشر في مواقع مختلفة، وهو ما يمنحه مرونة عالية في العمل.
4. قدرة على التصدي لتهديدات متعددة: يستطيع النظام التعامل مع عدة تهديدات صاروخية في وقت واحد، مما يجعله مناسبًا لمواجهة الهجمات الصاروخية المركزة.
التحديات والانتقادات
على الرغم من فعاليته، يواجه نظام "ثاد" بعض التحديات. من بين هذه التحديات التكلفة العالية للتشغيل والصيانة، والتي تجعل من الصعب على بعض الدول اقتناءه. كما أن قدرته على التصدي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات ليست مؤكدة تمامًا، حيث صُمم أساسًا للتعامل مع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
انتشار نظام "ثاد" عالميًا
تم نشر نظام "ثاد" في عدة مناطق حول العالم كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الصاروخية. على سبيل المثال، نُشر النظام في كوريا الجنوبية في عام 2017 لمواجهة التهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية، كما تم نشره في بعض دول الخليج لتعزيز القدرات الدفاعية ضد إيران. مؤخرًا، أُعلن عن نشر النظام في إسرائيل لتحسين قدراتها الدفاعية وسط توترات إقليمية متزايدة.
في النهاية نظام "ثاد" يمثل جزءًا أساسيًا من منظومة الدفاع الصاروخي الحديثة، حيث يساهم في حماية الدول والمناطق الحيوية من التهديدات الصاروخية الباليستية. بفضل تكنولوجيته المتقدمة وقدرته على اعتراض الصواريخ في مراحلها النهائية، أصبح "ثاد" أحد الركائز الدفاعية الأساسية في العديد من مناطق النزاع حول العالم.