بعد استخراج جثته من تحت الأنقاض.. من هو الجنرال الإيراني عباس نيلفروشان؟
في خطوة تثير العديد من التساؤلات حول الأبعاد الأمنية والسياسية في المنطقة، أعلنت إيران عن العثور على جثة الجنرال عباس نيلفروشان، نائب قائد عمليات الحرس الثوري، بعد مرور 14 يومًا على اغتياله في غارات جوية إسرائيلية استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
حيث كان نيلفروشان، الذي يُعتبر شخصية محورية في الهيكل العسكري الإيراني، حاضرًا في اجتماع مع أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، عندما استهدفت الغارات الموقع.
تفاصيل عملية العثور على الجثة
حسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن اكتشاف جثة نيلفروشان في مكان الغارة.
وأكد الحرس أنه يقوم حاليًا بإجراءات نقل الجثة إلى إيران، مع وعد بتحديد موعد تشييعها في وقت لاحق، هذا الإعلان أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية استخراج الجثة، خاصة في ظل تأكيدات من نواب ومسؤولين في حزب الله بأن الغارات الإسرائيلية المكثفة قد أعاقت وصول فرق الإنقاذ إلى المنطقة.
ولا يزال مصير هاشم صفي الدين، خليفة نصر الله ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله، مجهولًا بعد أن تعرض موقعه أيضًا لهجوم إسرائيلي قبل أكثر من أسبوع.
الضغوط العسكرية الإسرائيلية
تجدر الإشارة إلى أن الغارات الإسرائيلية، التي وقعت في 27 سبتمبر الماضي، كانت قاسية وتركزت على قيادة الحزب في حارة حريك، باستخدام قنابل زنتها تجاوزت 80 طنًا، هذه الهجمات أسفرت عن مقتل نيلفروشان وعدد من القيادات الأخرى.
ويعتبر تصعيد الهجمات الإسرائيلية جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف العناصر الرئيسية في حزب الله، مما يزيد من حدة التوترات الأمنية في المنطقة ويضعف قدرة الحزب على الحفاظ على استقراره.
نبذة عن عباس نيلفروشان
وعباس نيلفروشان، الذي وُلد عام 1967 في مدينة أصفهان الإيرانية، كان يُعرف بلقب "الجنرال الهادئ" نظرًا لاستراتيجيته المدروسة والتي ساهمت في تعزيز نفوذ الحرس الثوري الإيراني في الخارج، خاصة في لبنان وسوريا.
وعلى مدار مسيرته العسكرية، تدرج نيلفروشان في العديد من المناصب، حيث شغل منصب نائب قائد عمليات القوات البرية في الحرس الثوري منذ عام 2019، خلفًا للجنرال محمد رضا زاهدي الذي لقي حتفه في ضربة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي.
وكان لنيلفروشان دور بارز في تطوير العلاقات العسكرية بين إيران وحزب الله، حيث ساهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين خلال السنوات الماضية.
وتم اعتباره جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الإيرانية للتأثير في الشأن اللبناني، مما جعله هدفًا بارزًا للعمليات الإسرائيلية.
وخلال فترة تواجده في لبنان، كان نيلفروشان حاضرًا في العديد من الاجتماعات الحساسة مع قيادات الحزب، مما أثار جدلًا واسعًا حول تداعيات وجوده هناك، خاصة في ظل تصاعد عمليات الاغتيال التي طالت قيادات الحزب.
حيث اعتبر العديد من المحللين أن تواجده كان يشير إلى دور متزايد لطهران في دعم العمليات العسكرية لحزب الله ضد التهديدات الخارجية.
الجدير بالذكر أن مقتل الجنرال نيلفروشان يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، ويعكس المخاطر الكبيرة التي تواجهها القيادات العسكرية في المنطقة.