البابا فرانسيس ينتقد الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان: "أفعال غير أخلاقية"
وصف البابا فرانسيس الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة ولبنان بأنها "غير أخلاقية" وغير متناسبة، في تعليق حاسم على الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، مما يعكس موقف الفاتيكان من التصعيد العسكري في المنطقة.
جاء ذلك خلال زيارته إلى بلجيكا، حيث استغل البابا المناسبة للتعبير عن استيائه تجاه الهيمنة العسكرية المتزايدة التي تتجاوز، وفق تعبيره، قواعد الحرب.
انتقادات لأخلاقيات الحرب
خلال تصريحاته التي نقلتها وكالة "أسوشيتد برس"، أكد البابا فرانسيس أن ما يحدث يتعدى الأخلاقيات التي يجب أن تُراعى حتى في ظروف الحرب.
وأوضح أنه بينما قد تكون الحروب نفسها غير أخلاقية في طبيعتها، فإن هناك قواعد أساسية تحدد الحد الأدنى من الالتزام بالقيم الإنسانية. عندما يتجاوز أي طرف هذه القواعد، يصبح ما يفعله غير أخلاقي تمامًا.
ورغم أن البابا فرانسيس لم يذكر إسرائيل بالاسم بشكل مباشر، فإن السياق الذي جاءت فيه تصريحاته يشير بوضوح إلى الانتقادات الموجهة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وقطاع غزة.
وقال البابا إن الدفاع يجب أن يكون دائمًا متناسبًا مع الهجوم، موضحًا أن تجاوز هذا المبدأ يؤدي إلى هيمنة عسكرية تفوق حدود الأخلاق.
البحث عن التوازن في التصريحات
في محاولة للحفاظ على التوازن في خطابه، لم يستهدف البابا دولة معينة، بل تحدث عن مبدأ عام ينطبق على جميع الأطراف المشاركة في النزاعات.
وأشار إلى أن الدولة التي تتجاوز حدود الدفاع المشروع إلى هجمات غير متناسبة تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه الإنسانية. هذا الموقف يعكس مواقف الفاتيكان التقليدية التي تدعو دائمًا إلى ضبط النفس والالتزام بالقواعد الدولية والإنسانية في الصراعات.
الهجمات الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان
جاءت تعليقات البابا فرانسيس بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي على قطاع غزة، وتوسعت لاحقًا لتشمل جنوب لبنان.
استهدفت هذه الهجمات مواقع تعتبرها إسرائيل تهديدات مباشرة لأمنها القومي، بما في ذلك مواقع تابعة لحزب الله في لبنان، ومن بين الشخصيات التي تم استهدافها أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الله، حسن نصر الله.
الهجمات أثارت ردود فعل دولية واسعة، بما في ذلك دعوات من الأمم المتحدة وبعض الحكومات الغربية لوقف التصعيد.
لكن التصريحات الأبرز جاءت من البابا فرانسيس، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى سكان غزة المتضررين من النزاع.
الدعوة إلى السلام وإيصال المساعدات
في إطار جهوده المستمرة لنشر السلام، أكد البابا فرانسيس على أهمية وقف العنف بأسرع وقت ممكن لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمعاناة.
وأوضح أن الفاتيكان يبذل جهودًا حثيثة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في غزة، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
و شدد البابا فرانسيس أيضًا على أهمية دعم الكنيسة الكاثوليكية للرعية في غزة، حيث أشار إلى أنه يتصل بهم يوميًا للاطمئنان على أحوالهم. هذه المبادرة تعكس التزام الفاتيكان بالدور الإنساني والديني في تقديم الدعم الروحي والمادي لمن يحتاجونه في مناطق النزاعات.