حسن نصر الله وحزب الله.. تاريخ المواجهة مع إسرائيل
في عام 1992، تولى حسن نصر الله أمانة حزب الله في لبنان خلفًا لعباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل في نفس العام، ومنذ ذلك التاريخ، بدأ نصر الله، الذي يعتبر العدو اللدود لإسرائيل، في مواجهة بلا هوادة مع هذا العدو.
نستعرض مسيرة حسن نصر الله وحزب الله منذ توليه القيادة، وكيف شكلت هذه الفترة مرحلة حاسمة في الصراع اللبناني الإسرائيلي.
بداية المواجهة
بدأت المواجهة الأولى بين نصر الله وإسرائيل في 11 إبريل 1996، عندما أطلق حزب الله الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية.
وقد أدت هذه الأحداث إلى تصعيد المناوشات بين الطرفين، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، إلى شن هجوم جديد على لبنان عُرف باسم "عناقيد الغضب".
خلال هذا الهجوم، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي معاقل حزب الله، مما أدى إلى ضغط دولي على كلا الطرفين. في 26 إبريل 1996، تم تقديم مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في تل أبيب وبيروت، حيث اتفق الطرفان على عدم استهداف المدنيين، وأُنشئت "مجموعة مراقبة" تضم كل من إسرائيل ولبنان وسوريا والولايات المتحدة وفرنسا لضمان الالتزام بشروط الاتفاق.
مثل ذلك اليوم انتصارًا لحزب الله، حيث حصل على اعتراف دولي للمرة الأولى.
الانسحاب الإسرائيلي من لبنان
شهد شهر مايو 2000 انتصارًا آخر لحزب الله. قبيل هذا التاريخ بعام، تم انتخاب إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي من حزب العمل، الذي وعد بسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان بعد خسارته 256 جنديًا بين عامي 1985 و2000، وبالفعل، سحبت إسرائيل قواتها من لبنان بشكل أحادي، مما اعتبره حزب الله انتصارًا كبيرًا.
هذا الانسحاب لم يكن مجرد تغير في الوضع العسكري، بل شكل نقطة تحول في استراتيجيات حزب الله وزيادة شعبيته بين اللبنانيين والعرب، حيث أصبح يُنظر إليه كقوة قادرة على مواجهة الاحتلال.
حرب 2006: نصر استراتيجي تاريخي
في 12 يوليو 2006، بدأت حرب استمرت 33 يومًا. اندلعت الأحداث عندما قام حزب الله بخطف جنديين إسرائيليين خلال دورية حدودية، مما دفع إسرائيل إلى رد فعل كبير أعلنت عنه، حيث اعتبرت ذلك إهانة غير مقبولة.
أطلقت إسرائيل هجومًا عسكريًا واسعًا على لبنان، هدفه استعادة هيبتها.
على الرغم من التفوق التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي، تمكن حزب الله من التصدي للهجوم، وأظهر أن القدرة العسكرية ليست دائمًا كفيلة بتحقيق النصر.
كانت نتائج الحرب بمثابة نصر استراتيجي تاريخي لحزب الله، حيث تمكن من الحفاظ على قوته ومكانته في الساحة السياسية اللبنانية.
اغتيالات القادة
توالت الأحداث المؤلمة لحزب الله، حيث شهدت السنوات التالية اغتيالات لعدد من قادته.
في 12 فبراير 2008، انفجرت سيارة عماد مغنية، العقل المدبر للعمليات السرية لحزب الله، في هجوم بدمشق، ونُسب هذا الهجوم إلى الموساد الإسرائيلي.
تلت ذلك اغتيالات أخرى، مثل مقتل حسن اللقيس، رئيس قسم اللوجستيات العسكرية، في ديسمبر 2013.
الاغتيالات لم توقف مسيرة حزب الله، بل زادت من تصميمه على المقاومة.
ورغم تلك الضغوط، استطاع نصر الله أن يظل شخصية مركزية في المقاومة ضد إسرائيل.
الدعم لحماس
في 3 نوفمبر 2023، ألقى حسن نصر الله خطابًا لحزب الله بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث جدد دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن، رغم الدعم الواضح، امتنع عن الدعوة إلى حرب شاملة ضد إسرائيل، مما يشير إلى تغييرات استراتيجية في طريقة التعامل مع الأحداث.
منذ ذلك الحين، اعتمدت إسرائيل سياسة الاغتيالات ضد قيادات حزب الله، حيث اغتالت 11 قائدًا من الحزب، مما زاد من التوترات في المنطقة.