مقتل قائد فيلق القدس في لبنان بضربات الضاحية الجنوبية.. من هو عباس نيلفروشان؟

تقارير وحوارات

عباس نيلفروشان قائد
عباس نيلفروشان قائد فيلق القدس في لبنان

في تطور لافت للأحداث في المنطقة، أكدت صحيفة "كيهان" الإيرانية، المعروفة بقربها من المرشد الأعلى علي خامنئي، مقتل العميد عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في لبنان. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة جوية استهدفت مقر قيادة حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، ما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

الهجوم، الذي وقع مساء الجمعة، استهدف مقرًا للحزب يقع وسط منطقة سكنية، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل خارقة للتحصينات لتدمير الموقع.

العميد عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس في لبنان، هو أحد كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني، ويتمتع بخبرة طويلة في الشؤون العسكرية والاستخباراتية المرتبطة بالعمليات الخارجية لإيران. وفيما يلي بعض التفاصيل الإضافية حول نيلفروشان ودوره في لبنان والمنطقة:

التدرج العسكري والخبرة القتالية:

قبل أن يصبح قائدًا لفيلق القدس في لبنان، شغل نيلفروشان مناصب عسكرية متعددة داخل الحرس الثوري الإيراني، مما منحه خبرة واسعة في مختلف الساحات، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن.

عمل عن كثب مع القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية والاستخباراتية التي هدفت إلى توسيع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة من خلال دعم الجماعات المسلحة الحليفة لإيران مثل حزب الله.

 

الدور في لبنان:

يتولى نيلفروشان الإشراف المباشر على العمليات الإيرانية في لبنان، حيث يُعتبر قائدًا مهمًا في تعزيز قدرات حزب الله، سواء من خلال تقديم الدعم العسكري أو اللوجستي أو التدريب.

يلعب دورًا استراتيجيًا في التنسيق مع حزب الله لتطوير ترسانة الصواريخ وتحسين البنية التحتية العسكرية للحزب، مما يساهم في تعاظم قدرة الحزب على مواجهة إسرائيل وتحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، يُعزى إليه دور كبير في تنفيذ عمليات تجسس واستخباراتية ضد أهداف إسرائيلية ودولية في المنطقة.

 

العلاقة مع حزب الله:

يعمل نيلفروشان بشكل وثيق مع قادة حزب الله في لبنان، خاصة مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله. يُشرف على التنسيق بين الحزب والحرس الثوري، ويساهم في توجيه العمليات الميدانية التي تعزز من قوة الحزب وموقفه العسكري والسياسي في لبنان.

يُعتبر مهندس العديد من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تأمين الدعم الإيراني المستمر لحزب الله، بما في ذلك تهريب الأسلحة والعتاد عبر الحدود السورية واللبنانية، والتي تمثل جزءًا أساسيًا من شبكة الدعم الإيرانية في المنطقة.

 

نشاطات في سوريا:

كان لنيلفروشان دور بارز في الحرب الأهلية السورية، حيث شارك في قيادة العمليات العسكرية التي دعمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ساهم بشكل مباشر في الإشراف على الميليشيات الإيرانية والجماعات الحليفة في سوريا، وقاد معارك متعددة ضد قوات المعارضة السورية وتنظيم "داعش".

خلال وجوده في سوريا، ساعد نيلفروشان في إنشاء قنوات إمداد لقوات فيلق القدس وحزب الله، وضمان استمرار تدفق الدعم اللوجستي والعسكري بين إيران وسوريا ولبنان.

 

مواجهة إسرائيل:

نيلفروشان هو جزء من الإستراتيجية الإيرانية التي تركز على دعم محور المقاومة ضد إسرائيل. وتحت قيادته، يسعى فيلق القدس إلى تعزيز تواجد إيران وحلفائها على الحدود الشمالية لإسرائيل، مما يزيد من قدرة إيران على تهديد المصالح الإسرائيلية وخلق ضغط دائم على الدولة العبرية.

كان له دور في تنظيم وتوجيه الهجمات المتعددة التي نُسبت إلى فيلق القدس أو وكلائه، بما في ذلك العمليات التخريبية والاستهداف الصاروخي.

 

العميد عباس نيلفروشان يمثل جزءًا مهمًا من المنظومة الإيرانية العسكرية التي تعمل على توسيع نفوذ طهران في الشرق الأوسط، وتعزيز التحالفات مع القوى غير الحكومية كحزب الله، بهدف خلق توازن قوى جديد في المنطقة ضد خصوم إيران، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.