موقف دبلوماسي مباشر تجاه رئيس وزراء الاحتلال
عاجل ـ انسحاب عربي غير مسبوق من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب كلمة نتنياهو
بمجرد دخوله غادر عدد من الوفود الدبلوماسية قاعة الأمم المتحدة مع بدء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وقد جاءت هذه الخطوة في إطار رفض الدول العربية والأطراف المؤيدة للسلام للإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال، والتي اعتبروها تمثل اعتداءً على حقوق الإنسان.
ماذا قال نتنياهو؟
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم إسرائيل القوي على التصدي للتهديدات الإيرانية، مشيرًا إلى أن بلاده قادرة على الوصول إلى أي نقطة في إيران. وأكد نتنياهو بقوله: "إذا ضربتمونا، سنضربكم"، مما يعكس الاستعداد العسكري والردع الإسرائيلي.
دعا نتنياهو مجلس الأمن الدولي إلى إعادة فرض العقوبات على إيران، مؤكدًا أن ذلك ضروري لضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية. وأوضح أنه من مسؤولية إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد تنظيمات وصفها بأنها تنظم الحروب بدعم إيراني، مشددًا على أن بلاده ليست فقط تدافع عن نفسها بل أيضًا تحمي حلفاءها من عدو مشترك يسعى إلى تدمير أسلوب حياتهم عبر العنف والإرهاب.
وأضاف نتنياهو أنه كان غير متوقع حضوره في هذا العام بسبب الحالة التي تعيشها إسرائيل، حيث تواجه تحديات حادة في سياق حرب مستمرة، لكنه قرر التوجه إلى الأمم المتحدة لتصحيح الأمور. وأشار إلى أن الاتفاق على التطبيع مع السعودية كان قريبًا قبل الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتوقف عن جهودها حتى تحرير آخر رهينة في غزة.
في سياق الحرب الدائرة، أشار نتنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن من قتل أو أسر أكثر من نصف مقاتلي حماس، ودمر 90% من صواريخها، محذرًا من أن استمرار حماس في السلطة سيؤدي إلى إعادة تسليحها وتهديدها لأمن إسرائيل. كما أبدى استعداده لدعم إدارة مدنية محلية في غزة تلتزم بالتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن الحرب يمكن أن تنتهي فقط إذا استسلمت حماس وأطلقت سراح الرهائن.
رسائل صارمة لحزب الله
ولم يفت نتنياهو أن يوجه رسائل صارمة لحزب الله، حيث صرح بأن صبر إسرائيل قد نفد، مُشددًا على أنه لن يهدأ لهم بال حتى يعود المواطنون الإسرائيليون إلى منازلهم بأمان. وفي سياق تعزيز العلاقات، أكد على ضرورة إبرام اتفاق سلام تاريخي مع السعودية، مشيرًا إلى أن عزل إسرائيل يمثل وصمة أخلاقية على الأمم المتحدة.
كما اتهم نتنياهو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمعاداة السامية، مؤكدًا في ختام كلمته لأهل إسرائيل وجنودها: "كونوا أقوياء وشجعان".
دعوات للانسحاب من اجتماعات الجمعية العامة
في وقت سابق، دعا عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، القادة والزعماء إلى الانسحاب من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء كلمة نتنياهو، مشددًا على أن هذه الخطوة تعبر عن أدنى مستوى من الرفض والإدانة لحرب الإبادة.
وأضاف الرشق: "هل يعقل أن يستمع قادة العالم إلى هتلر في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟"، مشيرًا إلى أن نتنياهو يُعتبر "هتلر الصغير" حيث يُعد المسؤول المباشر عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة، والتي استمرت لأكثر من عام، بالإضافة إلى تصعيده العدواني وارتكابه المجازر بحق المدنيين في لبنان.
وأكد الرشق أن نتنياهو تسبب في مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، بينهم 17 ألف طفل و200 رضيع، ودمر البنية التحتية من مشافٍ ومساجد وكنائس، موضحًا أنه قصف غزة بخمس وثمانين ألف طن من المتفجرات، مستمرًا في جرائمه بينما يتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية.
وشدد على أن السلم البشري يستدعي اعتقاله ومحاسبته، وأن أقل ما يمكن القيام به هو مقاطعة كلمته، وتركه يتحدث فقط لمن فقدوا إنسانيتهم ورضوا بأن يكونوا في الجانب المظلم من التاريخ الذي يُكتب الآن.