هل تصعيد الأوضاع في لبنان سيؤثر على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؟.. خبراء يجيبون
قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان، دون أي قواعد أو ضوابط، سيؤثر سلبًا وبشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدين أن ستمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين، حيث تشعر حماس باليأس من تحقيق وقف إطلاق النار أو حتى تهدئة مؤقتة.
كما أكدوا أن التصعيد العنيف وغير المسبوق من إسرائيل يهدد بإشعال المنطقة بالكامل ويزيد من احتمال نشوب حرب شاملة تتعارض مع مصالح المنطقة.
التصعيد الإسرائيلي في لبنان سيؤثر سلبًا على مفاوضات وقف إطلاق النار
في هذا السياق قال الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان، دون أي قواعد أو ضوابط، سيؤثر سلبًا وبشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف "الفقي" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن حزب الله ربط موقفه بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث يرى أن دوره الأساسي هو "الإسناد وإشغال الجبهة اللبنانية"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فصل الأحداث في جنوب لبنان وبيروت عن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية.
استمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين
وتابع: إن استمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين، حيث تشعر حماس باليأس من تحقيق وقف إطلاق النار أو حتى تهدئة مؤقتة، مشيرًا إلى أن التصعيد العنيف وغير المسبوق من إسرائيل يهدد بإشعال المنطقة بالكامل ويزيد من احتمال نشوب حرب شاملة تتعارض مع مصالح المنطقة، مشددا على أن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة وغير الضرورية يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلام الإقليمي، الذي أصبح هشًا للغاية.
واستكمل: أن الصورة الحالية في الشرق الأوسط الذي استمرت لما يقارب عامًا، تضع مجلس الأمن أمام اختبار حقيقي لمصداقيته وقدرته على تطبيق القانون الدولي وتفعيل القانون الإنساني، قائلًا: أنه حتى الآن، لم يتمكن المجلس من إجبار إسرائيل على احترام قواعد الحرب، مما يجعله يبدو عاجزًا أمام الجرائم الإسرائيلية المتكررة.
واختتم عضو المجلس المصري، أن ما يحدث يمثل سابقة تاريخية على الصعيدين الدولي والإقليمي، حيث يشهد العالم يوميًا معاناة المدنيين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى جنوب لبنان وبيروت وبعض المدن اللبنانية، في ظل حرب غير متكافئة.
وأضاف: أن العقلاء في المنطقة ينتظرون نهاية لهذه الحرب لحماية المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والشيوخ، من هذه المعاناة المستمرة، معربًا عن أمله في أن يراجع مجلس الأمن أسلوب تعامله مع هذا الملف بالكامل، إذا كان بإمكانه ذلك.
الحكومة الإسرائيلية تروج للحرب بهدف التوسع والسيطرة على الأراضي العربية
من جانبه قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مجلس الأمن يواجه العديد من القيود، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن دعا أمس إلى توسيع عضوية المجلس وتعديل آلياته.
وأشار "البرديسي" في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن حزب الله يسعى لتخفيف الضربات على غزة، بينما تستغل إسرائيل الفرصة لشن هجمات قاسية تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لحزب الله وضرب بنيته التحتية.
وتابع: وهذا يأتي نتيجة عدم انصياع دول الغرب للرؤية المصرية، حيث حذرت مصر منذ البداية من تفاقم الأمور نتيجة عدم وقف إطلاق النار في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن حزب الله وإيران لا يرغبان في المواجهة، كما أن المنطقة بأكملها لا تسعى لحرب شاملة، لكن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو هي التي تروج للحرب بهدف التوسع والسيطرة على الأراضي العربية.