حقيقة وجودها في البلاد
هل عادت أجهزة «البيجر» إلى مصر؟ شعبة المحمول تكشف الحقيقة بعد الهجوم اللبناني
حالة الجدل التي انتابت العديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ما يقارب الأسبوع، لا سيما بعد تفجيرات أجهزة البيجر في حنوب لبنان، وتكبُّد حزب الله الخسائر، انتقلت إلى هُنا في مصر. توالت المعلومات وأخذت المخاوف غير معلومة المصدر تتسرب إلى مستخدمي التواصل الاجتماعي، وانهالت تحذيرات مجهولة لمستخدمي هواتف شركة أبل، من أضرار قد تلحق بالمستخدمين.
الفجر تكشف حقيقة وجود أجهزة "البيجر" في مصر، ونسعرض خلال السطور القادمة، كل المعلومات التي تكشف وترد على تساؤلات عودتها إلى البلاد؟
ماذا تعني أجهزة البيجر الووكي توكي؟
بداية يمكننا استعراض بعض المعلومات حول أجهزة قد لا يعاصرها الكثير من الأجيال الشابة مثل أجهزة البيجروالووكي توكي، لا سيَّما وأنَّ المُستحدثات التكنولوجية التي نعايشها، صارت تجعل من هذه الأجهزة شيئًا من الماضي وحاملها قد لا يستفيد منها، خاصَّة وأن معدَّلات تشفير الأمان فيها لا يحتاجه المستخدم الذي يحصل على مزايا رقمية عالية الجودة بالنسبة لاستخدماته اليوم مع أجهزة الهواتف الذكية.
البيجر جهاز اتصال لاسلكي يُستخدم لنقل الرسائل النصية أو الإشعارات الصوتية عبر شبكات خاصة. يتميز هذا الجهاز بقدرته على العمل بشكل مستقل عن الشبكات الهاتفية التقليدية، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في البيئات التي قد لا تكون فيها الشبكات الخلوية موثوقة. يُستخدم البيجر بشكل شائع في مجالات محددة مثل الرعاية الصحية، حيث يُستخدم من قبل الأطباء والممرضين لتلقي التنبيهات والرسائل بشكل فوري دون الحاجة إلى هواتف محمولة. على الرغم من تراجع استخدام البيجر في بعض البلدان مع ظهور الهواتف الذكية، إلا أنه لا يزال يحظى بشعبية في بعض القطاعات التي تتطلب التواصل الفوري والموثوق.
الووكي توكي هو جهاز اتصال محمول يُستخدم لتبادل الرسائل الصوتية في الوقت الحقيقي عبر موجات الراديو. يتميز بسهولة الاستخدام، حيث يمكن لمستخدميه الضغط على زر للتحدث وإطلاقه للاستماع، مما يسهل التواصل الفوري بين الأفراد. يُستخدم الووكي توكي في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الأنشطة الخارجية مثل الرحلات والمغامرات، وكذلك في بيئات العمل مثل البناء والأمن. تُعتبر الووكي توكي مفيدة بشكل خاص في المناطق التي قد تفتقر فيها الشبكات الهاتفية، مما يوفر وسيلة فعالة للتواصل في البيئات النائية أو المكتظة.
انعدام وجود أجهزة البيجر والووكي توكي في مصر
أكد حمد النبراوي، عضو مجلس إدارة شعبة المحمول بغرفة القاهرة التجارية، أن مصر خالية تمامًا من أجهزة "البيجر" أو "الووكي توكي" وأي أجهزة مشابهة لها.
في تصريحات إعلامية، أشار عضو مجلس إدارة شعبة المحمول بغرفة القاهرة التجارية، نحو عدم توفير هذه الأجهزة في السوق المصرية، متابعًا "لم يتم رصد وجودها في البلاد".
إيقاف إنتاج بعض هواتف آيفون
أوضح النبراوي أن بعض الموديلات القديمة من هواتف آيفون، مثل "آيفون 11"، قد توقفت شركة "آبل" عن إنتاجها. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه الهواتف ما زالت تُجمع في الخارج ويتم تصديرها إلى مصر، لكن النسخ المتاحة في السوق المصرية هي مقلدة بنسبة 100% وغير معتمدة أو خاضعة للرقابة.
الهواتف المقلدة في السوق المصرية
حذر النبراوي من انتشار الهواتف المقلدة في السوق المصرية، مشددًا على أن هذه الهواتف تدخل البلاد دون رقابة أو تفتيش. وناشد الأجهزة المعنية بضرورة تشديد الرقابة على هذه الهواتف لمنع دخولها وانتشارها، لما تحمله من مخاطر على المستهلكين في مصر.
الأجهزة السيبرانية في الصراعات الإقليمية
في سياق آخر، أشار التقرير إلى أن إسرائيل شنت هجومًا سيبرانيًا على لبنان استهدف أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" التابعة لحزب الله. هذا الهجوم أسفر عن وقوع إصابات ووفيات بين عناصر الحزب، ما يُبرز خطورة استخدام هذه الأجهزة في النزاعات الإقليمية.
التحديات التقنية أمام السوق المصرية
تواجه السوق المصرية تحديات كبيرة في التعامل مع الأجهزة غير الخاضعة للرقابة والتي تدخل البلاد بطرق غير مشروعة. وبينما تواصل الشركات العالمية مثل "آبل" تحديث خطوط إنتاجها وإيقاف إنتاج الموديلات القديمة، تستمر عمليات تهريب وتجميع الأجهزة المقلدة التي تشكل خطرًا على أمن المعلومات والاستخدام اليومي.
دور الأجهزة المعنية في الحماية من الأجهزة المقلدة
أكد النبراوي على ضرورة أن تتخذ الأجهزة المعنية خطوات أكثر حزمًا لمنع دخول الأجهزة المقلدة وغير المعتمدة إلى مصر. وشدد على أهمية تشديد الرقابة على المنافذ الجمركية والأسواق المحلية لحماية المستهلك المصري وضمان استخدام الأجهزة الموثوقة فقط.
معلومات حول تفجير البيجرز في لبنان
بعد تبرُّؤ شركة "غولد أبولو" التايوانية المسؤولة عن تصنيع أجهزة "بيجر" التي انفجرت في لبنان، واصدار بيان لها أنَّها أبرمت اتفاقًا قبل 3 سنوات مع شركة أوروبية تُدعى "بي إيه سي" (BAC) ومقرها في بودابست، والذي يمنحها ترخيصًا لتصنيع الأجهزة واستخدام اسم الشركة، حيث كانت هذه الشركة هي المسؤولة عن تصنيع أجهزة البيجر التي تفجرت. تبدو الآن معلومتين يوضِّحان جانب من حقيقة التفجير الذي يخص الأراضي الجنوبية اللبنانية، وربما يكون طمانة داخل السوق المصرية:
الأول: طريقة التفجير تمت تنفيذها عبر رسالة قصيرة للجهاز بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة، إذ لم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير.
الثانية: تصريحات منسوبة لرئيس شركة غولد أبولو، هسو تشينج كوانغ، أنَّ الشركة لديها اتفاقية ترخيص مع BAC على مدى السنوات الثلاث الماضية وأن شركته تقدم فقط ترخيص العلامة التجارية. وأضاف: "ليس لدينا أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج"
وفقًا لوزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية: “من بداية عام 2022 حتى أغسطس 2024قمنا بتصدير 260 ألف من أجهزة النداء - بما في ذلك أكثر من 40 ألف جهاز بين يناير وأغسطس من هذا العام”، مضيفة أنَّها ليس لديها سجلات للصادرات المباشرة لأجهزة النداء غولد أبولو إلى لبنان.
هنا يكمُن اللغز.. كيف وصلت إلى لبنان؟
وخلال محادثات مع أعضاء حزب الله وناجين من الهجوم، بواسطة أحد المحللين التقنيين ويُدعى إيليا جيه ماجنيير، أعرب خلال تصريحات إعلامية: “ النوع الأحدث من أجهزة النداء المستخدمة في تفجيرات الثلاثاء تم شراؤها منذ أكثر من ستة أشهر”، مضيفًا: لا يزال من غير الواضح كيف وصلت هذه النسخ إلى لبنان.