اكتشاف جديد: أصول جائحة كوفيد-19 في سوق ووهان
بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على بداية جائحة كوفيد-19، توصل العلماء إلى اكتشاف جديد قد يغير الفهم السائد حول أصل الفيروس.
دراسة دولية كبرى نشرت مؤخرًا تؤكد أن فيروس كورونا نشأ في "سوق رطب" بمدينة ووهان الصينية، مما ينفي النظرية الشائعة التي تفيد بأن الفيروس تسرب من أحد المختبرات.
نستعرض تفاصيل الدراسة والنتائج التي توصل إليها الباحثون، مع التركيز على أهمية هذه النتائج في فهم أسباب ظهور الأوبئة.
تفاصيل الدراسة
حسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، قام الباحثون بفحص عينات جينية مأخوذة من الحيوانات التي كانت تُباع في أكشاك سوق ووهان في عام 2019، وقد وجدوا آثارًا لفيروس كوفيد-19 في بعض الأنواع الحيوانية، مما يُعد دليلًا جديدًا يُؤكد أن الحيوانات المصابة هي المسؤولة عن نقل الفيروس إلى البشر.
كريستيان أندرسن
يقول كريستيان أندرسن، أحد مؤلفي الدراسة من معهد سكريبس للأبحاث: "هذا يضيف طبقة جديدة من الأدلة التي تشير إلى أن الحيوانات المصابة تم إدخالها إلى السوق في منتصف إلى أواخر نوفمبر 2019، مما أدى إلى اندلاع الوباء".
الحيوانات المحتملة لنقل الفيروس
كلب الراكون
تشير الدراسة إلى أن كلب الراكون، وهو حيوان يشبه الثعلب ويعيش في شرق آسيا، قد يكون الناقل الرئيسي للفيروس.
كما تم العثور على الفيروس في أنواع أخرى مثل الزباد النخيلي المقنع، وجرذان الخيزران الرمادية، والقنافذ الملايوية.
أهمية الحيوانات الأخرى
هذه الاكتشافات تفتح الباب أمام احتمالات جديدة لفهم كيفية انتقال الفيروسات بين الحيوانات والبشر.
ومع ذلك، لا تزال هذه القائمة غير نهائية، حيث تم تطهير العديد من الأنواع الحيوانية الرئيسية من السوق قبل وصول الفريق الصحي الصيني.
السياق التاريخي
الجدل حول مصدر كوفيد-19 اشتعل بعد أن أدلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، كريستوفر راي، بتصريحات تفيد بأن الفيروس "على الأرجح" نشأ في مختبر تسيطر عليه الحكومة الصينية.
ومع ذلك، توضح النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة أن العلاقة بين السوق والحالات المبكرة من العدوى تعزز النظرية القائلة بأن الفيروس بدأ في بيئة طبيعية.
تحليل بيانات CDC
تعتمد الدراسة على تحليل البيانات التي صدرت عن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي شملت أكثر من 800 عينة تم جمعها من سوق هوانان.
في الأول من يناير 2020، وبعد إغلاق السوق، قام محققون بجمع عينات من الأسطح والأرضيات، مما ساعد في تحديد مصدر الفيروس.
مخاطر الأوبئة المستقبلية
أهمية الدروس المستفادة
حذر الخبراء من أن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 لم تُطبق بشكل كافٍ حتى الآن، مما يزيد من خطر ظهور أوبئة جديدة. كما أشار مايكل ووروبي، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن "تجارة الحيوانات الحية تشكل خطرًا كبيرًا".
وأضاف: "أخذ الحيوانات البرية المليئة بالفيروسات ووضعها في اتصال مع البشر يمثل خطوة خطيرة للغاية".
تأثير الكثافة السكانية
يُعَدّ ارتفاع الكثافة السكانية في المدن الكبرى عاملًا يزيد من سرعة انتشار الفيروسات، حيث يسهل ذلك استقرار الفيروسات وانتقالها بين الأفراد. لذا، يتعين اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لحماية الصحة العامة.