سفير الصين بالقاهرة: قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين حققت نجاح تام
قال السفير لياو ليتشيانج، سفير الصين في القاهرة إن قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، تعد القمة الرابعة في تاريخ منتدى التعاون الصيني الإفريقي بعد قمة بكين 2006، وقمة جوهانسبرج 2015، وقمة بكين 2018، كما أنها أكبر فعالية دبلوماسية أقامتها الصين خلال السنوات الأخيرة بحضور أكبر عدد من القادة الأجانب.
وأضاف أن القمة انعقدت بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وغيره من رؤساء جميع الدول الإفريقية التي أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين والبالغ عددها 53 دولة وكذلك رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلي أكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية إفريقية.
وخلال القمة، التزم الجانبان الصيني والإفريقي بشعار "العمل معا لدفع التحديث والتعاون في بناء المجتمع الصيني الإفريقي رفيع المستوى للمستقبل المشترك"، واستعرضا مسيرة الصداقة الصينية الإفريقية، وأشادا بالتقدم المحرز في تنفيذ نتائج المنتدى، وتوصلا إلى توافق سياسي واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وإفريقيا، واعتمدت وثيقتين مهمتين، أي "إعلان بكين" و"خطة العمل" وأصدرا البيان المشترك بين الصين وإفريقيا بشأن تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية.
وأكد أن القمة تكللت بنجاح تام، وحققت النتائج في الجوانب الأربع الرئيسية التالية: فأولا، أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية مع جميع الدول الإفريقية التي أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين، حيث تكمُن أسس الصداقة الصينية الإفريقية في متانة العلاقات الثنائية بين الصين وكل دولة إفريقية.
وخلال القمة، أجرى الرئيس شي جين بينغ والأعضاء الآخرون في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب الرئيس الصيني لقاءات مكثفة مع القادة الأفارقة المشاركين في القمة، لتبادل الآراء بشكل معمق حول القضايا الاستراتيجية المهمة.
وخلال القمة، قامت الصين بإقامة الشراكة الاستراتيجية أو الارتقاء بها مع 30 دولة إفريقية. إن وقوف الصين مع 53 شريكا استراتيجيا إفريقيا سيلعب دورا أكبر في تعزيز رفاهية شعوب الجانبين والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
ثانيا، تمت ترقية العلاقات بين الصين وإفريقيا إلى مجتمع المستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد، كما أشار إليه الرئيس شي جين بينغ، إن الصداقة الصينية الإفريقية تتجاوز الزمان والمكان، وتمتد عبر الجبال والبحار، وتنتقل من جيل إلى جيل.
وأضاف: بعد ما يقرب من 70 عاما من العمل الشاق، تمر العلاقات الصينية الإفريقية بأفضل فترة في تاريخها، فخلال هذه القمة، اتفق زعماء الصين وإفريقيا على الارتقاء بالعلاقات الصينية الإفريقية إلى المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد.
وشهد مستوى العلاقات الصينية العربية ارتفاعا مستمرا، من الشراكة من نوع جديد إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وصولا إلى المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد، وأصبحت هذه العلاقات أكثر وضوحا وتنوعا، مما عكس عزيمة شعوب الجانبين البالغ عددها مليارين و800 مليون نسمة على الوقوف معا في السراء والضراء في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن، وكتابة فصل جديد للقضية العظيمة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
ثالثا، أوضحت هذه القمة الرؤية ذات النقاط الست بشأن التعاون الصيني الإفريقي في دفع التحديث، حيث يعد التحديث حق مشروع وغير قابل للتصرف للدول النامية. وكيف تحقيق التحديث وما هي طبيعة التحديث الذي سيتم تحقيقه، هما موضوعا تاريخيا يواجه دول "الجنوب العالمي". في هذا السياق، طرح الرئيس شي جين بينغ الرؤية ذات النقاط الست بشأن التعاون الصيني الإفريقي لدفع التحديث، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التحديث العادل والمعقول، التحديث المنفتح والمربح للجميع، التحديث الذي يضع الشعب في الأولوية، التحديث التعددي والشامل، التحديث الصديق للبيئة والتحديث السلمي والآمن.
ولقيت هذه الرؤية تقديرا واسعا لدى القادة الأفارقة، وأصبحت التوافق السياسي بين الصين وإفريقيا، الأمر الذي يدل على أن فهمنا لقوانين التحديث يتعمق باستمرار، ولا شك أنه سيترك تأثيرا مهما وعميقا على تسريع وتيرة التحديث في "الجنوب العالمي" والعالم كله.