بعد أزمة التيجاني.. نماذج مسيحية تبرأت منها الكنيسة

أقباط وكنائس

كنيسة
كنيسة

رجال الدين.. سبيل الناس للوصول إلى مراحم الله الواسعة المعلنة لهم في الاديان، الا ان بعض اولئك الرجال قد يخونوا وظيفتهم، ويصبحون عثرة في طريق الباحثين عن الله، وهو ما جعل السيد المسيح منتقدا للكتبة والكهنة والفريسين "فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالًا عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ." (لو 11: 46).
برزت هذه الأزمة مع ما تردد حول أحد شيوخ الطرق الصوفية وهو الشيخ صلاح التيجاني، والاتهامات التي صاحبت اسمه في الفترة الاخيرة، ولعل هناك من هم أساؤوا إلى الكنيسة مما دفعها لاتخاذ قراراتها بفصلهم عنها.

ادوارد اسحق - الاب دانيال

ولعل ابرزهم  إدوارد إسحق، والذي حمل لفترة مسمى الاب دانيال البراموسي، وعادل إلى اسمه العلماني مجددا بعض شلحه من الكنيسة، بينما يلقبه اتباعه إلى الان بالاب دانيال، وولد إدوار في مدينة المنيا من أسرة تنتمي إلى قرية "طحا الأعمدة" بجوار المنيا... كان والده يعمل موظفًا بقسم التخطيط بمحافظة المنيا وظل مخلصًا لكنيسته الأرثوذكسية حتى يوم انتقاله، أما والدته فلم تنجبه إلا بعد ثلاثة عشر عامًا من الزواج، ثم أنجبت ابنتين حصلتا على بكالوريوس الطب وتزوجتا إلا أنهما لم ينجبا.

ووفي بداية السبعينيات تخرج إدوار من كلية الهندسة قسم مدني جامعة أسيوط... خلال الدراسة كانت ميوله الدينية قوية وتعرض لاعتداء بعض الجماعات المتطرفة بالكلية... عمل بعد تخرجه بمكتب الخبراء بمجلس مدينة المنيا لفترة قصيرة... كان شابًا خجولًا حتى أن بعض الخدام القدامى كانوا يدفعونه في طريق الخدمة، وكان مغرم بالقراءة والاستعانة بالمراجع الأجنبية ولا سيما مجموعة أقوال الآباء قبل مجمع نيقية، وكان يشارك في الأبحاث الكنسية.

وقد سيم راهبا في 1978 م، وتمت الرسامة على دير البراموس، وادي النطرون، بيد الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل، وسيم في رتبتي القسيسية والقمصية خلال سنتان، وخدم في المنيا.

الا إنه تم قطعه من الرهبنة والكهنوت في سبتمبر سنة 1991 م.، وذلك بسبب أخطاءه العقائدية وأفكاره البروتستانتية الخاطئة، بعدها خلع الملابس الرهبانية، وحلق ذقنه، ونقض نذر البتولية، وتزوج، وحمل لاحقًا لقب "الأب دانيال".

 

ماكس ميشيل أو الانبا مكسيموس الأول

وهو طالب سابق بالكلية اللاهوتية أثار العديد من المشاكل أثناء خدمته في أكثر من كنيسة، وتم التأكد من أفكاره وتعاليمه الغير الأرثوذكسية فمارست قيادات الكنيسة حقها في منعه من التعليم داخل أروقتها، وسافر إلى أمريكا لدراسة اللاهوت، ونال درجة الأسقفية (وهو متزوج) من أساقفة منشقين على الكنيسة الأرثوذكسية باليونان، وجاء إلى مصر في العام الماضي لينشئ كنيسته وأعلن الكثير من المبادئ المخالفة لتعاليم الإنجيل وقوانين الكنيسة أهمها إباحة الطلاق بغير علة الزنا.

أقدم على أول انشقاق يصيب الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بإعلان تكوين مجمع مقدس مواز، واتهم الكنيسة القبطية وقياداتها بمخالفة الكتاب المقدس والعمل على إثارة الفتنة الطائفية، و-أعلن أنه فرع مما يسم مجمع المسيحيين الأرثوذكس بالمهجر في أمريكا، وو تجمع لبعض الأساقفة المنشقين عن الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان.

يرجع سبب الانشقاق إلى بدايات القرن حين قامت بعض الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية بتغيير التقويم الكنسي المستعمل بها إلى النظام الجريجوري وبذلك أصبح الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بدلًا من 6 يناير، فانشق عنهم مجموعة من الكهنة واسموا أنفسهم بأصحاب التقويم القديم واعتبروا أنفسهم الكنيسة الحقيقة.

كان لهم فروع في اليونان وتم حلها عام 1998 وأصبح مركز الانشقاق في نبراسكا بالولايات المتحدة، وهم يهدفون إلى إصلاح أحوال الكنائس وتحقيق الوحدة المسيحية عن طريق إقامة مجامع مقدسة موازية للكنائس الأصلية، ومن شروطهم الاعتماد على تعاليم المسيح في العهد الجديد ومن بعده الآباء الرسل وهو ما خالفه "ماكس ميشيل" في إباحته للطلاق دون علة الزنا.

ومن شروطهم أيضًا هو احترام قرارات المجامع المسكونية السبعة التي يعترف بها الأرثوذكس الخلقيدونيين وهو ما خالفوه في إباحة زواج الأسقف مثل حالة "ماكس ميشيل"، كما - ويشترطون على من يريد الانضمام لمجمعهم أن يكون يتمتع هو وطائفته بالتسلسل الرسولي وهو ما خالفهُ صراحة "ماكس ميشيل" إذ لم تكن له طائفة ولم ينل أي درجة كهنوتية من قبل، وايضا يرون أن الأرثوذكسية هي شعور وممارسات داخلية للحياة التقوية حتى إنهم اعتبروا مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية أرثوذكسيًا وهو الذي أنكر معظم ما جاء بالمجامع المسكونية التي يعترفون بها.

كما يرون أن الكنيسة تتجلى داخل القلوب دون داعي لبطاركة ومجامع مقدسة أو تنظيمات مخالفين بذلك مجمع نيقية المسكوني ومخالفين أيضًا واقعهم في رسامة أساقفة، ومن مبادئهم اللطيفة نشر أفكارهم دون تجريح أو إهانة الكنائس الأخرى ولقد خالف أسقفهم الغير شرعي في مصر هذا المبدأ باتهاماته للبابا شنودة الثالث بإذلال الأقباط وإهانة الكهنة المشلوحين والتفسير الخاطئ للكتاب المقدس وإثارة الفتنة الطائفية.