تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله: هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة وإصابة 10 إسرائيليين
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا بعد هجوم نفذه حزب الله اللبناني بصواريخ مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة، مما أسفر عن إصابة 10 إسرائيليين.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التوترات على الحدود، ويعكس تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة.
تفاصيل الهجوم: إصابة 8 بصاروخ مضاد للدبابات
وفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تعرضت مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرائيل، صباح الخميس، لهجوم بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان.
وأصيب خلال هذا الهجوم 8 أشخاص، تم نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة الشمالية لتلقي العلاج.
ردًا على ذلك، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق نيران المدفعية باتجاه المناطق اللبنانية، مما يعكس تصاعد المواجهات بين الطرفين.
هجوم الطائرات المسيّرة: استمرار التصعيد
في وقت لاحق من اليوم نفسه، أطلقت طائرتان مسيّرتان باتجاه مستوطنة "بيت هليل" في الجليل، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة.
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من سلسلة هجمات أخرى شهدتها الحدود اللبنانية، والتي أدت إلى إصابات كبيرة بين صفوف حزب الله، حسب التقارير.
خلفية التصعيد: خطاب نصر الله والتحركات الإسرائيلية
يشير الخبراء والمحللون إلى أن هذا التصعيد الأخير قد يكون مرتبطًا بتحركات إسرائيلية تستهدف حزب الله في لبنان.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وجدت الاستخبارات الإسرائيلية في خطاب ألقاه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في فبراير الماضي، فرصة للعمل ضد الحزب.
نصر الله حذر في خطابه من استخدام الهواتف المحمولة، مشيرًا إلى أنها قد تكون أداة تجسس أكثر خطورة من الجواسيس أنفسهم.
التوسع في استخدام أجهزة النداء: سلاح ذو حدين
بعد تحذيرات نصر الله من الهواتف المحمولة، اتخذ حزب الله قرارًا بتوسيع استخدام أجهزة النداء (مثل "بيجر" و"ووكي توكي") في إطار محاولاته لتجنب التجسس الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحولت إلى كابوس للحزب بعد أن قامت إسرائيل بتفخيخ هذه الأجهزة، ما أدى إلى انفجارات استهدفت عناصر الحزب بعد مرور 7 أشهر على خطاب نصر الله.
دور إسرائيل في تفخيخ أجهزة النداء
قبل خطاب نصر الله، كانت إسرائيل قد بدأت خطة لتفخيخ أجهزة النداء والاتصال.
وبحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت"، قامت إسرائيل بإنشاء شركة وهمية تتظاهر بأنها تعمل في تصنيع أجهزة النداء الدولية.
أنتجت هذه الشركة أجهزة راديو مزودة بمواد متفجرة داخل بطارياتها، مثل مادة "بي إي تي إن" (PETN) الشديدة الانفجار.
وقد بدأت عمليات إرسال هذه الأجهزة إلى لبنان منذ عام 2022، بأعداد محدودة، ولكن زاد العدد بشكل ملحوظ بعد خطاب نصر الله، حيث تم توزيعها بين ضباط حزب الله وحلفائهم.
استعداد حزب الله للحرب: استخدام أجهزة النداء
مع تصاعد التوترات، يبدو أن حزب الله كان يستعد لاستخدام أجهزة النداء في حال اندلاع حرب واسعة النطاق.
ووفقًا لتعليمات نصر الله، سيتم استخدام هذه الأجهزة لتوجيه المقاتلين وتحديد وجهاتهم خلال المعارك.
ومع ذلك، فإن الاستخبارات الإسرائيلية استغلت هذه الأجهزة كأداة لضرب الحزب من الداخل، حيث تعاملت معها كأزرار يمكن تفعيلها في أي لحظة لإحداث انفجارات.
خلاصة وتداعيات التصعيد
يعتبر هذا التصعيد جزءًا من سلسلة متزايدة من الهجمات بين إسرائيل وحزب الله، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
وقد يكون لهذا التصعيد تأثيرات كبيرة على استقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية، خاصة مع احتمالية اندلاع مواجهات أوسع في المستقبل القريب.
من الواضح أن الخطوات التي اتخذها حزب الله لتعزيز أمنه الداخلي بعد خطاب نصر الله قد انقلبت عليه، ما يجعل الحزب في موقف حساس أمام استراتيجيات الاستخبارات الإسرائيلية.
ويبقى السؤال المفتوح: هل سيستمر هذا التصعيد ليشمل هجمات أكبر وأكثر تأثيرًا، أم ستتمكن الأطراف الدولية من تهدئة الوضع قبل اندلاع نزاع شامل؟