عادل حمودة يكتب: متى يتصور الكاتب الشيخوخة وكيف يتعايش معها؟

مقالات الرأي

الأستاذ عادل حمودة
الأستاذ عادل حمودة

س: كيف تتصور الشيخوخة؟ ومتي يمكن ان تعتبر نفسك "متقاعدا"؟ وهل لديك تصور لحياة المتقاعد الذي تكونه ذات يوم؟

ج: بالنسبة لي هناك شيخوختان. شيخوخة الجسد. وشيخوخة الكتابة. أما شيخوخة الجسد فهي حالة كيميائية تتعرض لها كل الكائنات الحية بغير استثناء. وقانون يطال الجميع. وشيخوخة الكتابة هي التي تتيبس فيها الأصابع ويتخشب فيها القلب وتتحول ورقة الكتابة إلى ضريح. 

هذه الشيخوخة هي التي تخيفني. 

أما عن تقاعدي عن الكتابة فهو اليوم الذي ينسحب فيه جمهوري من القاعة ليبحث عن نجم آخر.

إنني أعرف أن "فتي الشعر الأول" مثل "فتي الشاشة الأول" لا بد ان يدخل في الكسوف وأن تتحول عنه الأضواء والكاميرات ولحسن الحظ فأنا امتلك من الشجاعة والواقعية ما يسمح لي بأن ألبس معطفي وأتكئ على عصاي وانسحب من الباب الخلفي للمسرح.

أما كيف سأقضي حياة المتقاعد فإنني لا أعرف أن ألعب الورق ولا الشطرنج ولا الدومينو ولا البلياردو لذلك فلن أكون متقاعدا "كلاسيكيا" يشرب القرفة واليانسون في نادي المعاشات.

إنني أتصور أنني سأبقي كالهولندي الطائر مبحرا فوق سفينة لا تعرف إلى أين حتى تأكلني الأسماك.

المصدر: نزار قباني كتاب "ما هو الشعر؟".