تفجيرات أجهزة البيجر.. تصعيد إسرائيلي أم خطأ في التنسيق الدولي؟
في تطور مفاجئ ومثير للجدل، تعرضت أجهزة النداء (البيجر) التي يستخدمها حزب الله اللبناني لتفجيرات مدمرة يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين.
وقد تم تناقل الأنباء بأن إسرائيل هي المسؤولة عن هذه التفجيرات، رغم عدم اعترافها الرسمي بذلك.
وكشفت التصريحات الأخيرة عن تصاعد في التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول مدى تنسيق الأفعال العسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، فضلًا عن دور الشركات التايوانية في هذه الحادثة.
تفاصيل العملية والتوترات الدولية
أفاد مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس" الإخباري أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا عن العملية التي تستهدف تفجير أجهزة البيجر المستخدمة من قبل أعضاء حزب الله.
ورغم أن إسرائيل لم تعترف بالعملية، إلا أن التفجيرات تسببت في خسائر بشرية وأضرار جسيمة، ما أدى إلى رفع حالة التأهب على الحدود الشمالية الإسرائيلية.
ووفقًا للتقارير، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اتصل بنظيره الأميركي لويد أوستن قبل قليل من تنفيذ التفجيرات، وأبلغه بأن إسرائيل ستقوم بعملية في لبنان دون تقديم تفاصيل دقيقة.
وعند متابعة تفاصيل المكالمة، أشار المسؤولون الأميركيون إلى أنهم لم يتلقوا إشعارًا مسبقًا ملزمًا حول العملية، كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأنه لم يكن على علم بالعملية أو مشاركًا فيها.
التداعيات والتحقيقات
والعملية التي تمت الموافقة عليها هذا الأسبوع خلال اجتماعات أمنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين، تزامنت مع زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكستاين لإسرائيل وتحذير نتنياهو من عواقب التصعيد في لبنان.
فالهجوم جاء بعد يوم من هذه الزيارة، ما يثير تساؤلات حول التوقيت والأهداف.
وعلى صعيد آخر، تبرز تايوان في القضية بشكل غير متوقع، حيث يُعتقد أن أجهزة البيجر التي تم تفجيرها كانت من تصنيع شركة "غولد أبوللو" التايوانية.
ومع ذلك، أكدت الشركة أن الأجهزة التي تم تفجيرها لم تكن من تصنيعها، وأن العلامة التجارية كانت مرخصة لشركة "بي إيه سي" المجرية، هذا التطور يضيف عنصرًا جديدًا في الحادثة، ويجعل من الصعب تحديد الجهة المسؤولة بدقة.
يذكر أن ملابسات تفجيرات أجهزة البيجر التي تستهدف حزب الله تظل غامضة ومعقدة، مع تعدد الأطراف المعنية وتنوع السيناريوهات المحتملة.
وما زال التحقيق مستمرًا للوقوف على كافة تفاصيل الحادثة، ومدى تأثيرها على الوضع الأمني الإقليمي والدولي.