عاجل - اختراق غير مسبوق.. كيف حولت إسرائيل أجهزة البيجر في يد حزب الله إلى قنابل موقوتة؟
تعرض حزب الله في "ثلاثاء البيجر" لهجوم غير مسبوق في نطاق وحجم عملياته مع إسرائيل منذ بداية "حرب المشاغلة"، حيث استهدف الهجوم آلاف العناصر الذين يحملون أجهزة البيجر في مختلف مناطق لبنان، ما أدى إلى وقوع تفجيرات متعددة وفي توقيت واحد تقريبًا بين الرابعة والخامسة عصرًا بتوقيت بيروت، ما أثار ذهول اللبنانيين.
تفاصيل الهجوم المعقد
ويندرج الهجوم ضمن سلسلة من العمليات الاستخبارية الإسرائيلية المعقدة، والتي تذكر بعمليات اغتيال بارزة مثل اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في 2020، وزرع فيروس ستاكس نت في منشأة نطنز النووية الإيرانية عام 2010. وفقًا لمصادر خاصة، تمكن الموساد الإسرائيلي من اعتراض شحنة البيجر التي وصلت إلى حزب الله عبر شركة تيليريم الإيرانية، وقام بزرع كميات صغيرة من مادة PETN شديدة الانفجار في البطاريات، وتم التفجير عن بعد من خلال تسخين البطاريات.
رسائل إسرائيل لحزب الله
الهجوم حمل رسائل متعددة لحزب الله، أولها تأكيد التفوق النوعي والتقني لإسرائيل، إذ أثبتت تل أبيب قدرتها على اختراق أجهزة الحزب الإلكترونية، وتفجيرها عن بعد في توقيت متزامن على امتداد لبنان. كما أرادت إسرائيل إظهار قدرتها على تجاوز قواعد الاشتباك التقليدية، وإرسال إشارة قوية بأنها تستطيع الوصول إلى أي مكان وأي عنصر داخل حزب الله، حتى في عمق المجتمع اللبناني.
ومن بين المصابين في هذا الهجوم السفير الإيراني في بيروت، ما يعكس حجم الضرر والرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها، ليس فقط لحزب الله، ولكن أيضًا لحلفائه في المنطقة.
التأثير المحلي والإقليمي
الهجوم وقع في أماكن متفرقة بين الجنوب والبقاع، ومرورًا بضاحية بيروت الجنوبية، حيث كان العديد من عناصر حزب الله في منازلهم وبين أهلهم، ما زاد من وطأة الرسالة الموجهة إلى الشعب اللبناني بأسره: إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية واستخبارية معقدة في قلب لبنان، ولا تتردد في تصعيد الأمور إذا اقتضت الضرورة.
هذا الهجوم، وإن كان من نوع فريد، يحمل تحذيرات واضحة من إمكانية انتقال الصراع من عمليات محدودة إلى حرب شاملة، خاصة إذا استمر حزب الله في تحدي التفوق الإسرائيلي.