حوار| نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي: خريجي برامج التبادل وصل لـ27 ألف ونسعى لمساعدة الراغبين
يزور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الثقافة والتعليم، رفيق منصور، مصر ليشارك ممثلا عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، في إطلاق مشروع الحكومة المصرية الجديد، ممثلة في وزارة السياحة والآثار، والذي يأتي بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية، لرقمنة أرشيف المتاحف في مصر، الأمر الذي سيساعد في مكافحة تجارة الآثار غير الشرعية.
وخلال زيارته الحالية للقاهرة، التي تستمر عدة أيام، تحدث نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لـ "الفجر" ضمن دائرة مستديرة ضمت عدد من الصحفيين، حيث تناول العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر والولايات المتحدة؛ والتعاون المشترك في مجالات الحفاظ على الآثار والتراث الثقافي المصري، وإلى نص الحوار…
في البداية، حدثنا عن نفسك؟ وعن أصولك المصرية؟ وكيف تدرجت في المناصب لتصبح نائبا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي؟
أنا من أصل مصري، ولدت في مصر، وعشت فيها إلى أن بلغت الخامسة عشرة من عمري، وهذا هو سبب إجادتي للعربية، وبعدها هاجرت مع والديّ إلى الولايات المتحدة، التي صرت جزء منها.
ومنذ ما يقرب من 25 عاما التحقت بالعمل في الدبلوماسية الأمريكية، وتدرجت في المناصب حتى توليت منصبي الحالي نائبا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، وجزء من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
قصتي تعد نموذجا لما يُطلق عليه "الحلم الأمريكي"، فالولايات المتحدة، كما نعرف، بلد مليء بالتعددية ويسمح للمرء بالاجتهاد بغض النظر عن اللون والديانة، لذلك أصبحت الشاب القادم من مكان بعيد عن القارة الأمريكية، وصرت في هذا المنصب.
لماذا تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بالآثار المصرية؟ ولماذا تساهم في رقمنة أرشيف المتاحف في مصر؟
الآثار المصرية كنز، ليس فقط بالنسبة لمصر ولكن للعالم أجمع، والحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي لديهم اهتمام بالغ بالحفاظ على التراث الثقافي والأثري المصري.
ماذا عن المشاريع السابقة، كيف دعمت الولايات المتحدة مصر للحفاظ على الآثار؟
في الأعوام الثلاثين الأخيرة، قدمت الحكومة الأمريكية دعم بقيمة 150 مليون دولار من أجل الحفاظ على الآثار والتراث المصري، وتحول هذا الدعم إلى العديد من البرامج الخاصة بالعناية بالمناطق التراثية والأثرية في عدة مناطق في مصر، من الإسكندرية إلى أبو سمبل.
وكيف تدعم الولايات المتحدة مصر في مكافحة تجارة الآثار غير الشرعية؟
مصر كانت رائدة في هذا المجال، فقد كانت أول دولة عربية توقع مع الولايات المتحدة في عام 2016 معاهدة للحفاظ على الآثار المصرية، والتي سهّلت على السلطات الأمريكية إيقاف بيع مئات من القطع الأثرية المسروقة في الولايات المتحدة وإعادتها إلى مصر".
الولايات المتحدة تعتبر أكبر سوق في العالم للفنون والآثار، والتي دخل أغلبها إلى الولايات المتحدة بشكل شرعي، لكن هناك أيضًا الكثير من القطع الفنية والأثرية التي دخلت الأراضي الأمريكية بشكل غير شرعي، وهنا تكمن أهمية المعاهدة التي تم التوقيع عليها بين القاهرة وواشنطن.
فمنذ تم توقيع المعاهدة، أعادت السلطات الأمريكية إلى مصر ما يقرب من 5 آلاف قطعة أثرية كادت أن يتم بيعها في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
.. هل يدعم ذلك صناعة السياحة في مصر؟
الولايات المتحدة تهدف من خلال عمليات دعم التراث والآثار في مصر، إلى دعم السياحة المصرية التي تعتبر أحد أهم ركائز الاقتصاد المصري، ومن روافد تدفق النقد الأجنبي إلى مصر، إضافة إلى استمرار التعاون الثقافي الذكي بين البلدين.
بجانب الثقافة، ماذا عن مشاريع التعاون في بين الولايات المتحدة ومصر في مجال التعليم؟
يصعب على الإنسان التفرقة بين الثقافة والتعليم، ولا يمكن التفكير في أحدهما دون الآخر، لذلك هناك الكثير من مجالات التعاون الثقافي والتعليمي بين الحكومة المصرية والإدارة الأمريكية.
ما هي برامج التبادل التعليمية والمهنية التي تقدمها الولايات المتحدة؟ خاصة للمصريين؟
هناك ما يقرب من 27 ألف خريج لبرامج التبادل التعليمي والثقافي بين البلدين، والتي من بينها المنح الدراسية، مثل منحة "فولبرايت"، وكذلك التبادل في المجالات الرياضية.
هناك أكثر من 3500 جامعة في أمريكا، يقدمون منح للطلاب من جميع أنحاء العالم بما فيها مصر، ولذلك يقدم برنامج Education USA" " في مصر خبرات من مستشارين لمساعدة الطلاب المصريين الراغبين في الدراسة في أمريكا.
وماذا عن فرص الدراسة في الولايات المتحدة المتاحة للمصريين؟
ويقدم المكتب الثقافي والتعليمي في وزارة الخارجية الأمريكية العديد من المنح الدراسية طوال العام، وهناك ما يقرب من 4 آلاف مصري يدرسون في الجامعات الأمريكية سنويًا.
وواحدة من أكبر المنح التي تقدمها الولايات المتحدة في المجال الأكاديمي والثقافي هي منحة "فولبرايت"، ففي مصر سيتم قريبًا الاحتفال بمرور 75 عامًا على منحة فولبرايت التي أتاحت لكثير من المصريين السفر والدراسة في الولايات المتحدة، والعكس.
كيف ترى دور المراكز الثقافية الأمريكية في الخارج؟ وخاصة في مصر؟
في مصر يوجود ثلاثة مراكز ثقافية أمريكية أو ما تُعرف باسم American Corners""، أحدها في مقر السفارة الأمريكية وآخر في حي المعادي بالقاهرة والثالث في محافظة الإسكندرية.
وتعد المراكز الثقافية الأمريكية هي حلقة الوصل والتواصل بين الولايات المتحدة والثقافات الأخري، فهي مهمة جدا في تعزيز التعاون والتبادل الثقافي والتعليمي في جميع أنحاء العالم.
كيف تسعى الحكومة الأمريكية لتعزيز تمكين المرأة في مصر ودول العالم، خاصة في مجال التعليم والثقافة؟
الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بدعم المرأة وتوفير الفرص لها في جميع المجالات، ذلك غير أن المرأة تهتم بالتعليم بشكل كبير، فأكثر من نصف خريجي الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية من الإناث.
وتسعى الولايات المتحدة أيضا مع الحكومات في معظم دول العالم ومن بينها مصر على تعزيز تمكين المرأة في مجالات التعليم خاصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة.
ولذلك، قدمت الولايات المتحدة من خلال سفاراتها في الخارج العديد من البرامج الداعمة للمرأة، منها برنامج "أكاديمية رائدات الأعمال"، الذي تم تفعيله في 100 دولة، منها مصر، بهدف مساعدة سيدات الأعمال في تنمية أعمالهن عبر دورات تعليمية.
تستعد الولايات المتحدة لاستضافة عدة أحداث رياضية الأعوام المقبلة.. ما تعليقك على ذلك؟
الولايات المتحدة تستعد لعقد رياضي بالغ الأهمية، ففي عام 2026 سوف تستضيف الولايات المتحدة، بالتعاون مع كندا والمكسيك، منافسات كأس العالم لكرة القدم.
وفي عام 2028، سوف تستضيف مدينة لوس أنجلوس -التي أنتمي إليها بالمناسبة- فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة.
وفي عام 2034، سوف تستضيف ولاية يوتا دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية"، وهذا يؤكد أهمية التعاون الرياضي خلال الفترة المقبلة بين الولايات المتحدة ومصر، من بين دول العالم.