هاريس حققت أداءً متميزًا وترامب لم يُهزم.. ردود أفعال أمريكية على المناظرة الرئاسية 2024 أمس
هاريس وترامب، في مشهد شد انتباه الملايين من الأميركيين، استضافت شبكة "إن بي سي" أمس الثلاثاء مناظرة انتخابية هي الأولى - وربما الأخيرة - بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، تأتي هذه المناظرة في إطار حملتهما للفوز برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات نوفمبر القادم.
وفقًا لتحليلات كبرى شبكات الأخبار الأمريكية، برزت هاريس بهدوئها ووضوح عرضها للسياسات في المقابل، حافظ ترامب على أسلوبه المعهود، مما اعتبره البعض عدم هزيمة له كونه ظهر كما يتوقعه أنصاره والناخبون.
طغت الاتهامات المتبادلة والهجمات الشخصية على النقاش. وصف ترامب هاريس بالضعف، متهمًا إياها بالفشل في تنفيذ وعودها خلال فترة حكم بايدن. ردت هاريس واصفة ترامب بأنه عار على أمريكا.
يخضع تقييم أداء المرشحين لعوامل متعددة، مما يجعل الحكم النهائي على نتيجة المناظرة أمرًا معقدًا.
في تصريحات للجزيرة، أشاد غريغوري كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ميامي، بأداء كامالا هاريس في المناظرة. اعتبر كوجر هاريس الفائزة الواضحة، مثنيًا على قدرتها في توضيح خططها الاقتصادية والخارجية بشكل ممتاز.
وأوضح كوجر أن هاريس نجحت بفعالية في إثارة غضب ترامب، مما أدى إلى فقدانه لضبط النفس في بعض الأحيان. ولفت إلى أن ترامب واجه صعوبات في إكمال جمله أحيانًا، مشيرًا إلى أن مقدمي المناظرة لاحظوا تكرار كذبه في عدة مواقف.
ترامب يقع في فخاخ هاريس
أخفق ترامب في تصوير هاريس كامتداد لرئاسة بايدن وكشخص غير جدير بالثقة، رغم النصائح بتجنب الهجوم على عرقها وجنسها والتركيز على القضايا ومواقفها غير الشعبية سابقًا، لم يلتزم ترامب بهذه الإستراتيجية.
وفقًا لمستشار جمهوري، وقع ترامب في جميع الفخاخ التي نصبتها له هاريس، فشل في مقاومة استفزازاتها ولم يركز على ربطها بسياسات الإدارة الحالية التي يعتبرها سيئة.
وصف المستشار إستراتيجية ترامب بالبسيطة لكنه لم ينفذها، مشيرًا إلى أن حجم الفرص الضائعة وإخفاقات ترامب حتى الآن كبير، هذا التقييم يعكس قلقًا متزايدًا في الأوساط الجمهورية من أداء ترامب في المناظرة.
رغم محاولاتها في إخراجه عن طوره.. ترامب يتقدم على هاريس
عبّر خبير جمهوري آخر عن رأي حاد، قائلًا إن هاريس "سحقت" ترامب في المناظرة، وصف أداء ترامب بأنه غير مستعد ومشوش، مشيرًا إلى تكراره لنقاط حديث قديمة وسهولة استفزازه من قبل هاريس.
في المقابل، قدم الكاتب والمحلل السياسي بيتر روف رؤية مختلفة، رأى روف أنه لم يكن هناك فائز واضح، معتبرًا ذلك ميزة لصالح ترامب، وأضاف أن هاريس فشلت في إخراج ترامب عن طوره بشكل ملحوظ.
واعتبر روف أن أداء المرشحين كان متقاربًا، مشيرًا إلى أن ترامب يتقدم بشكل طفيف على هاريس في معظم استطلاعات الرأي.
هذه الآراء المتباينة تعكس الانقسام في تقييم أداء المرشحين وتأثير المناظرة على مسار الحملة الانتخابية.
هاريس نجحت في استفزاز ترامب
نجحت هاريس في إثارة غضب ترامب عدة مرات خلال المناظرة من خلال تعليقات استفزازية مدروسة:
أولًا، أشارت إلى أن العديد من الحاضرين يغادرون تجمعات ترامب الانتخابية مبكرًا بسبب الملل.
ثانيًا، استحضرت ذكرى السيناتور جون ماكين، واصفة إياه بـ "العظيم"، مع التذكير بعدم احترام ترامب له.
ثالثًا، لفتت الانتباه إلى دعم نائب الرئيس السابق ديك تشيني لها.
وأخيرًا، أشارت إلى أن أكثر من 200 مسؤول جمهوري سابق لا يثقون بترامب.
هذه الاستراتيجية هدفت إلى إظهار ضعف قاعدة دعم ترامب داخل الحزب الجمهوري وإثارة ردود فعل غاضبة منه.
بعد الهجوم والسخرية.. تماسك هاريس وتشتت ترامب
هاجمت هاريس خطط ترامب الاقتصادية، مشيرة إلى سخرية اقتصاديي كلية وارتون - جامعة ترامب - منها.
اتبعت هاريس استراتيجية مناظرة فعالة:
- قدمت تفاصيل دقيقة عن سياسات الضرائب للشركات الصغيرة والرعاية الصحية، متفوقة على ترامب في هذه النقاط.
- برزت في مناقشة قضايا الإجهاض والحريات الإنجابية والسياسة الخارجية، مظهرة عاطفة وإقناعًا أكبر.
- حافظت على هدوئها وتعابير وجه متماسكة، متباينة مع غضب ترامب وتشتته.
ختمت هاريس بتأكيد تمايزها عن بايدن وترامب، مقدمة نفسها كممثلة لجيل جديد من القيادة، وهو محور رئيسي في حملتها الانتخابية.
أراء أمريكية بعد المناظرة
يخلص العديد من المراقبين الأميركيين إلى أن المناظرات ليست ذات أهمية كبيرة. فقد أظهرت استطلاعات الرأي، على سبيل المثال، أن هيلاري كلينتون تفوقت بسهولة على ترامب في جميع المناظرات الثلاث عام 2016، ومع ذلك تمكن ترامب من الفوز بالانتخابات والدخول إلى البيت الأبيض.
بينما يبدو أن هاريس قد حققت تقدمًا ملحوظًا في المناظرة أمام ترامب، يؤكد كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية، في حديثه للجزيرة نت أن "المناظرات، تاريخيًا، لم تكن لها تأثيرات كبيرة في الجولات الانتخابية السابقة، لكن في سباق شديد التنافس، يمكن أن يسهم هذا التفوق الواضح لهاريس في تعزيز فرصها للفوز".
من جانبه، أشار روف -في حديثه للجزيرة نت- بعد انتهاء المناظرة إلى أنه "من المحتمل أن يكون لتلك المناظرة تأثير محدود على السباق الانتخابي، كما هو الحال بالنسبة للملايين التي ستُنفق قريبًا على الإعلانات في التلفزيون والراديو والإنترنت. وقد حسم معظم الناخبين بالفعل خياراتهم بشأن كيفية التصويت. السؤال يكمن في ما إذا كانوا سيشاركون بالفعل في التصويت أم لا".