خبراء: التدخل الدولي في السودان ضرورة ملحة وسط تصاعد الانتهاكات
تشهد الحرب في السودان اهتمامًا دوليًا متزايدًا، مع تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
تقرير أممي حديث كشف جرائم حرب جسيمة، ودعا إلى تدخل دولي لحماية المدنيين وفرض حظر أسلحة شامل، وسط تحذيرات من عقوبات جديدة.
يرى الخبراء أن التدخل الدولي لحماية المدنيين في السودان بات ضرورة ملحة، خاصة بعد صدور تقرير أممي يكشف عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويؤكدون أن تنفيذ التوصيات الأممية يتطلب ضغطًا دوليًا وشعبيًا لضمان المساءلة، محذرين من إمكانية فرض عقوبات إضافية على قادة الحرب.
من جانبه قال المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد بإن الحرب في السودان دخلت مرحلة جديدة من الاهتمام الدولي، بعد الإعلان عن مفاوضات جنيف في أغسطس الماضي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة دولية وإقليمية واسعة. هذا الاهتمام يعود لاعتبارات إنسانية وأمنية وسياسية، حيث سبق لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أنشأ في أكتوبر 2023 بعثة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات الجسيمة التي يتهم طرفا الصراع بارتكابها.
وفي 6 سبتمبر 2024، قدمت البعثة الأممية تقريرًا يسلط الضوء على جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية ارتكبها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحلفاؤهما، بما في ذلك هجمات عشوائية استهدفت المدنيين والبنية التحتية. كما أشار التقرير إلى ممارسات الاعتداء على الحياة والكرامة الشخصية.
محمد شندي عثمان، عضو في بعثة تقصي الحقائق، أكد على ضرورة حماية المدنيين، مشددًا على أن جميع الأطراف يجب أن تلتزم بالقانون الدولي وتوقف الهجمات على الفور ودون شروط. التقرير الذي يتألف من 19 صفحة استند إلى شهادات ناجين وشهود عيان، ووثق حالات تعذيب واعتقالات قسرية نفذها طرفا النزاع.
أضاف « أبو زيد» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن توصيات التقرير التي قدمتها الأمم المتحدة وجاء فيها:
- نشر قوة دولية محايدة لحماية المدنيين في السودان دون تأخير.
- توسيع نطاق حظر الأسلحة في دارفور ليشمل كل أنحاء السودان.
- منح المحكمة الجنائية الدولية صلاحيات تشمل كافة أرجاء السودان لمحاسبة المتورطين في جرائم الحرب.
- دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة لدعم الناجين ومحاسبة الجناة.
- التأكيد على أهمية وقف إطلاق نار شامل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
في تصريح منفصل، أشار جون كيري، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أن السودان يواجه أزمة إنسانية حادة، حيث يعيش مئات الآلاف في ظروف المجاعة، ويواجه 25 مليون سوداني الجوع الحاد، بينما أجبر أكثر من عشرة ملايين شخص على النزوح. وأضاف كيري أن واشنطن تدفع باتجاه محادثات لوقف إطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
أكد المحلل السياسي السوداني أن المجتمع الدولي يتجه نحو التدخل المباشر لحماية المدنيين في السودان، خصوصًا بعد التقرير الأممي الذي أعطى مشروعية أخلاقية وإنسانية للتدخل، بات من الصعب على أي جهة دولية تعطيل هذه الخطوات، فيما تتزايد الضغوط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
في السياق ذاته أوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت، الباحث في العلاقات الدولية، أن الأوضاع الإنسانية في السودان باتت حرجة بسبب الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وأشار إلى تقرير دولي صدر مؤخرًا يكشف عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني، ويؤكد الحاجة لتدخل فوري لحماية المدنيين.
واختتم «دفع الله» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن تنفيذ التوصيات يتطلب ضغطًا دوليًا وشعبيًا على الأطراف المتنازعة، محذرين من إمكانية فرض عقوبات جديدة على القادة المسؤولين عن الانتهاكات إذا لم يتم التعامل بجدية مع التقرير.