بعد الفوز بولاية جديدة.. ماذا تعرف عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون؟

تقارير وحوارات

الرئيس الجزائري عبدالمجيد
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون

 

أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، الأحد، فوز الرئيس عبدالمجيد تبون بولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على 94.65% من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم السبت. 
وأفاد رئيس السلطة، محمد شرفي، أن نسبة المشاركة الأولية بلغت 48.03% داخل الجزائر و19.57% للجالية بالخارج، مع تأخر في إعلان النتائج الكاملة بسبب الفيضانات التي عطلت وصول محاضر بعض الولايات.

وجاء ذلك بعد نسبة المشاركة كانت محور الاهتمام في هذه الانتخابات، حيث سعى تبون إلى إعادة انتخابه دون التشكيك في شرعيته. في المقابل، الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2019، تزامنت مع احتجاجات "الحراك" المطالبة بالديمقراطية، وشهدت مقاطعة واسعة بنسبة عزوف وصلت إلى 60%.


من هو عبدالمجيد تبون؟


هو الرئيس الثامن للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وقد تولى الرئاسة في ديسمبر 2019 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وحصل على دورة جديدة


وُلد تبون في 17 نوفمبر 1945 في مدينة المشرية بولاية النعامة الجزائرية. ويمتد مساره السياسي لعقود طويلة، حيث شغل العديد من المناصب الحكومية المهمة قبل أن يصل إلى سدة الحكم.


الخلفية التعليمية والمسار السياسي

حصل تبون على شهادة في الإدارة والاقتصاد من المدرسة الوطنية للإدارة، وهي مؤسسة مرموقة خرّجت العديد من القادة والمسؤولين الجزائريين. بدأ مسيرته السياسية في السبعينيات كإداري ثم تقلد عدة مناصب على المستوى المحلي، قبل أن يتدرج في السلم السياسي ليصبح وزيرًا. شغل تبون مناصب وزارية متعددة، منها وزير للإسكان والعمران، وهو المنصب الذي حقق فيه نجاحات كبيرة من خلال برامج الإسكان الاجتماعية، ما أكسبه شهرة في الأوساط الشعبية.

كما شغل تبون منصب وزير التجارة، ووزير الاتصال لفترة قصيرة، بالإضافة إلى منصب وزير الثقافة لفترة وجيزة. رغم تنوع المناصب التي شغلها، إلا أن نجاحاته في قطاع الإسكان كانت الأكثر بروزًا، حيث عمل على مشاريع وطنية تهدف إلى توفير السكن الاجتماعي للعائلات ذات الدخل المحدود.


توليه رئاسة الوزراء

في عام 2017، تم تعيين عبدالمجيد تبون رئيسًا للوزراء في الجزائر، وهو المنصب الذي استمر فيه لعدة أشهر فقط، إذ تم إقالته في نفس العام. خلال فترة رئاسته للحكومة، ركز على مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في الإدارة العامة. كما حاول استعادة ثقة الشعب بالحكومة من خلال إطلاق مشاريع تهدف إلى تقليل الفجوة الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، واجه تحديات كبيرة، منها الانتقادات السياسية التي كانت سببًا رئيسيًا في إقالته من رئاسة الوزراء.

رئاسته للجزائر

في ديسمبر 2019، فاز تبون بالانتخابات الرئاسية ليصبح رئيسًا للجزائر في فترة حاسمة من تاريخ البلاد. جاءت رئاسته في أعقاب حركة الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي عُرفت بـ "الحراك"، والتي أدت إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. تولى تبون الرئاسة وسط توقعات كبيرة وآمال من الشعب في إحداث تغييرات سياسية واقتصادية، حيث تعهد بالاستجابة لمطالب الحراك وتحقيق إصلاحات جوهرية.

الإصلاحات والإنجازات

منذ توليه الرئاسة، عمل تبون على تعزيز الإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد. أطلق مبادرات تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، وهي المهمة التي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الجزائر. كما سعى إلى تحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال إصلاحات قانونية وإدارية.

على الصعيد السياسي، ركز تبون على تعزيز الحريات العامة وضمان حقوق الإنسان، كما تعهد بإصلاح الدستور وإجراء تعديلات قانونية تهدف إلى تحسين الشفافية والحكم الرشيد. وفي عام 2020، تم إقرار تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وحماية الحريات، ولكن لا تزال هناك مطالبات شعبية بتنفيذ المزيد من الإصلاحات.

التحديات والمستقبل

يواجه تبون تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي. داخليًا، تواجه الجزائر تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة انخفاض أسعار النفط وارتفاع معدلات البطالة، مما يضع ضغوطًا على الحكومة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية عميقة. على المستوى الخارجي، تسعى الجزائر لتعزيز دورها الإقليمي في شمال إفريقيا والساحل، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والنزاعات المستمرة في ليبيا ومالي.