"التعلم الرقمي".. ضرورة حتمية وتطوير مستمر في مصر
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التحول نحو التعلم الرقمي أصبح ضرورة ملحة، خصوصًا بعد جائحة "كوفيد-19"، التي فرضت تغييرات كبيرة على نمط التعليم التقليدي.
وأوضح الوزير خلال لقائه مع ممثلي مؤسسة "Open Classrooms" في باريس أهمية الدمج بين المقررات الإلكترونية والتدريس التقليدي في الفصول الدراسية، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يعزز من فعالية العملية التعليمية ويقدم للطلاب خيارات أكثر تنوعًا ومرونة.
بنك المعرفة المصري: تجربة رائدة في دعم التعليم
أحد أبرز المحاور التي تطرق إليها الوزير كان تجربة "بنك المعرفة المصري"، التي تُعد من بين المبادرات التعليمية الرائدة على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.
أتاح بنك المعرفة الوصول المجاني إلى مصادر تعليمية متنوعة، مثل المجلات العلمية، الكتب الإلكترونية، الأطروحات البحثية، وقواعد البيانات المتخصصة، وهذه المصادر تخدم مختلف الفئات من طلاب، معلمين، وباحثين، مما يسهم في تحسين جودة التعليم والبحث العلمي في مصر.
وأضاف الوزير أن مصر تسعى إلى تقديم تجربة "بنك المعرفة" للدول الأخرى، مؤكدًا على الجهود المستمرة لتطوير المنصة ودعمها بحلول تقنية متقدمة، مثل نظام إدارة التعلم، نظام الامتحانات الإلكترونية، نظام معلومات الطلبة، وغيرها من الخدمات التي تسهم في تحسين التصنيف الدولي للجامعات المصرية.
التعلم الرقمي في فرنسا: تجربة "Open Classrooms"
من جانبه، استعرض "ماتيو نبرا"، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "Open Classrooms"، دور مؤسسته في مجال التعلم الرقمي بفرنسا. المؤسسة تقدم أكثر من 600 مقرر مجاني عبر منصتها الإلكترونية، تتيح للطلاب والدارسين من مختلف الأعمار الاستفادة منها.
المقررات تغطي مجالات متنوعة مثل تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، التسويق، التربية، وغيرها من التخصصات التي تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب وإعادة تأهيلهم في المجالات المتخصصة.
استعدادات المدارس للعام الدراسي الجديد
في سياق متصل، كثفت مديريات التربية والتعليم في مصر استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد، حيث تعمل على حل المشكلات المتعلقة بكثافة الفصول وضمان جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب.
في محافظة الإسكندرية، أكد الدكتور عربي أبوزيد، وكيل وزارة التربية والتعليم، أن 100٪ من المدارس ستكون قادرة على استقبال الطلاب بمعدلات كثافة طلابية لا تتجاوز 45 طالبًا في الفصل الواحد، مشيرًا إلى أن أكثر من 40٪ من المدارس ستشهد كثافات أقل، مما يسهم في تحسين جودة التعليم المقدمة.
وأضاف أبوزيد أنه سيتم تطبيق آليات جديدة لتطوير المنظومة التعليمية خلال العام الجديد، حيث سيتم سد العجز في المعلمين عن طريق اللجوء إلى معلمي المعاش والخريجين الجدد من الكليات التربوية.
كما سيتم افتتاح 7 مدارس جديدة بإجمالي 400 فصل دراسي، مما يساهم في تقليل الكثافات الطلابية وتحسين جودة التعليم.
تخفيف الكثافة الطلابية: تحسين التعليم وتعزيز الانضباط
في محافظة الجيزة، أكدت إدارة 6 أكتوبر التعليمية على أهمية تخفيف الكثافات الطلابية داخل الفصول الدراسية.
تأتي هذه الخطوة بهدف تحسين جودة التعليم وتعزيز الانضباط بين الطلاب، كما أشارت الإدارة إلى ضرورة توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة للطلاب من خلال تخفيف عدد الطلاب في الفصول وتوزيعهم بفعالية وفقًا للخطط المعدة مسبقًا.
بروتوكولات تعاون لسد العجز في المعلمين
وفي محافظة البحيرة، وقعت مديرية التربية والتعليم بروتوكول تعاون مع جامعة دمنهور.
هذا البروتوكول يستهدف سد العجز في المعلمين عن طريق الاستعانة بطلاب التربية العملي.
يُعد هذا البروتوكول جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للتعليم التي تهدف إلى تطوير العملية التعليمية من خلال التنسيق بين الجامعات وقطاع التعليم، مما يسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية في المدارس.