احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا تأييدًا لفلسطين وتنديدًا بالحرب على غزة
شهدت جامعة كولومبيا في نيويورك تظاهرات حاشدة خارج الحرم الجامعي مع استئناف الدراسة، حيث تجمع عشرات الطلاب للتعبير عن تأييدهم لفلسطين ورفضهم لاستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء هذا التحرك الطلابي في إطار موجة من الاحتجاجات التي عمت الجامعات الأمريكية، ما يعكس تزايد الغضب الشعبي تجاه سياسات إسرائيل في المنطقة.
الطلاب يطالبون بقطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل
خلال التظاهرة، رفع الطلاب شعارات مناهضة لإسرائيل وطالبوا الجامعة بقطع كافة العلاقات مع الشركات التي تدعم إسرائيل أو ترتبط بها تجاريًا.
وأكد الطلاب في مظاهرتهم على ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الجامعة ضد ما وصفوه بـ "الفصل العنصري الإسرائيلي".
وفي هذا السياق، ألقت الشرطة القبض على عدد من الطلاب المشاركين، مما أثار موجة جديدة من الغضب بين صفوف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
احتجاجات متصاعدة على مستوى الجامعات الأمريكية
لم تكن احتجاجات جامعة كولومبيا حدثًا معزولًا، بل جاءت كجزء من سلسلة من المظاهرات التي اجتاحت الجامعات الأمريكية في الأشهر الأخيرة.
وقد بدأت هذه الاحتجاجات في نهاية فصل الربيع، حيث شهدت جامعات عديدة تحركات طلابية واسعة تأييدًا للقضية الفلسطينية ورفضًا للسياسات الإسرائيلية. ويبدو أن هذه الاحتجاجات ستستمر وتتسع مع بداية العام الدراسي الجديد.
استجابة الجامعة وتهدئة التوترات
سعت القيادة الجديدة لجامعة كولومبيا خلال الأسابيع الماضية، إلى تهدئة الأوضاع في الحرم الجامعي من خلال عقد جلسات استماع مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
كما أصدرت الجامعة تقريرًا حول معاداة السامية في الحرم الجامعي ووزعت إرشادات جديدة تهدف إلى تنظيم الاحتجاجات بشكل لا يعطل العملية التعليمية.
ورغم هذه الجهود، لم يتراجع منظمو الاحتجاجات عن موقفهم، بل وعدوا بتصعيد الفعاليات بما في ذلك احتمالية إقامة مخيمات احتجاجية داخل الحرم الجامعي.
التزام الطلاب بالمقاومة حتى تحقيق مطالبهم
من جهته، أكد محمود خليل، طالب دراسات عليا وأحد ممثلي المحتجين، أن الطلاب سيواصلون مقاومتهم ما دام استمرت الجامعة في الاستثمار في الشركات المرتبطة بإسرائيل.
وقال خليل: "ما دام أن جامعة كولومبيا تستمر في الاستثمار والاستفادة من الفصل العنصري الإسرائيلي، سيواصل الطلاب المقاومة، ليس فقط بالاحتجاجات والمخيمات، فحدودنا هي السماء"، وهذا التصريح يعكس تصميم الطلاب على مواصلة نضالهم حتى تحقيق مطالبهم.
استقالة رئيسة الجامعة السابقة وتأثيرها على الأوضاع
تأتي هذه الأحداث بعد أقل من شهر على استقالة رئيسة جامعة كولومبيا السابقة، نعمت شفيق، التي كانت قد استدعت الشرطة إلى الحرم الجامعي مرتين خلال الربيع الماضي لتفكيك مخيمات الاحتجاج.
في إحدى هذه الحوادث، اقتحمت قوات الشرطة الحرم الجامعي واعتقلت الطلاب المشاركين في الاعتصام، ما أدى إلى إغلاق الجامعة لفترة قصيرة.
ومنذ استقالتها، تسلمت الرئيسة المؤقتة، كاترينا أرمسترونغ، قيادة الجامعة وتعهدت بتحقيق توازن بين حقوق الطلاب في التعبير الحر وضمان بيئة تعليمية آمنة.
تصعيد محتمل ومرحلة جديدة من الاحتجاجات
مع بداية العام الدراسي الجديد، يبدو أن جامعة كولومبيا تستعد لمواجهة مرحلة جديدة من الاحتجاجات الطلابية.
ورغم محاولات الإدارة الجامعية لتهدئة الأوضاع، فإن تصاعد الغضب بين الطلاب يشير إلى احتمالية تصعيد الفعاليات الاحتجاجية.
يعكس هذا الوضع التوترات المتزايدة داخل الجامعات الأمريكية بشأن السياسات الإسرائيلية التي تفرضها علي الأراضي الفلسطينية، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النقاشات حول دور المؤسسات الأكاديمية في القضايا الدولية.