أول زيارة من السيسي إلى تركيا.. خبراء يكشفون تأثير الزيارة على العلاقات الثنائية والإقليمية
في أول زيارة رسمية له إلى تركيا منذ توليه الحكم، يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة أنقرة اليوم الأربعاء، برفقة وفد رسمي رفيع المستوى.
أول زيارة رسمية من السيسي إلى تركيا
الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، حيث من المقرر أن يجري الرئيس السيسي محادثات مهمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسيتم مناقشة عدة قضايا مهمة تشمل العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في غزة، بالإضافة إلى ملفات إقليمية أخرى ذات اهتمام مشترك.
وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والتفاهم بين البلدين، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تركيا تمثل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين مصر وتركيا، مع التركيز على الملفات الثنائية والإقليمية.
وأضاف "فهمي" في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن توقيت الزيارة يأتي كرد على زيارة الرئيس أردوغان، وهي زيارة تحمل دلالات مهمة من حيث الشكل والمضمون.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أن الزيارة تشمل مناقشة الملفات الثنائية وعلى رأسها الاقتصاد والاستثمارات والسياحة، حيث توجد اتفاقيات تجارية لتعزيز التعاون بين البلدين.
أما على الصعيد السياسي، تشمل الزيارة مناقشة أربع ملفات رئيسية، وهي التنسيق بشأن الملف الليبي، إلى جانب ملف شرق المتوسط والتعاون في مجال الغاز والموارد الطبيعية في المنطقة.
كما تتضمن كذلك ملف أمن الخليج عبر التنسيق حول قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، فضلا عن القضية الفلسطينية من خلال مناقشة التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية والقدس وقطاع غزة.
وأشار إلى أن تركيا تريد الاستفادة من مصر فيما يتعلق بالتنسيق في الملف الليبي والحصول على دور في منظمة غاز شرق المتوسط، بينما تركز مصر على تعزيز العلاقات على مستوى الندية والمنافع المتبادلة، وكذلك على دورها في تعزيز علاقات تركيا الإقليمية وخاصة مع سوريا وإيران.
وأوضخ أن هذه الزيارة من المتوقع أن تؤدي إلى تغييرات استراتيجية في الإقليم، مع التركيز على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، مما يعزز من دور مصر وتركيا كفاعلين رئيسيين في المنطقة.
وفي ذات السياق، فال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر وتركيا حافظتا على إطار معقول من العلاقات رغم التوترات السابقة، حيث إن سحب السفير المصري من تركيا وترك قائم بالأعمال لم يكن قطيعة كاملة، مما يدل على حرص البلدين على إبقاء العلاقات في مستوى من التواصل.
وأضاف "بيومي"، في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن الاستثمارات التركية في مصر لم تتأثر سلبًا، بل شهدت زيادة في التعاون الاقتصادي، مما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز الروابط الاقتصادية.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تبادل الزيارات الرسمية والمجاملات الدبلوماسية أسهم في إعادة بناء جسور التواصل، وأدت إلى لقاءات مهمة بين قادة البلدين.
وواصل: من جهة أخرى، العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل عملية التقارب مما يعزز من الفهم المتبادل والتعاون.
وأكد أن نجاح مصر في دفع تركيا نحو الاعتدال في مواقفها الإقليمية، وخاصة في الملف الليبي، يعد إنجازًا دبلوماسيًا، متوقعا مزيد من التوافق على القضايا الإقليمية بما يعزز من الاستقرار في المنطقة ويخدم المصالح المشتركة.
واختتم السفير جمال بيومي، قائلا: نأمل أن تؤدي هذه الزيارة إلى مزيد من تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والإنسانية بين مصر وتركيا، مما يعزز من أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.